22-مارس-2020

مسؤولون أمريكان حثوا على رد صارم على الهجمات الصاروخية في العراق (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

شهد البيت الأبيض يوم الخميس الماضي، نقاشًا محتدمًا بين كبار مستشاري البيت الأبيض وبحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول عدم جدوى الضربات المحدودة ضد مقرات الفصائل المسلحة في العراق، وبينما يستمر مسؤولو الإدارة الأمريكية بالضغط على الجيش العراقي لـ"قمع الميليشيات" فهم يدرسون توجيه ضربات قادمة ضد قادة الفصائل بحسب تقرير أمريكي، في الوقت الذي رجحت صحيفة مقربة من حزب الله اللبناني حدوث مواجهة عسكرية بين القوات الأمريكية والفصائل.

وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي، حثوا على رد صارم على الهجمات الصاروخية التي أسفرت عن مقتل جنديين أميركيين في قاعدة شمال بغداد

وقال تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" واطلع عليه "ألترا عراق"، إن "نقاشًا حادًا اندلع الخميس الماضي بين الرئيس الأمريكي، وكبار مستشاريه حول ما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة تصعيد العمل العسكري ضد إيران التي دمرها الوباء"، مشيرة إلى أن "وزير الخارجية مايك بومبيو وروبرت سي أوبراين، مستشار الأمن القومي، حثوا على رد صارم على الهجمات الصاروخية التي أسفرت عن مقتل جنديين أميركيين في قاعدة شمال بغداد، بحجة أن اتخاذ إجراءات صارمة أثناء انشغال قادة إيران في محاربة الفيروس التاجي الذي يعصف بالبلاد قد يدفعهم أخيرًا إلى مفاوضات مباشرة". 

اقرأ/ي أيضًا: "جبهة الأرقام" في مواجهة التوافقات.. هل سيكسر الزرفي "شفرة" البرلمان؟

إلا أن وزير الدفاع مارك إسبر والجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة تراجعا عن هذا الخيار بحسب الصحيفة، وقالا إن "البنتاغون ووكالات المخابرات ليس لديها دليل واضح على أن الهجمات التى شنتها الميليشيات الشيعية قد أمرت بها إيران"، محذرين من أن "ردًا واسع النطاق قد يجر الولايات المتحدة إلى حرب أوسع مع إيران، وتمزيق العلاقات المتوترة بالفعل مع العراق". 

واعتبرت الصحيفة أن "هذا الاجتماع هو لمحة عن الرياح المتقاطعة التي تعصف بسياسة إدارة ترمب تجاه إيران ووكلائها في العراق بعد أقل من ثلاثة أشهر من اتخاذ الرئيس ترمب أمرًا بقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني"، فيما تنقل الصحيفة عن  مسؤولين أميركيين، قولهم، إن "هناك شهية ضئيلة بين الرئيس وبعض كبار مستشاريه لتصعيد خطير مع إيران، حيث ينهمك القادة في طهران الآن في محاولة للحد من وباء فيروس كورونا الذي دمر البلاد". 

ويظهر التقرير وجود "عدم رضا" على الضربات الجوية المحدودة تجاه مقرات الفصائل، حيث شمل النقاش الذي جرى أمام الرئيس ووزير الخارجية بومبيو وآخرين بحجة أن الضربات الجوية المحدودة من المرجح أن تديم دورة العنف أكثر من كسرها. وقال وزير الخارجية بومبيو والذي أيده المدير الجديد بالوكالة للاستخبارات الوطنية، ريتشارد غرينيل، إن "توجيه ضربة أكثر مباشرة إلى إيران – مثل ضرب سفنها البحرية – يمكن أن يفاجئ طهران ويدفع قادتها إلى طاولة المفاوضات". 

بيّن التقرير أن "وزير الخارجية بومبيو وغرينيل ومعه آخرون جادلوا بأن الإجراءات المتخذة حتى الآن لم تردع الاستفزازات الإيرانية، لكن استعداد الرئيس ترمب لاتخاذ إجراءات جذرية، تشابه توجيه ضربة إلى اللواء سليماني، وعدم إمكانية التنبؤ بقرارات الرئيس، يعطي الولايات المتحدة فرصة لفرض تغيير في سلوك طهران"، مشيرًا إلى أنه "في الوقت الذي يدرس فيه مسؤولو الإدارة الأميركية خطوتهم التالية، فإنهم يضغطون على الجيش العراقي لقمع الميليشيات الشيعية بينما يحرك البنتاغون بطاريات باتريوت للدفاع الجوي وغيرها من الأنظمة لحماية القواعد العراقية، حيث توجد القوات الأميركية وغيرها من القوات المتحالفة معها المتمركزة".

وأكدت الصحيفة أنه "في غضون ذلك، يستعرض مسؤولو الإدارة الأميركية مجموعة من الأهداف الإضافية، بما في ذلك ضربات جوية على المزيد من مستودعات أسلحة الميليشيات والمخازن اللوجستية، فضلًا عن الضربات ضد قادة الميليشيات وربما السفن الإيرانية، وقال مسؤولون إنه يجري أيضًا النظر في عمليات سرية وهجمات إلكترونية".

مسؤولون أمريكان حذروا من أن الرد واسع النطاق قد يجر الولايات المتحدة إلى حرب أوسع مع إيران، وتمزيق العلاقات المتوترة بالفعل مع العراق

ويأتي "عدم الرضا والاكتفاء" الواضحين على الضربات الجوية المحدودة ودراسة تصعيد طرق الرد، متسقًا مع ما نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله، التي أشارت إلى أن "الوضع لن يمر دون مواجهات موضعية بين القوات الأمريكية والفصائل".

اقرأ/ي أيضًا: لماذا تخشى الفصائل المسلحة من تكليف الزرفي؟

قالت الصحيفة في تقرير اطلع عليه "ألترا عراق"، إن "العام الجاري قد يشهد إعادة تموضع لمختلف القوّات الأمريكية المنتشرة في العراق، بحجّة الكورونا، التي قد تكون مخرجاً يحفظ ماء وجه واشنطن"، لكنّها "واقعًا تخشى تكرارًا للهجمات الصاروخية على مصالحها، والتي أسفرت في الأيام الأخيرة عن سقوط عدد من القتلى والجرحى".

واعتبرت أن "هذا المشهد لن يمرّ دون مواجهات موضعية، بين القوات الأمريكية والفصائل، بتعبير مصادر أمنية عراقية مطّلعة"، حيث أكدت المصادرأن "إعادة التموضع الأميركي قطعًا لن تمرّ بهدوء، بل ستكون مرافقة لضربات متبادلة، لكن الخشية تكمن في انزلاقة ما لا يريدها أي طرف كان، في هذا الظرف". 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

فصائل ترحب وأخرى تصمت و"العُصبة" تتبنى.. من يقصف الأمريكان؟

"الانتقام" الأمريكي يطال مواقع عسكرية رسمية ومنشأة يديرها السيستاني!