14-نوفمبر-2019

عبد الكريم خلف (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

أثار اختيار رئيس الوزراء عادل عبد المهدي للواء الركن عبد الكريم خلف ناطقًا عسكريًا باسمه الغرابة لدى العراقيين، خاصة وأنه يخرج بشكل يومي بتصريحات هجومية على المحتجين وتهم تثير سخرية العراقيين، ما أعاد إلى الأذهان شخصية وزير الإعلام محمد سعيد الصحاف في نظام ما قبل 2003.

استهل عبد الكريم خلف مشواره في الناطقية بتوجيه اتهامات غريبة للمتظاهرين منها أن "طيف الشمس ووردة الزئبق على فيسبوك، هما اللذان يدعوان ويقودان التظاهرات في العراق"

كان وزير الداخلية ياسين الياسري،  أعلن عن تكليف اللواء الركن عبد الكريم خلف ناطقًا رسميًا باسم القائد العام للقوات المسلحين بأمر ديواني، وكان خلف قد أحيل على التقاعد بعد تسنمه المتحدث باسم وزارة الداخلية ومناصب أمنية رفيعة عديدة منذ نحو 10 سنوات، على اثر شبهات فساد مالي وأخلاقي بحسب مصادر، فيما عاد إلى الواجهة خلال حرب تنظيم داعش كخبير أمني في القنوات الفضائية.

اقرأ/ي أيضًا: مئذنة الخلاني تشهد "موقعة السنك".. صدور المتظاهرين تصد الرصاص عن التحرير!

"شيطنة فيسبوك".. تناقضات أيام التقاعد

استهل خلف مشواره في الناطقية بمهاجة شديدة للمتظاهرين مع توجيه اتهامات غريبة للمتظاهرين، ومن أكثر التصريحات الكوميدية التي لفتت العراقيين تصريحه في مقابلة مع التلفزيون الحكومي أن "طيف الشمس ووردة الزئبق، وهما حسابان على فيسبوك، هما اللذان يدعوان ويقودان التظاهرات في العراق"، فيما نفى تسبب قنابل الغاز في اختراق جماجم المتظاهرين، هذه المشاهد بأنها مقاطع في "فيسبوك".

خلف، حذر في وقت آخر من انهيار جسر الجمهورية بسبب حرق ما أسماها "الوسادات المطاطية" من قبل بعض المتظاهرين، وهو ما ولّد حالة من الجدل والسخرية، كما كذّب خلف تقرير منظمة العفو بشأن حجم القنابل المسيلة للدموع، ووصفها أيضًا بأنها إشاعات على "فيسبوك".

سرعان ما استذكر المدونيين منشورات لخلف أيام تقاعده كان قد دعا فيها عبر صفحته على "فيسبوك"، إلى الثورة في كل أنحاء العراق، شاكيًا إلى المجتمع الدولي أساليب القمع التي يتعرض لها العراقيون من خلال قطع الإنترنت، بالإضافة إلى منشور آخر يدعو فيه إلى انتفاضة شعبية كبرى داخل المنطقة الخضراء ضد الفاسدين.

بالرغم من إطلاق السلطة الإنترنت في أوقات محددة وحجبها للمواقع الاجتماعية، لكن المدونيين سارعوا لإطلاق وسم "هاشتاك" #غرد_مثل_خلف في محاولة لمحاكات تصريحات الناطق باسم عبد المهدي الغريبة، وسرعان ما تصدر الوسم في وسائل التواصل الاجتماعي.

المنشورات ضمن "الهاشتاك" نقلت أخبارًا عن التظاهرات وساحات الاحتجاج على لسان خلف بسياق فكاهي ساخر، المدونة نور الهدى قالت في منشور لها على "فيسبوك"، إن "التحشيد للمظاهرات ديصير عن طريق تواصل المتظاهرين مع الكائنات الفضائية، وقد رصدت أجهزتنا الأمنية واحدًا من الكائنات الفضائية وطلع يودا من فيلم ستار وورز."

 

فيما ذهب المدون حسين الحديدي في منشور إلى محاكاة عروض السحرة والمشعوذين في إعلاناتهم، حيث قال " عبد الكريم خلف الغاز الذي نستخدمه ضد المتظاهرين يجلب الحبيب ويعالج العقم ويرد المطلقة ويفك الجبسه"، فيما قال حسين رعد "رداً على سؤال صحفي وجه له، عبد الكريم خلف ينفي وجود عبد الكريم خلف".

يعتبر المدون حيدر المرواني أن الدور الذي يقوم به خلف طبيعي بالنسبة لمهام عمله، ولا جديد يضيفه إلى من سبقوه من ناطقي السلطة، أنه نسخة كاربونية منهم، ولا يقتصر ذلك على العراق وإنما الربيع العربي القريب، لافتًا إلى أن "شخصية محمد الصحاف متجذرة في الإعلام الأمني الحكومي من حيث التهويل وعدم الدقة الذي ينتج عنه تناقضات كبيرة بالعادة، وهذا ما حدث في إعلان مقتل قادة في التنظيمات المتطرفة لأكثر من مرة ويثبت خلاف ذلك".

مدوّن: شخصية محمد الصحاف متجذرة في الإعلام الأمني الحكومي من حيث التهويل وعدم الدقة الذي ينتج عنه تناقضات كبيرة بالعادة

أضاف المرواني في حديث لـ"ألترا عراق"، أنه "ليس جديدًا على العراقيين استخدام السخرية لمواجهة التصريحات الكاذبة، إلا أن المفارقة الأعظم بالموضوع أن المتظاهرين المتهمين على أنهم بعثيون يهينون خلف بتشبيههِ بالصحاف وزير إعلام البعث، بالإضافة إلى أن التهم التي يخرج بها اللواء الركن بشكل يومي لا تتناسب مع عمر المحتجين ولا إمكانياتهم".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

بعد خطاب عبد المهدي.. سخرية واسعة على السوشال ميديا وتجدد الغضب في الشارع!

معتصمو التحرير يؤكدون على إقالة "حكومة القنّاصين" ويستعدون لـ"جمعة الصمود"