28-مارس-2019

وشمت اسم "إرهابي" على يدها لكنها لم تنجو من التعذيب والاغتصاب (Getty)

الترا عراق – فريق التحرير

على الرغم من تحرير جميع الأراضي التي احتلها تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، إلا أن مصير مئات النساء والأطفال غالبيتهم من الإيزيديين لا يزال مجهولًا، في وقت تكشف شهادات ناجيات عن قصص مرعبة ومروعة اكتملت فصولها بكل أنواع الفظاعات من السبي إلى الاغتصاب الجماعي والتعذيب والإجبار على تعاطي المخدرات، مادفع عشرات النساء إلى الانتحار.

كشفت شهادة ناجية إيزيدية عن رحلة "السبي" على يد "داعش" عن محطات مرعبة ومروعة شهدت كل أنواع التعذيب والانتهاكات والاغتصاب

فائزة بابير مجو، ناجية إيزيدية كانت تسكن مجمع تل قصب التابع لقضاء سنجار، قبل هجوم "داعش" في 15 آب/أغسطس 2014، روت ما تعرضت له بعد سبيها مع الآلاف، عقب إعدام الرجال في مجزرة جماعية، بعد أن وجدوا أنفسهم بقبضة التنظيم الإرهابي بانسحاب قوات البيشمركة.

اقرأ/ي أيضًا: ثار على أمه السبية بسكين.. ماذا تعرف عن "أشبال الخلافة" في المخيمات والسجون؟

تقول مجو، إن عناصر "داعش" نقلوها مع أفراد أسرتها التي كانت تسكن قرية قابوسي، إلى قضاء البعاج مباشرةً، وبقوا هناك لثمانية أيام، ثم قضوا عشرين يومًا أخرى في مجمع تل بنات، وشهرين في قرية كوجو، ثم إلى قرية قزلقيو في قضاء تلعفر، وبعدها إلى قاعة كالكسي في مدينة الموصل لمدة شهر، لتبدأ مرحلة المتاجرة بهم بعد إعادتهم أخيرًا إلى تلعفر، حيث فرقوا العوائل.

احتجز التنظيم حينها مجو إلى جانب فتيات أخريات في مقر له، ثم باعها إلى رجلين موصليين. تروي الناجية، أنها تعرضت للتعذيب الشديد من قبل الرجلين، لكنها تمكنت من تجنب الاغتصاب بتجريح جسدها عبر سكين"، ما اضطر الرجلين إلى بيعها بعد يومين قضتهما لديهما غارقة بدمائها.

المشتري الجديد، كان كهلًا سبعينًا يدعى "أبو أحمد"، بقيت عنده الناجية لأسبوع، قبل أن "يهديها" لرجل آخر يدعى "أبو همام"، الذي أجبرها بدوره على تعلم الصلاة والقرآن خلال 25 يومًا قضتها عنده، قبل مبادلتها بفتاة إيزيدية أخرى كانت عند ابن عمه "فتحي"، الذي سيبقى اسمه شاهدًا حاضرًا على جسدها، حيث أجبرها على وشم اسمه على ذراعها لتجنب التعذيب، لكنه عذبها رغم رضوخها لرغبته، فلم تكمل أحرف اسمه المشؤوم.

بيعت مجو عقب ذلك، إلى شخص آخر يعرف بـ "أبو عزام"، ظلت معه لـ 25 يومًا، أجبرها خلالها ان تقف عارية في الشارع بشكل يومي، مع ارتكاب أنواع التعذيب ضدها، وفق شهادتها. لكن تلك الأيام لم تكن أقسى ما شهدته الناجية، حيث بيعت بعد أن تم نقل جميع الفتيات الإيزيديات إلى سوريا وارتفاع أسعارهن، إلى شخص يسكن الحويجة، باعها بدوره إلى "أبو ليث".

بيعت الناجة وأهديت وتم مبادلتها عدة مرات كانت أقساها عندما وصلت إلى "إرهابي" من الحويجة أجبرها على تعاطي المخدرات قبل اغتصاب جماعي تكرر مرات عدة

تعرضت مجو على يد ذلك "الإرهابي"، إلى أنواع التعذيب والاغتصاب، حيث كان يجبرها على تعاطي المخدرات، قبل أن يغتصبها وتسعة من أصدقائه، في كل مساء، ثم يتركوها في حالة نزيف حتى الصباح. فيما تكشف أن ابنها الوحيد كان معها في كل مراحل تلك الرحلة المروعة، وتعرض هو الآخر لأنواع الفظاعات والتعذيب في كل مرة بيعت فيها، منذ عام 2014.

نجت مجو، بعد أن صادفت شخصًا ساعدها على الوصول إلى ذويها، دون ذكر تفاصيل أكثر عن كيفية ذلك، في حين لا زال 10 من أفراد عائلتها مجهولي المصير بعد أن وقعوا بقبضة التنظيم. أما هي فتعيش اليوم رفقة ابنها في كندا، مطالبة جميع الجهات ومنظمات حقوق الإنسان بـ "عدم رحمة عناصر داعش، لما ارتكبوه من جرائم ضد الإنسانية بحق الإيزيديين ونسائهم وأطفالهم".

 

اقرأ/ي أيضًا:

أرقام وأحداث مروعة.. تفاصيل جديدة عن فظائع داعش بحق الإيزيديين

"هل حدث شيء لسنجار؟" سؤال الطفولة في زمن المحاصصة!