30-مارس-2019

غضب ومخاوف من فرض منظومة الغاز للسيارات (فيسبوك)

أثار قرار إلزام أصحاب سيارات الأجرة بتحوير مركباتهم واعتماد منظومة الغاز فيها بدلا عن البنزين، جدلًا ومخاوف سائقين ومواطنين من تحول تلك السيارات إلى "مفخخات" تسير في الشوارع، فضلًا عن تكلفتها التي تبلغ نصف مليون دينار، في وقت تؤكد فيه  وزارة النفط أمن تلك المنظومات وعدم وجود "أي خطر".

ثار جدل واسع ومخاوف بين سائقي مركبات الأجرة والمواطنين إثر قرار حكومي يلزم بتحوير سيارات الأجرة للعمل بمنظومة الغاز، بسبب تكلفتها ومخاطر محتملة خلال الصيف

القرار صوت عليه مجلس الوزراء السابق، في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2017، ووجه حينها كافة الوزارات والجهات الحكومية بإضافة منظومة الغاز السائل لمركباتها، بالتنسيق مع وزارة النفط، ملزمًا وزارة التجارة بعدم استيراد السيارات التي لا تعمل بوقود الغاز السائل.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا يلجأ العراقيون لشراء "السيارات الشمالية"؟

بعد ذلك، وفي 5 شباط/فبراير 2018، أعلنت مديرية المرور العامة تسلمها كتابًا من مجلس الوزراء يُلزم أصحاب مركبات الأجرة بربط منظومة الغاز في مركباتهم، وأنها وجهت مديرياتها في المحافظات بتطبيق القرار، مشيرة إلى "إرسالها طًلبا إلى مجلس الوزراء بخصوص التعليمات وآلية العمل، بغية تنفيذ القرار، لكن الإجابة لم تصل".

وخلال الأيام القليلة الماضية، بدأت محافظات من بينها الديوانية تطبيق القرار، حيث توضح مديرية المرور العامة أنه يشمل مركبات الأجرة "المسجلة لأول مرة فقط في بغداد والبصرة"، وذلك بعد أن ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخرا، بغضب واعتراض سائقي مركبات الأجرة.

أنابيب منظومة وقود الغاز 

يرى الكثير من هؤلاء السائقين، أن السيارة التي تعمل بمنظومة الغاز في أجواء العراق اللاهبة صيفًا، يعني أنها "عبوة ناسفة". أو "سيارة مفخخة" تسير في الشارع وقد تنفجر في أية لحظة، فيما تتداول مجموعات خاصة بهم على مواقع التواصل صورًا تُظهر انفجار سيارات تعمل بالغاز في العراق ودول أخرى، متسائلين عن حجم خطر سير 3 ملايين مركبة من هذا النوع في شوارع البلاد.

من جانبهم، أكد مواطنون، عبر تعليقاتهم على تلك الصور، أنهم سيسألون سائقي سيارة الأجرة قبل الركوب معهم، عن نوعية وقود السيارة، ليتجنبوها اذا كانت تعمل بالغاز، خوفا من "انفجارها".

 

وبالفعل، ما أن تكتب في خانة البحث في غوغل "انفجار سيارة تعمل بالغاز" حتى تظهر أمامك مقاطع مصورة تُظهر انفجار سيارات من هذا النوع في عدة دول عربية، وفي الجزائر مثلًا سُجل في عامي 2016 و2017، عشرات الحالات المماثلة، فيما تشير تقارير صحافية إلى أن السبب في ذلك، هو اعتماد أصحاب تلك السيارات على "قوارير غاز صينية المنشأ مغشوشة رخصية الثمن".

شروط آمان عالمية

لكن المتحدث باسم وزارة النفط، وهي المعنية بتطبيق القرار عبر شركة تعبئة الغاز التابعة لها، عاصم جهاد يؤكد في حديث لـ "ألترا عراق"، أن "المنظومة آمنة ومستخدمة عالميًا في دول كثيرة، كما أنها استخدمت في العراق سابقًا، وخضعت لتجارب عديدة من ناحية الآمان"، مبينًا أن "اعتماد منظومة الغاز كوقود للسيارات يحمل فوائد عدة، منها تقليل النفقات على سائقي مركبات الأجرة من أصحاب الدخل المحدود، حيث تنخفض كلفة سعر لتر الغاز الواحد بنسبة 50% عن البنزين، إضافة إلى أنها ستوقف استيرادات تُكلف موازنة الدولة الاتحادية مبالغ كبيرة، فضلًا عن تقليل التلوث البيئي".

