الترا عراق - فريق التحرير
ألغى محافظ البنك المركزي العراقي مصطفى غالب مخيف، الثلاثاء، قرارًا سابقًا أثار غضبًا، بعد عامين من إقراره من قبل المحافظ السابق علي العلاق.
وذكر بيان صادر عن دائرة الإعلام في البنك، 22 أيلول/سبتمبر، أن "مخيف ترأس اجتماعًا للجنة شؤون العملة في هذا البنك بحضور الأعضاء كافة".
وأكد محافظ البنك المركزي، وفق البيان، على "أهمية اتباع سياق التوقيع الرسمي على العملة المصدّرة وعدم استخدام التوقيع برسم الاسم الذي سبق وأن أقرته اللجنة في اجتماع سابق".
كما وبحثت اللّجنة، جملة من المواضيع واتّخذت عددًا من القرارات التي "من شأنها أن تسهم في رفع مستوى إدارة العملة وتحسينها"، على حد تعبير البيان.
وبدأت الأسواق العراقية، عام 2018، تداول طبعة نقدية جديدة تحمل اسم محافظ البنك المركزي السابق بالوكالة، والقيادي في حزب الدعوة، علي العلاق، على الرغم من استياء شعبي الكبير واجهته الخطوة حينها، والذي دفع البرلمان إلى مناقشة الملف، والدعوة إلى تحديد موعد لاستضافة العلاق دون حسم ذلك.
وأصدر البنك المركزي العراقي في تشرين الأول/أكتوبر 2018، كميات ضخمة من الأوراق النقدية لعملة البلاد الوطنية من فئات 250 و500 وألف دينار، بلغت حوالي 90 مليار دينار (نحو 80 مليون دولار)، وطرحها للتداول.
اقرأ/ي أيضًا: فضيحة في العراق.. المصارف "دكاكين" لتمويل "داعش"
وأزال البنك المركزي صورة الدينار الإسلامي من فئة الألف دينار، واستبدلها بصورة للشعار الآشوري، فيما وضع محافظ البنك المركزي بالوكالة، في إجراء غير مسبوق، اسمه على العملة الوطنية.
إجراء العلاق عُد آنذاك "سابقة خطيرة ومخالفة لكل الأعراف العالمية"، بحسب مختصين في القانون العراقي، حيث لم يثبت قيام أي محافظ شغل المنصب منذ صدور العملة العراقية في عام 1931، بخطوة ممثالة، على الرغم من أنهم شغلوا المنصب بشكل رسمي وليس بـ"الوكالة"، كما بيّن الخبير طارق حرب، مؤكدًا في الوقت ذاته، عدم وجود قانون يحدد ما يكتب على العملة، إلا أن العرف جرى على عدم ذكر اسم محافظ المصرف المركزي بل ذكر صفته فقط.
وفي تصريح صحفي، اعتبر المؤرخ العراقي غازي أحمد السامرائي، وضع اسم محافظ البنك المركزي على العملة الوطنية، "سابقة لم تحدث في تاريخ العملة العراقية الحديثة منذ إصدارها قبل 87 عامًا".
ورد البنك المركزي العراقي حينها بالقول، إن من حقه تحديد فئات العملات النقدية الورقية والمعدنية ومقاييسها وأشكالها ومادتها ومحتواها ووزنها وتصميمها، مؤكدًا في بيان له، أن "من المهام الأساسية لعمل البنك المركزي والمنصوص عليها في المادة الرابعة من قانونه، إصدار العملة العراقية وإدارتها".
وأوضح البنك أنه اتخذ قرارًا بإدراج اسم المحافظ عند إعادة طبع أو إصدار أي ورقة نقدية، وأن لجنة العملة اتخذت القرار منذ أشهر، وفقًا لكافة الاعتبارات القانونية والتنظيمية والفنية والممارسات الدولية، مشيرًا إلى أن "الأوراق النقدية في مختلف الدول تحتوي على توقيع سلطة الإصدار وهو محافظ البنك المركزي".
لكن توضيح البنك لم يخفف من سخط العراقيين، الذين عدوا خطوة العلاق المقترن بحزب الدعوة، محاولة لـ"تخليد اسم المحافظ والحزب"، فيما رأى آخرون أنها محاولة للضغط على الحكومة لمنح العلاق المنصب بالأصالة.
كما اعتبرت الخطوة، "استفزازًا" لمشاعر العراقيين الذين أعلنوا رفضهم للقائمين على العملية السياسية في العراق وأبرزهم قادة حزب الدعوة ومن بينهم العلاق، من خلال مقاطعة الانتخابات الماضية وسلسلة الاحتجاجات.
اقرأ/ي أيضًا:
المتحدث باسم الكاظمي يعلق على جدل المناصب العليا: تغييرات لقتل الملل
العامري غاضب من حملة المناصب العليا: هل يريد الكاظمي مجاملة الفتح؟