05-سبتمبر-2019

رفضت كتائب "حزب الله" التعليق بشأن أي من الملفات المثارة حولها (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

منذ عدة أيام يدور الحديث عن تحرك جديد لأحد أبرز فصائل الحشد الشعبي التي تعد من "الموالية" لإيران ويشرف عليها مباشرة قاسم سليماني، للسيطرة على واحدة من أبرز مفاصل الدولة ضمن خطة لتحقيق "أهداف استراتيجية تتعلق بطموحات طهران في المنطقة"، كما تهدف إلى تمويل "محور المقاومة"، وهو ما رفضت الكتائب التعليق عليه.

أوردت تقارير صحفية معلومات عن نشاط متنام لكتائب "حزب الله" يهدف إلى "السيطرة" على مطار بغداد الدولي عبر تسلل موظفين موالين لها إلى مناصب مهمة

تقول تلك المصادر وفقًا لتقارير صحفية، إن "كتائب حزب الله، تحاول السيطرة على مطار بغداد وشركة الخطوط الجوية العراقية، في وقت يتراجع فيه نفوذ الحكومة داخل المطار وقدرتها على مراقبة حمولات الطائرات وحركة المسافرين"، مبينة أن "الحركة تتسلل عبر موظفين موالين إلى مناصب مهمة في قطاع الطيران المدني العراقي".

اقرأ/ي أيضًا: "طبول الحرب" تقرع في بغداد وبيروت.. كيف سيرد الحشد الشعبي على إسرائيل؟!

تشير المعلومات، إلى أن "كتائب حزب الله دعمت شخصيات معينة لتولي مناصب مهمة في إدارة مطار بغداد الدولي، أكبر مطارات العراق، وشركة الخطوط الجوية، وهي الناقل الوطني في البلاد، لضمان سهولة استخدام الطيران الإيراني لمطار بغداد الدولي، وتوفير عوائد مالية كبيرة لما يسمى بمحور المقاومة الذي يضم طيفًا من الفصائل الموالية لطهران".

فصلت تلك التقارير أيضًا، بشأن تحرك كتائب حزب الله، مبينة أن "محققين عراقيين قالوا إن الموظفين الموالين لهذه الجماعة المسلحة، سيطروا أول الأمر على الشركة التي تقوم بفحص أمتعة المسافرين وشحنات البضائع والمواد التي تمرّ عبر مطار بغداد، ما سمح لهم بتحديد الإجراءات التي تخضع لها كل طائرة على حدة"، مشيرة إلى أن "قدرة الحكومة العراقية على مراقبة الحمولات في الطائرات الإيرانية التي تستخدم مطار بغداد، تتقلص يوما بعد آخر، وقد تتلاشى نهائيا في حال نجحت كتائب حزب الله في إحكام قبضتها على هذا المرفق".

تشير المعلومات الواردة في التقارير إلى سيطرة موظفين تابعين لـ "حزب الله" على مرافق تقدم خدمات للمسافرين و"التحكم"

يقول تقرير أوردته صحيفة العرب اللندنية، إن "إدارة مطار بغداد أُجبرت على تقديم تسهيلات لمسافرين مطلوبين للقضاء والقوات الأمنية، أو ساسة صدرت بحقهم أوامر بمنع السفر، لتورطهم في قضايا فساد، في ظل تراجع تأثير شركات الأمن الأجنبية على مطار بغداد، بعدما كانت تسيطر على عمليات تفتيش الطائرات وتنظيم عمليات الهبوط والإقلاع، وتأمين محيط المطار نفسه، منذ انسحاب الولايات المتحدة من العراق عسكريا عام 2011".

أضاف التقرير، أن "موظفين تابعين لكتائب حزب الله قاموا، تاليًا، بالسيطرة على مرافق تقدم خدمات للمسافرين، ولذويهم أو أقاربهم الذين يرافقونهم لتوديعهم أو العودة من أجل استقبالهم، إذ جرى الاستحواذ على مطاعم ومرآب لوقوف السيارات وشركات تشغل سيارات من وإلى المطار لنقل المسافرين، وغيرها"، موضحًا أن "تلك المرافق تدرّ أموالًا طائلة، بسبب ازدياد الحركة في مطار بغداد، في أعقاب التحسن الكبير الذي طرأ على الأوضاع الأمنية في العراق، لتشكل مصدرًا لتمويل أنشطة حلفاء طهران في العراق، ما يقلص النفقات التي تتحملها إيران، في ظل العجز المالي الذي تعانيه بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة عليها".

ذهبت المعلومات التي أوردها التقرير، إلى أبعد من ذلك، حين أشارت إلى أن "موظفين موالين لحزب الله يتدخلون في اختيار الطائرات التي تذهب إلى بعض الوجهات. وفي إحدى الحالات أجبرت كتائب حزب الله شركة الخطوط الجوية على تأجير طائراتها لشركات خاسرة، مملوكة لساسة عراقيين، ومنحها تسهيلات تتعلق بالهبوط والإقلاع والشحن"، فيما بينت أن "شركة طيران أسسها سياسي عراقي، ثم بيعت إلى مجموعة من رجال الأعمال بعد إفلاسها، يساهم في رأس مالها رجال أعمال خليجيون، تتعرض لضغوط كبيرة بلغت حدّ محاربتها في عدد الرحلات التي تسيرها والوجهات التي تختارها والأسعار التي تضعها".

