11-يوليو-2022
الرضاعة الطبيعية

هناك خرافات بشأن الرضاعة (فيسبوك)

الرضاعة الطبيعية هي المصدر الأفضل لتغذية الرضيع، وتعزيز نمو دماغه، فضلًا عن الفوائد الأخرى التي تستمر مدى الحياة لدى كل من الأم والطفل. إنّ الرضاعة الطبيعية هي حجر الزاوية في بقاء الرضع والأطفال الصغار على قيد الحياة، والتغذية والنمو والتطور بالإضافة إلى تعزيز صحة الأم.

تعتمد الكثير من الأمهات على تجارب وراثية في التعامل مع مشاكل الرضاعة ورعاية الطفل

تعتبر الرضاعة الطبيعية اللقاح الأول الذي يتلقاه الرضيع ويقدم حماية بالغة الأهمية من مخاطر الموت الأمراض والموت المفاجئ، 

ونظرًا لأهمية الرضاعة الطبيعية على صحة الأم والطفل وهذا ما ينعكس على صحة العائلة العراقية والمجتمع عامة، علينا التوقف قليلًا لمعرفة العوامل التي تساعد على نجاح الرضاعة الطبيعية.

الرضاعة الطبيعية فطرية في منظور الكثير، ولكن لماذا هي موضع حديث من الناس؟

 مع أنّ الرضاعة الطبيعية أمر فطري وطبيعي لدى الأمهات، إلا أنّ الكثير من النساء قد يعانين من بعض الصعوبات لأن الرضاعة مهارة مكتسبة مثل تعلم المشي وتعلم الكلام وغيرها.

إنّ التثقيف خلال فترة الحامل هام جدًا، حيث أن قراءة الكتب التوعوية عن الأمومة والرضاعة ورعاية المولود تعتبر أحد الطرق الجيدة لاكتساب المعرفة الصحيحة حول الرضاعة الطبيعية بعيدًا عن الخرافات السائدة في المجتمع، فالكثير من الأمهات يراودها الشك عن كفاية كمية الحليب بعد الولادة، وعن أهمية الحليب الطبيعي وأن حليب الأم هو حليب مثالي، ولا يمكن أن يشبهه أي حليب الآخر في القيمة الغذائية، فشركات الحليب تحاول عمل تركيبة مشابهة وإلى يومنا هذا لم تستطع عمل تركيبة تحتوي كل ما يحتويه حليب الأم من الأجسام المناعية والخلايا الطبيعية.

على الأم المرضعة اعتماد مصدر موثوق، حيث تعتمد الكثير من الأمهات العراقيات على تجارب أمهات أخريات من حيث طرق التعامل مع مشاكل الرضاعة ورعاية الطفل، وهذا ممكن أن ينهي مشوار الرضاعة بشكل مبكر، نظرًا لعدم اللجوء لمختص للمساعدة، ويجعل الأم محاطة بتجارب فردية ليس بالضرورة أن تعمم على طفلها حيث أنّ كل طفل حالة خاصة وظرف خاص ولا نستطيع التعميم.

إن البداية الصحيحة في الرضاعة بعد الولادة تعتبر من أهم العوامل التي تساعد على بناء مشوار رضاعة ناجح، حيث أنّ البداية المبكرة بالرضاعة الطبيعية ومن الساعة الأولى هام جدًا للأم والطفل، وللأسف يحصل طفل واحد فقط من بين كل ثلاثة أطفال على رضاعة طبيعية خلال الساعة في العراق، وهذه النسبة تعتبر قليلة جدًا، إذ أنّ ثلثين الرضع الذين يولدون حديثًا ينحرمون من حليب اللبأ الذي يحتوي على كمية كبيرة من المواد الغذائية والمعادن المعززة لكريات الدم البيضاء وجهاز المناعة لديه، وذلك لمساعدة الطفل على مكافحة الالتهابات والعدوى. كما يحتوي حليب اللبأ على أجسام مضادة تُساعد الطفل في مقاومة أمراض، مثل: التهابات الأذنين، والتهاب الشعب الهوائية، والالتهاب الرئوي، والتهابات الجهاز الهضمي.

إن ما يساعد على نجاح الرضاعة الطبيعية، هو مستشفى ولادة داعم للرضاعة أو ما يعرف بمستشفى صديق للأم والطفل، وهو بحاجة إلى دعم حكومي لأن استبدال الرضاعة الطبيعية بالصناعية يترتب عليه عوامل سلبية وعبء اقتصادي على الدولة، فممارسات غير ممنهجة للرضاعة وتغذية الرضع ممكن أن يسبب أمراضًا كثيرة، وممكن أن يؤدي إلى خسارة حياة بعض الأطفال والأمهات.