يشكو سائقو الأجرة تكلفة منظومة الغاز البالغة 500 ألف دينار لكن وزارة النفط تؤكد أن التكلفة الحقيقة تبلغ ضعف ذلك المبلغ لكنها تتحمل نصفه

وفيما يشكو العديد من أصحاب سيارات الأجرة من غلاء سعر المنظومة البالغ 500 ألف دينار، أوضح جهاد، أن "منظومة الغاز الواحدة تُكلف وزارة النفط مليون دينار، لكنها تتحمل نصف المبلغ وتقدمها للسائقين بسعر 500 ألف، مؤكدًا أن "المبالغ التي يدفعها أصحاب سيارات الأجرة سيعوضونها بمرور الأيام من فرق سعر الغاز عن البنزين".

مواطنون وموظفون خاضوا تجربة السيارات التي تعمل بالغاز، أكدوا دقة تصريح المتحدث باسم الوزارة، نافين لـ "الترا عراق"، أي مخاطر من منظومات الغاز، حيث لم تسجل سياراتهم أي حادث أو حريق أو انفجار، على مدى سنوات، فيما يؤكد بعضهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي فوائد المنظومة اقتصاديًا.

اقرأ/ي أيضًا: قدرة العراقيين الشرائية.. من مغامرات صدّام إلى فقدان 790 مليار دولار!

وأشار هؤلاء، إلى أن مصفى الدورة في بغداد ودائرة توزيع المنتوجات النفطية فرع كركوك يعتمدان في سياراتهما من نوع "بيك آب" على منظومة الغاز منذ 5 سنوات.

"تدمير المشاريع الناجحة في العراق!"

بدورها، أكدت شركة تعبئة الغاز التابعة لوزارة النفط، والتي تتولى نصب منظومات وقود الغاز للسيارات، عدم تسجيل "أي حادث" انفجار لاسطوانات الغاز خلال الفترة القلية الماضية، فيما أشارت الى تأكدها من ذلك "عبر الاتصال بمديرية الدفاع المدني العامة".

وكذّبت الشركة في بيان، مقطعًا مصورًا تداولته صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لانفجار سيارة ادعى أنها تعمل بنظام الغاز في العراق، مؤكدة أن "غاية مثل تلك الأخبار أصبحت معروفة وهي تدمير أي مشروع استراتيجي ناجح في العراق"، فيما دعت إلى "توخي الدقة في نشر هكذا أخبار مزيفة وغير حقيقية تهدف لزعزعة التقدم الحاصل في مشاريع وزارة النفط الاتحادية".

نفت وزارة النفط وشركة تعبئة الغاز التابعة لها تسجيل أي حادثة انفجار لسيارة تعمل بمنظومة الغاز منذ إقرار العمل بها، وهو ما تؤكده شهادات مواطنين خاضوا تجربة سيارات الغاز

وكيل وزارة النفط لشؤون الغاز معتصم أكرم، أكد من جانبه، خلال زيارته مقر الشركة، أن "هناك إقبالا شديدًا" على الشركة  لاعتماد منظومة الغاز السائل، فيما أشار إلى تسجيل إقبال "قوي جدًا" عليها في إقليم كردستان أيضًا، فضلًا عن ورود طلبات من عدة وزارات لتحوير السيارات التابعة لها من العمل بالبنزين إلى الغاز. ولفت أكرم، إلى أن "هذا المشروع بدأ قبل 3 سنوات وكان الإقبال عليه ضعيف جدًا".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

بعد أن اكتست بالوحل.. شوارع بغداد مرصوفة بـ"الفوتوشوب"!

التسوق الإلكتروني في العراق.. "ماكو رقابة"