01-أبريل-2020

الكتل السنية والكردية رهنت دعمها للزرفي بموافقة الأطراف الشيعية (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

ما زال طقس مفاوضات تشكيل الحكومة "سديميًا" بعد أسبوعين ­من تكليف رئيس الجمهورية برهم صالح لعدنان الزرفي بتشكيلها، بعد سلسلة مواقف رافضة لآلية تكليفه، ما أدى إلى انقسام في البيت الشيعي صاحب الحق في اختيار رئيس الوزراء وفقًا للعرف السياسي المتبع بعد 2003، فيما كانت جبهتي الرفض والدعم تتسابقان لحسم الموقف، بالوقت الذي يصعب الجزم بتقدم أيهما، خاصة بعد رهن دعم القوى السنية والكردية للزرفي بالإجماع الشيعي.

الإجماع الشيعي

يدرك الجميع مآلات تمرير الحكومة اعتمادًا على كتلة رقمية، متجاوزين تحالف الفتح، بحسب مصدر سياسي، والذي يقول إن "مسار المفاوضات ازداد تعقيدًا على الزرفي بعد رهن السنة والأكراد دعمهم له بموافقة الأطراف الشيعية، التي هي الأخرى قلقة وغير ثابتة، مع احتمالية تراجع الداعمين تحت شعار عدم شق الصف الشيعي".

مصدر لـ"ألترا عراق": الكتل السنية والكردية رهنت دعمها للزرفي بموافقة الأطراف الشيعية 

أضاف المصدر وهو مقرب من كواليس المفاوضات رافضًا الكشف عن اسمه تجنبًا للحرج، أن "القوى الشيعية الداعمة للزرفي تعتقد أن جمعها لـ90ـ 100 نائب شيعي يقنع القوى السنية والكردية لدعم الزرفي"، مبينًا أن "الزرفي قد يحاول استمالت أطراف من خلال تغييره للوزارات الخلافية في الحكومة المُقالة، والتي تدور حول وزراءها شبهات فساد، والإبقاء على الجزء الأكبر في محاولة لكسب ود الأطراف المعترضة، ومن جانب آخر هو خيار يضمن انسيابية إدارة الوزارة في الحكومة الانتقالية، وعدم الحاجة لفترات طويلة يحتاجها الوزير للتأقلم في الوزارة".

مواقف قلقة.. ضمانات كبيرة

قد بدا واضحًا تعقيد المفاوضات، وصعوبة التنبؤ بمصير عدنان الزرفي، من خلال موقف القوى الشيعية التي يمسك بعضها العصا من المنتصف، حيث ترفض الزرفي في مواقفها المُعلنة وتخوض معه مفاوضات سرًا، بحسب النائبة عن دولة القانون عالية نصيف، والتي تقول إن "تأرجح المواقف بهذه الطريقة قد يحسم مصير الزرفي  خلال الأسبوع الأخيرة من الفترة الدستورية لتشكيل الحكومة، ووفقًا لمعطيات المواقف في جبهة الرفض قد يمرر الزرفي خاصة مع وجود عدد نيابي يساعده على العبور".

اقرأ/ي أيضًا: الزرفي يسابق الزمن وتحالف العامري يتربص.. من يكسب الرهان؟

أضافت نصيف خلال حديث لـ"ألترا عراق"، أن "زعيم دولة القانون نوري المالكي يعمل على لملمة البيت الشيعي وعدم شقه، لذلك يرهن قبوله بموقف القوى الشيعية الأخرى" لافتةً إلى أن "موقف تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم تشدد باتجاه الرفض، فيما يبدي تحالف سائرون تحفظه عليه بعد عودته إلى مبدأ المحاصصة في توزيع الوزارات".

تعتقد نصيف أن "الزرفي عليه منح القوى السياسية ضمانات كبيرة في ملفات مهمة، مثل إخراج القوات الأجنبية، وهيئة الحشد الشعبي، وفتح ملفات فساد".

