21-أكتوبر-2021

(نداء العلي)

حين سقط الطفل

مثل رجل حين سقطَ

وما كان رجلًا

مثل جندي حين شجت قنبلةُ الدخان رأسَه

وما كان يعرف للسلاح ملمسًا

ولم يَحلِق عريفُ معسكر التدريب رأسه

مثل جندي أطلق رأسُه، من وسط شعر طويل كثيف مُسرَّح، الدخانَ

ثم سقط طفلٌ آخر وتغيّر كل شيء

ماذا فعلت يا عادل؟

*

بالدم ابتلت الرايات

كانت الرايات في طريقها إلى بيوت أطفالها

حتى اصطبغت وعُلِقت

ونادت مزيدًا من الأطفال

بالدم اغتسل الرصيف

كان الرصيف يفرق الأولاد

يرسلهم إلى أمهاتهم متثاقلين

حتى اصطبغ، فلمَّهم

وبدأ إلى السماء يرسلهم

وإلى الجسر والساحات

كان الرصيف مثل ثور أناني يخشى اللون الأحمر، كان مثل ثور غبي يجمعهم، فزادت الحمرة قتامة

والتحقت النساء بالأولاد

والتحق الرجال بالنساء

والشيوخ بالرجال

ماذا فعلت يا عادل؟

*

عداد موت انطلق حين سقط الطفل مثل رجل

كان الطفل حجر الدومينو الأول

يجند الشهداء

ويتبادل العتبَ مع البلاد

ويجالس في مثواه الأخير الرصيفَ والراية

بعد عامين..

غيم كثيف

وشتاء يطرق الأبواب بهدأة

الشهداء فوق الغيم نائمون

والقتلة مثل حبات الغبار قلقون، يتطايرون على الأرصفة

ماذا فعلت يا عادل؟

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

صورة واحدة

حوائجي الصغيرة