اقتصاد

لماذا لا تستطيع بغداد التخلي عن شراء الغاز الإيراني؟

1 فبراير 2021
91845Image1-1180x677_d.jpg
"العراق يحرق 10 أضعاف ما يستورده" قد تكون كذبة (فيسبوك)
فريق التحرير
فريق التحريرالترا عراق

ألترا عراق ـ فريق التحرير

يحصد ملف الغاز المحروق في العراق، اهتمامًا واسعًا في البلاد على صعيد مختلف بين الأوساط السياسية والشعبية والإعلامية، فيما تصدح معلومات عن كون العراق يحرق كميات من الغاز تفوق أضعاف ما يستورده من إيران، إلا أنه وبلغة الأرقام، يبدو أن العراق حتى لو استثمر جميع إنتاجه من الغاز المصاحب، لا يكفي لتشغيل كافة محطاته.

خفض الجانب الإيراني إمدادات الغاز من 50 مليون متر مكعب إلى 5 ملايين متر مكعب يوميًا فقط

وتعاني البلاد منذ فترة، تراجع كميات التجهيز الكهربائي بسبب إقدام الجانب الإيراني على خفض إمدادات الغاز إلى العراق الذي تستخدمه بغداد لتشغيل المحطات الكهربائية في البلاد، حيث خفض الجانب الإيراني إمدادات الغاز من 50 مليون متر مكعب إلى 5 ملايين متر مكعب يوميًا فقط، وذلك على خلفية عدم تسديد الديون التي بذمة العراق إلى الجانب الإيراني بفعل العقوبات الأمريكية التي تمنع تسديد الديون بالعملة الصعبة، وهو الأمر الذي لم يحل حتى الآن مع الجانب الإيراني.

اقرأ/ي أيضًا: الكهرباء تتحدث عن خطة لإنهاء أزمة تجهيز الطاقة.. هل هناك غير الغاز الإيراني؟

ويبدو أن وزارة النفط وضعت في اختبار صعب لأول مرة أمام قدرتها على سد احتياجات وزارة الكهرباء من الوقود لتشغيل المحطات الكهربائية تعويضًا عن الغاز الإيراني المقطوع، إلا أن وزارة النفط أكدت أنها تعمل على تأمين احتياجات وزارة الكهرباء من الوقود.

وقال وكيل الوزارة حامد يونس الزوبعي في تصريحات للصحيفة الرسمية وتابعها "ألترا عراق" إن "الوزارة تعمل جاهدة بالتنسيق مع وزارة الكهرباء على توفير ما تحتاج إليه الأخيرة من مختلف أنواع الوقود لضمان ديمومة عمل المحطات التوليدية في عموم البلاد".

واشار إلى أن "وزارة النفط أبدت عند إقدام الجانب الإيراني على خفض كميات الغاز التي يمنحها للمحطات الاستثمارية، استعدادها لتوفير أي وقود بديل لتعويض الغاز الإيراني الواصل لتلك المحطات، لا سيما أن المحطات الكهربائية في عموم البلاد تعمل على الوقود البديل".

وتحدث الزوبعي عن "توفير ما يقارب 1500 مقمق من الغاز يوميًا لضمان تشغيل المحطات التوليدية التي تعتمد عليه في المناطق الجنوبية"، مشيرًا إلى أن "الغاز الذي تقوم وزارة النفط باستثماره في المناطق الجنوبية يعرف بالغاز المصاحب لعمليات انتاج النفط، والذي أضحى محدودًا وفق تخفيض أوبك الإنتاج، لا سيما أن إنتاج الغاز يرتفع بحسب ارتفاع عمليات إنتاج النفط وبالعكس".

ولفت إلى أن "كميات الغاز المصاحب وفق الإنتاج الحالي 2700 مقمق، منها 1500 مقمق مستثمرة حاليًا وتمنح لمحطات الكهرباء وبعض المنشآت الصناعية والمتبقي 1200 مقمق يتطلب استثماره إنشاء منشآت، وهي الآن تحت التنفيذ".

عمليات حسابية.. كم ينتج العراق وكم يحتاج؟

في منتصف شهر كانون الثاني/يناير الماضي، وفي خضم الحديث عن توجه العراق لاستثمار الغاز المنتج والاستغناء عن الاستيراد، ولا سيما بعد الخطوة الإيرانية بقطع أكثر من 90% من إمدادات الغاز، خرج وزير النفط احسان عبدالجبار بتصريح وصفه مختصون بـ"المحيّر"، ويناقض المعلومات والتقارير التي تتحدث عن كون العراق يحرق ما مقداره 10 أضعاف ما يستورده من إيران يوميًا، متحدثًا عن عدم قدرة العراق على الاستغناء من استيراد الغاز.

 يستورد العراق من ايران لتعويض الحاجة لتشغيل كافة محطاته الكهربائية 50 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا 

وفي تصريحات متلفزة وخلال حديثه عن افتتاح عدة معمل للغاز في البصرة وميسان وذي قار خلال الأعوام الأربعة القادمة، بيّن عبدالجبار أن "مجموع الطاقات التي من المفترض أن تضاف من 2021 الى سنة 2025 ستكون 1500 مليون قدم مكعب (مقمق)".

