شهدت العاصمة بغداد، انطلاق أعمال مؤتمر بغداد الدولي الرابع للمياه بمشاركة دول عربية إقليمية، فضلًا عن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط.
قال وزير الموارد المائية العراقي إنّ محدودية الموارد المائية تشكل تحديًا للعراق
وفي كلمته خلال المؤتمر، قال وزير الموارد المائية عون ذياب، إنّ "مؤتمر بغداد الدولي للمياه يهدف ليكون بوابة للتعاون المشترك بشأن المياه"، فيما تحدث عن "اتخاذ جملة إجراءات من شأنها التواصل مع الدول الجوار حول هذا الملف".
وقال ذياب إنّ "أغلب مصادر العراق المائية تأتي من خارج الحدود، ولذلك قررت الوزارة التواصل مع الدول كافة".
وأكد ذياب على "حاجة العراق إلى الدعم والإسناد الدولي لدعم موقفه بمواجهة التحديات المائية ومساعدته، وهذا "سبب رئيسي لعقد هكذا مؤتمرات".
وزير الموارد المائية العراقي، دعا المنظمات العربية والدولية أيضًا، إلى "التعاون المثمر والبنّاء للحفاظ على البيئة المائية العادلة".
واعتبر أنّ "الحفاظ على المياه مسؤولية مشتركة تخص الجميع في القطاعات كافة، ويجب الحفاظ عليها واستخدامها بشكل عقلاني في الاستخدامات كافة ومنع هدر المياه".
ويعقد مؤتمر بغداد الدولي للمياه بنسخته الرابعة لمدة 3 أيام، حيث تقول وزارة الموارد المائية إنه يهدف لـ"تسليط الضوء على مشكلة المياه والنقص الحاد في الموارد المائية التي تعاني منها العديد من الدول".
تحدث محمد تميم عن هدر كبير في استخدام المياه من قبل المواطنين العراقيين
وتحدث وزير التخطيط العراقي، محمد تميم، في المؤتمر، بكلمة ألقاها نيابة عن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني عن "التحديات الصعبة والمعقدة، بل وتزداد تعقيدًا، يومًا بعد يوم، في ظل ارتفاع معدلات الحاجة إلى المياه".
وقال إننا "بحاجة الى ادارة رشيدة للمياه، وفق مبادئ القانون الدولي، ومثل هذه الإدارة، تتطلب إدامة زخم التواصل والتنسيق المشترك بين بلداننا، للوصول إلى أفضل أساليب الإدارة التي تتناسب وأهمية وخطورة ملف المياه".
وقال تميم إنّ "هناك تراجعًا واضحًا في حجم الإيرادات عبر عمودي دجلة الفرات، وهذا الأمر "تسبب باتساع التصحر، واختفاء العديد من القرى نتيجة الهجرة، مشيرًا إلى أنّ العراق "واجه مشكلة تمثلت بانخفاض كميات الأمطار المتساقطة، وهذا الحال أثّر كثيرًا على الزراعة الديمية التي تعتمد على الأمطار".
وعلى المستوى الداخلي، فإنّ العراق "بحاجة إلى سياسات مائية بمسارات واضحة، نعمل من خلالها على تنظيم استخدامات المياه، وتقليل الهدر"، حيث "هناك هدر كبير في استخدام المياه من قبل المواطنين"، بحسب تميم.
وقال تميم في كلمة السوداني: "نحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى، للاتفاق على وضع سياسات مائية مشتركة لاسيما بين البلدان المتشاطئة، والمشتركة في مصادر مائية".
بدورها، قالت وزيرة الزراعة والموارد المائية في حكومة إقليم كردستان، بيكرد طالباني، إنّ الهدف من المؤتمر هو "إسماع أصحاب القرار في دول الحوض لنهري دجلة والفرات والخبراء والمختصين لمواجهة التحديات المائية والتغيرات المناخية والتلوث".
وذلك كله ـ بحسب طالباني ـ "يتسبب بأضرار للمنشآت الوطنية وللزراعة الديمية، وهي شائعة للمنتجات الرئيسية في كردستان".
وقالت طالباني إنّ "عدم وجود السدود الكونكريتية والمشاريع الإروائية أدى إلى استخدام الخزين من المياه الجوفية من قبل المزارعين في أغلب مناطق إقليم كردستان".
واعتبرت طالباني "المعايير الدولية لنصيب الفرد من المياه تتجه إلى الفقر المائي بسبب الندرة المائية وزيادة السكان وتزايد الاحتياجات للمياه في الشرق الأوسط والعراق على وجه الخصوص".
وبحسب طالباني، فإنّ "سد دربنديخان ودهوك يشكلان 30 % من خزين العراق الاستراتيجي"، وهو ما يدعو إلى "إنشاء سدود لخزن المياه".
وفي الأثناء، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إنّ قضية المياه مسألة وجودية ترتبط بالأمن القومي العربي، كما دعا الدول المجاورة للعراق إلى زيادة حصته المائية.
وقال أبو الغيط، إنّ "هذا المؤتمر سيحقق أهدافه في رسم تصور شامل للوضع المائي في العراق بكل تحدياته وتعقيداته وتعميق فهم تلك التحديات بحضور القطاعات الوطنية ودول الجوار".
أبو الغيط: 80 بالمئة من المياه في الوطن العربي تأتي من خارج الدول العربية
وقال أيضًا إنّ "الوضع المائي في العراق ما يزال يشكل ضغطًا رغم جهود الحكومة في تنفيذ المشاريع".
وتحدث الأمين العام لجامعة الدول العربية عن "التحديات المشتركة التي تواجهها الدول العربية في مجال المياه، فضلًا عن التحديات الخاصة التي تواجه بعض الدول بسبب جغرافيتها، إذ أنّ "80 بالمئة من المياه في الوطن العربي تأتي من خارج الدول العربية".
واعتبر أبو الغيط أنّ "قضية المياه مسألة وجودية ترتبط بالأمن القومي العربي"، داعيًا الدول المجاورة للعراق إلى "زيادة الحصة المائية".