تهدف التحركات  إلى استثمار مطار بغداد كنقطة وصل بين طهران وبيروت وتوفير عوائد مالية كبيرة لـ "محور المقاومة" وسط "عجز حكومي" عن مواجهة النفوذ المتنامي لكتائب "حزب الله"

عن الإجراءات الحكومية قال التقرير، إن "إدارة مطار بغداد وإدارة شركة الخطوط الجوية، تعجز عن مواجهة النفوذ المتنامي لكتائب حزب الله، وأن الحكومة العراقية لا تقدم العون الكافي لاستعادة السيطرة على هذه المرافق الحيوية"، مشيرًا إلى أن "سيطرة ميليشيا مسلحة على مطار رئيسي في بلد مثل العراق، تعني أن ذلك البلد فقد جزءا أساسيًا من سيادته الوطنية، فالمطار هو بوابة الدخول والخروج التي يجب أن تكون محكمة ومحكومة بقوانين وطنية واضحة ولا لبس فيها".

كما نقل عن ما وصفه مراقب سياسي رفض الكشف عن اسمه قوله، إن "ما يجري في مطار بغداد يشبه إلى حد كبير ما يجري في مؤسسات سيادية أخرى من اقتلاع للهوية العراقية ووضع تلك المؤسسات في خدمة أجندات خارجية لا تمت بصلة للرغبة في إنشاء دولة مستقلة ذات سيادة"، عادًا أن "السيطرة على المطار ستضمن لتلك الميليشيات إيرادات بيضاء وسوداء في الوقت نفسه، وهو ما يمكن أن يلحق بالدولة العراقية أضرارًا كبيرة على المستوى الاقتصادي وحرمانها من جباية أموال هي من حقها"، فيما رأى أن "الجانب الأخطر في المسألة يكمن في عمليات تهريب المواد المحرمة كالمخدرات والأسلحة، ما قد يؤدي إلى توسيع شبكات الاتجار المحلية بتلك المواد في ظل غياب الدولة الكلي".

اقرأ/ي أيضًا: كتائب حزب الله تكشف معلومات مفصلة عن القوات الأمريكية وتقّر بقصفها

وحذر من أن "سيطرة ميليشيا تابعة لإيران على مطار بغداد سيحوله إلى نقطة وصل بين طهران وبيروت بعد أن صارت الطرق البرية خاضعة تمامًا للرقابة الإسرائيلية، إذا ما عرفنا أن مطار رفيق الحريري ببيروت يكاد يكون خاضعًا لسيطرة حزب الله، فإن إيران تكون قد وجدت البديل الأكثر أمانًا لوصول أسلحتها إلى الميليشيا الشيعية في لبنان".

حذر مثال الآلوسي من "مخاطر كبيرة" قد يتعرض لها العراق نتيجة سيطرة كتائب "حزب الله" على مطار بغداد الدولي مشيرًا إلى تحركات أوروبية وأمريكية بهذا الصدد

وعلى خلاف جميع المصادر المجهولة التي استند إليها التقرير، جاء تصريح صحفي للسياسي مثال الآلوسي، رئيس حزب الأمة العراقية ليعزز من تلك المعلومات، مؤكدًا أن "هناك أقسامًا خاصة في مطار بغداد لا تشرف عليها أي سلطة عراقية لا مدنية ولا عسكرية، تخضع لكتائب حزب الله العراق وحزب الله اللبناني وبالنهاية الحرس الثوري الإيراني".

أضاف الآلوسي، أن "هذه السيطرة تشكل مخاطر كبيرة، في مقدمتها مخاطر على هيبة الدولة وأمنها، فنحن لا نعلم نوع الأسلحة التي تنقل عبر المطار والمواد التي تهرب، سواء أكانت ممنوعة دولية أم أخلاقيًا، ناهيك عن غسل الأموال وعمليات ابتزاز رجال السياسة والمسؤولين الكبار، خاصةً وأن مطار بغداد هو المنفذ العراقي الأساسي الأول للسياسيين والسفراء والوفود الدولية والإعلاميين"، محذرًا من "عزلة دولية مسائلات كبيرة" قد يتعرض لها العراق نتيجة سيطرة الكتائب على المطار الرئيسي في البلاد.

قال الآلوسي أيضًا، إن "العراق سيتحمل مسؤولية كبيرة إذا استخدمت إيران ومليشياتها مطار بغداد في تنفيذ عمليات إرهابية ضد دول العالم، خصوصًا أن حزب الله والحرس الثوري يهددان أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط بتنفيذ هجمات"، مؤكدًا أن اتهامات وإشارات "خطيرة" خرجت من "مسؤولين في أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط حول عدم سلامة واستقلالية المطارات العراقية، وعلى رأسها مطار بغداد".

رفضت كتائب "حزب الله" الإدلاء بأي تعليق لـ "الترا عراق" حول أي من الأحداث والملفات، فيما لم تستجب وزارة النقل للاتصالات  

وحاول "الترا عراق" الحصول على تعليق من كتائب "حزب الله" عبر المتحدث باسمها محمد محيي، إلا أن الأخير قال، إن الحركة ليس لها أي تعليق حول أي من الملفات المثارة على الساحة في الوقت الراهن، فيما طلب المتحدث باسم وزارة النقل سالم موسى، الإطلاع على المعلومات الواردة في التقارير ليتسنى له التعليق عليها، لكنه لم يرد لاحقًا على الاتصالات.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أراضي المطار تفتح نيران "الفساد والطائفية".. "سندات عثمانية" للاستثمار!

تصعيد غير مسبوق: أول "سهام" الميليشيات للجيش.. خيانة أم تخوين؟!