اقرأ/ي أيضًا: الكهرباء: إيران عاودت رفع مناسيب الغاز.. الكميات تسد 10 بالمئة من حاجتنا

ولفت إلى أن "العراق لا يمكنه الاستغناء عن استيراد الغاز، لا سيما وأن لديه منشآت كهربائية، فلا بد من إبقاء جزء للاستيراد"، لافتًا إلى أن "أعلى ما يمكن إنتاجه من الغاز لا يسد الحاجة لمحطات الكهرباء".

ينتج العراق يوميًا 1500 مقمق من الغاز بحسب تصريح وكيل الوزارة حامد الزوبعي، ويستخدمه في تشغيل محطاته الكهربائية، فيما يستورد من إيران لتعويض الحاجة لتشغيل كافة محطاته الكهربائية، 50 مليون متر مكعب يوميًا وهو ما يعادل نحو 1765 مقمق.

وبالعودة لتصريح وزير النفط إحسان عبدالجبار الذي أكد أنه حتى الـ2025 سيتم إضافة 1500 مقمق إضافي، يفسر استمرار احتياج العراق لأكثر من 250 مقمق يوميًا، وهو ما يفسر تصريح عبدالجبار حول استمرار احتياج العراق لاستيراد الغاز، ولكن بكميات أقل.

وبحسب تقرير سابق صادر عن البنك الدولي، فإن العراق أحرق عام 2019 ، قرابة الـ17.91 مليار متر مكعب، ما يعني أكثر من 49 مليون متر مكعب يوميًا، أي يقارب ما يستورده من إيران والبالغ 50 مليون متر مكعب، الأمر الذي يفسر تقارب ما يحرقه مع ما يحتاجه لتشغيل المحطات بشكل نسبي.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الكهرباء: اتفاق مبدئي حول الغاز الإيراني.. ننتظر موافقات "عليا" في طهران

واشنطن تمنح العراق مهلة جديدة لاستيراد الغاز والكهرباء من إيران

الكلمات المفتاحية

نفط

نيران الحرب تصيب العراق.. ماذا حدث لناقلة النفط قرب مضيق هرمز؟

تفاصيل جديدة عن حادثة احتراق ناقلة تحمل شحنة ضخمة من النفط العراقي كانت متجهة إلى الصين ومدى تعلقها بالحرب بين الكيان الصهيوني وإيران


العراق

وزارة النفط تعتبر اتفاقيات الطاقة التي أبرمها بارزاني في أميركا باطلة

قالت وزارة النفط الاتحادية إنّ العقود التي أبرمها رئيس حكومة إقليم كردستان لاستثمار حقلين في السليمانية مع شركتين أميركيتين على هامش زيارته إلى واشنطن باطلة


ارتفاع عدد السيارات في العراق خلال 2023

ارتفاع عدد السيارات في العراق خلال 2023

ارتفاع عدد سيارات القطاع الخاص في العراق عام 2023


مواعيد-عمل-مصرف-الرافدين-في-اليمن.jpg

بسبب الأزمة المالية.. الرافدين يرفض المقارنة بـ"انهيارات مصرفية في دول أخرى"

دعا إلى "الإبقاء على ما تبقى من الثقة في مؤسسات الدولة"

نفط
اقتصاد

نيران الحرب تصيب العراق.. ماذا حدث لناقلة النفط قرب مضيق هرمز؟

تفاصيل جديدة عن حادثة احتراق ناقلة تحمل شحنة ضخمة من النفط العراقي كانت متجهة إلى الصين ومدى تعلقها بالحرب بين الكيان الصهيوني وإيران

الخطوط الجوية في البصرة
منوعات

موقف الأجواء العراقية.. الخطوط الجوية المحلية تستأنف رحلاتها في مطار البصرة فقط

الخطوط الجوية العراقية تستأنف رحلاتها من مطار البصرة الدولي خلال النهار مع استمرار إيقاف حركة الطيران في المطارات الأخرى


الاستمارة الخاصة بهوية حيازة وحمل السلاح
مجتمع

استمارة خاصة بهوية حيازة وحمل السلاح في العراق.. رابط إلكتروني وباركود

الداخلية تنشر رابطًا إلكترونيًا بهدف "تبسيط إجراءات معاملة إجازة السلاح"

ابو عائشة العراقي
أخبار

الثاني خلال 3 أشهر.. اغتيال "أبو عائشة العراقي" في إدلب السورية

يرجح أن "أبو عائشة العراقي" عمل في هيئة تحرير الشام سابقًا

الأكثر قراءة

1
سياسة

الحرب على إيران.. العراق يرفع شكوى إلى مجلس الأمن ويتلقى تطمينات أميركية


2
مجتمع

تقارير برلمانية تؤشر ازدياد حالات التسمم الغذائي لمرتادي المطاعم وطالبي "الدلفري"


3
منوعات

الاتحاد الدولي يدرس طلب العراق العاجل قبل مواجهة الأردن في تصفيات المونديال


4
سياسة

خاص| العراق أصبح بـ19 محافظة.. تفاصيل استحداث "حلبجة" والخلافات السياسية والقانونية حولها


5
مجتمع

التربية: المفصولون بالغياب غير مشمولين بالدخول الشامل