07-فبراير-2022

فرصة "بيضة القبان" (فيسبوك)

في خضم صراع محموم بين "التيّار الصدري" و"الإطار التنسيقي" وحلفائهما حول اختيار رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة المقبلة، وهل هي "توافقية" أم "أغلبية"، تقف بوصلة الكيانات الناشئة المنبثقة عن ساحات الاحتجاج في تقاطع خيارات شديدة التعقيد، لا سيما بعد تفسير المحكمة الاتحادية القاضي بانعقاد جلسة انتخاب الرئيس بنصاب الثلثين، الأمر الذي مكّن قوى الإطار التنسيقي من امتلاك ورقة ضغط عبر التلويح بسيناريو كسر نصاب الجلسة، لكنّ الصدر سبقهم إليه بقرار تجميد مفاوضات تشكيل الحكومة وتعليق حضور نواب "الكتلة الصدرية" إلى جلسة البرلمان ليجعل المشهد أكثر تعقيدًا وضبابية من ذي قبل.

يرى أياد العنبر أنّ الكيانات الناشئة عن الاحتجاجات لديها الفرصة لأن تكون بيضة القبان في الدورة البرلمانية الخامسة

ويرى مراقبون أنّه بالرغم من هذا التعقيد الحاصل في المشهد، وضيق مساحة المناورة مع الاقتراب من التوقيتات الدستورية، لا زال بإمكان الكتل "التشرينية" بمعية النواب المستقلين أن يخلقوا مساحة كافية للتحرك وللتفاوض مع القوى الرئيسية في البرلمان لاستحصال بعض المكاسب السياسية، بينما يذهب آخرون أبعد من ذلك وهي إمكانية الكيانات الناشئة والمستقلين أن يلعبوا دور "بيضة القبان" في هذا الصراع. 

اقرأ/ي أيضًا: الكيانات التشرينية: تحديات النموذج الأول

والأطراف الحزبية التقليدية لم تعد تمثل بيضة القبان في هذا الصراع، كما يرى أستاذ العلوم السياسية، أياد العنبر، وذلك لأن "الموضوع متعلق بمن يستطيع ترجيح كفة جبهة كسر النصاب أو الجبهة الأخرى"، مؤكدًا "لدى القوى الناشئة الفرصة لأن يكونوا بيضة القبان، ومن الممكن أن يكون لديهم قدرة على فرض شروطهم أو الاتفاق مع القوى التي يميلون لها". 

وقدمت حركة "امتداد"، 13 مطلبًا للكتل التي ستتبنى مرشحها لرئاسة الجمهورية، بعد أن تقدم الحركة مرشحها في الجولة الأولى، كما كانت كتلة "الجيل الجديد" الجناح الثاني لتحالف "من أجل الشعب" طرحت ورقة تفاوضية على الحزبين الكرديين "البارتي واليكتي" في أواخر شهر كانون الثاني/يناير الماضي، حيث تضمنت الورقة المقدمة 10 شروط تتناول تحسين الأوضاع الاقتصادية والخدمية داخل إقليم كردستان، بينما لم يصدر أي موقف رسمي من الحزبين الكرديين اتجاه الورقة المقدمة إلى الآن.

لكنّ داود العيدان، وهو نائب عن حركة "امتداد"، يؤكد أن "حركته لم تصل للآن إلى أي تفاهمات نهائية مع أي من القوى التقليدية في البرلمان باستثناء التفاهمات مع كتلة الجيل الجديد ضمن إطار تحالف من اجل الشعب"، مبينًا أنّ "خيار تحالف من أجل الشعب هو عدم العمل على كسر النصاب، بل سنكون داخل قبة البرلمان ولدينا مرشح سيطرح خلالها". 

وعن وجود تفاهمات مع الكيانات الناشئة والمستقلين، أشار العيدان في حديث لـ"ألترا عراق"، إلى وجود حراك لـ"توحيد الرؤى" ، منوهًا أنّ الكتلة لم تصل إلى "توافق تام ونهائي" مع هذه الجهات. 

ويرى مراقبون أنّ جهود توحيد خيارات الكيانات الناشئة بإمكانها صنع الفارق في جلسة انتخاب الرئيس وجلسات أخرى، حيث من المرجح أن تتجاوز عدد مقاعدها، إذا ما نجحت باستقطاب بعض المستقلين، حاجز 30 مقعدًا، والذي يؤهلها للتأثير بشكل كبير على مجريات التصويت خصوصًا في ظل الاستقطاب الكبير للأحزاب التقليدية الصغيرة اتجاه جبهتي "الإطار" و"التيار". 

وعن ذلك، يقول النائب عن الكتلة الشعبية المستقلة، سجاد سالم، إنّ "الأولوية حاليًا مع هذا العدد الكبير من النواب المستقلين، والذي يفوق الـ30 نائبًا، أن يكون لنا موقف موحد نستطيع من خلاله الحصول على مكاسب سياسية أو تحقيق أشياء ترضي جماهيرنا"، مستدركًا "لكنّ الكتلة الشعبية لم تصل إلى تفاهمات مع باقي الكيانات الناشئة بخصوص خيارات انتخاب رئيس الجمهورية وكسر نصاب الجلسة من عدمه أيضًا"، مبينًا أنّ "السعي لا زال مستمرًا للوصول إلى موقف موحد". 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تحديات نواب الاحتجاج: النموذج الأول والمهام الجسام

"نواب الاحتجاج" في البرلمان الخامس.. من ساحات الدم إلى السياسة