دكة البدلاء جاهزة

مع التوازن في حسم مصير الزرفي من حيث الرفض والقبول، إلا أن الحديث داخل الأوساط السياسية عن بدلاء تجاوز الغرف المغلقة، بعد تداول حديث مسجل بصوت السياسي عزت الشابندر تحدث فيه عن "بدء نقاشات منذ 3 أيام لحسر المرشحين، وتم التوصل إلى  اسمه بالإضافة إلى وزير الداخلية السابق قاسم الأعرجي ووزير الشباب والرياضة السابق عبدالحسين عبطان، حيث تنتظر القوى الداعمة لهذه الأسماء والمتفقة عليها، عرضها على زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، لمعرفة دعمه من عدمه لهذه الأسماء"، مبينًا أنه "حصل على دعم من الكتل السنية والكردية، وأن اسمه متقدم على الآخرين وما زال محل تداول، وأن أكثر من جهة فاتحته بشكل إيجابي حول المنصب، ابتداءً من تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، والعقد الوطني، ومن ثم أصبح الدعم أقوى من الفتح أيضًا، والكرد أبدوا تشجيعًا وثقة عالية على لسان مسعود بارزاني، والسنة المتمثلين بكيان الخنجر والحلبوسي أيضًا أبدوا دعمهم".

أضاف الشابندر بحسب التسجيل الذي أطلع عليه "ألترا عراق"، "أنا متأكد من دعم الكرد والسنة والفتح، خاصة أنهم أبلغوا بشكل رسمي بعض الجهات بأنهم يدعموني، وكذلك الفضيلة أيضًا تمضي بهذا الاتجاه"، لافتًا إلى أن "الجهة الوحيدة التي لا تنسجم مع هذا الطرح هم سائرون، أما الجهة أو القوة السياسية المترددة من ترشيحي فهو ائتلاف دولة القانون".

تابع الشابندر أن "تحالف الفتح ذهب بهذه الرسالة، وأنا أنتظر إنهاء ملف مرشح رئيس الجمهورية عدنان الزرفي، وأعمل حاليًا لإقناعه على أنه يعتذر أو نوحد الصف الشيعي مع الكرد والسنة لرفضه أو عدم إعطائه الثقة في مجلس النواب"، لافتًا إلى أن "الكرد والسنة أبلغوا الشيعة بأنهم لا يتمكنوا من المضي معهم فقط برفض الآخرين وبإمكانهم المضي مع الرفض في ظل المشاركة باختيار البديل".

في الأثناء، يعتقد المحلل السياسي إحسان الشمري وجود مسارين في حديث الشابندر، "الأول؛ استمرار الضغوط التي يمارسها الفتح على المكلف من خلال طرح بدلاء، بالإضافة إلى الضغط على الداعمين له، المسار الثاني هو إشارة واضحة للرفض القاطع للزرفي".

يعلل الشمري اختيار تحالف الفتح للشابندر في إيصال رسالة الضغط أو الرفض بأنه "مُعتمد من قبل الخط الثاني أو الثالث في الطبقة السياسية، فضلًا عن تأثيره إعلاميًا  بوصفه قريبًا من الطبخات السياسية وكاشفًا للأسرار"، لافتًا إلى أن "الحديث عن بدلاء لا يدخل الحيز العملي إلا بعد حسم ملف الزرفي بشكل واضح".

إحسان الشمري لـ"ألترا عراق": النهج الذي يتبعه تحالف الفتح يندرج ضمن محاولاته للإمساك بالسلطة، مع قناعته أن تحول رئاسة الوزراء إلى شخصية خارج محيطه تفقده المبادرة

أضاف الشمري خلال حديث لـ"ألترا عراق"، أن "النهج الذي يتبعه تحالف الفتح يندرج ضمن محاولاته للإمساك بالسلطة، مع قناعته أن تحول رئاسة الوزراء إلى شخصية خارج محيطه تفقده المبادرة"، لافتًا إلى أن "القوى السنية والكردية لا تريد خسارة طرف على حساب آخر خاصة مع إمكانية تمرير الزرفي، فضلًا عن خشيتها من تفجر الصراع داخل القوى الشيعية".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الزرفي يتصرف كرئيس وكتل تبحث عن بديله.. هل يمر؟

هل يعتبر عدنان الزرفي نقطة تلاقي إيرانية ـ أمريكية؟