19-نوفمبر-2019

انتشرت أنباء حول انتشار عناصر تابعة لعدة فصائل مسلحة في ساحة التحرير (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

يسعى الحشد الشعبي إلى إبقاء اسمه بعيدًا عن ساحات التظاهر ليحافظ على ما تبقى من مكانته بين الناس، وفي الوقت ذاته يسعى قادة فصائله للحفاظ على مكتسباتهم المتحققة بعد الحرب على تنظيم "داعش"، ويصرون على عدم التفريط بها تحت أي ظرف، وبين تلك الرغبتين المتناقضتين صار يتردد اسم الحشد الشعبي في ساحات التظاهر بطريقة سلبية وبصور مختلفة.

مصدر مسؤول في الحشد الشعبي: هنالك 4 ألوية تابعة للحشد الشعبي متواجدة برفقة القوات الأمنية على جسر الجمهورية ومحيطه من جهة المنطقة الخضراء

تصريحات قادة الحشد غير مقنعة إطلاقًا للشباب المتظاهرين في بغداد وجميع المحافظات العراقية، بحسب أحد منظمي اعتصام ساحة التحرير، الذي قال إن "إحراق مقرات الفصائل المسلحة في عدة محافظات خير دليل على ذلك، أما الهيئة فتصدر بيانات متحفظة بين الحين والآخر عند الضرورة فقط".

اقرأ/ي أيضًا: رعب "السيارة السوداء".. من يختطف الناشطين المتظاهرين ويغيبهم؟!

في الوقت الذي تنتشر فيه أنباء عديدة بين المتظاهرين بمشاركة قوات تابعة للحشد الشعبي بارتداء زي مكافحة الشغب والتقدم لقمع المتظاهرين، كما انتشرت أنباء حول انتشار عناصر تابعة لعدة فصائل مسلحة في ساحة التحرير وساحات التظاهر الأخرى بين المتظاهرين لنقل المعلومات وتصوير الناشطين وغيرها من النشاطات الموكلة إليهم.

مصدر مسؤول في الحشد الشعبي، كشف لـ"ألترا عراق"، عن الألوية المتواجدة مع القوات الأمنية في المنطقة الخضراء، وقال إن "هنالك 4 ألوية تابعة للحشد الشعبي متواجدة برفقة القوات الأمنية على جسر الجمهورية ومحيطه من جهة المنطقة الخضراء، وهذه الألوية هي: اللواء الخامس واللواء العاشر واللواء الحادي والعشرين، التابعات لمنظمة بدر، فضلًا عن اللواء الثامن عشر التابع لسرايا الخراساني"، لافتًا إلى أن "جزء من عناصر تلك الألوية يرتدون زي مكافحة الشغب ويقدمون الإسناد عند جسر الجمهورية وجسر السنك وبقية الجسور بحسب الأوامر".

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب تتعلق بوظيفته، أن "هذه الألوية تحت إمرة أبو مهدي المهندس بشكل مباشر، وتملك عدة مقرات داخل المنطقة الخضراء، تحتوي على مستشارين إيرانيين وقادة ميدانيين"، مشيرًا إلى أنهم "شاركوا في أحداث العلاوي وما جرى قرب شبكة الإعلام العراقي".

وتابع أن "بعض الفصائل أرسلت عناصر إلى داخل ساحة التحرير لتشكيل تنسيقيات مصغرة تعمل على تفتيش المتظاهرين، والظهور بصورة عفوية دون الإعلان عن كونهم عناصر تابعة لإحدى فصائل الحشد الشعبي".

مصدر: بعض الفصائل أرسلت عناصر إلى داخل ساحة التحرير لتشكيل تنسيقيات مصغرة تعمل على تفتيش المتظاهرين دون الإعلان عن كونهم عناصر تابعة لأحدى فصائل الحشد الشعبي

وفي السياق بيّن متظاهر من داخل ساحة التحرير لـ"ألترا عراق"، أنه "أثناء تجوالي بين ساحة التحرير وساحة الطيران لاحظت وجود مجموعة شباب يقومون بتفتيش المتظاهرين، واثنين من هؤلاء الأشخاص يسكنون في نفس المنطقة التي أسكن فيها وأعلم جيدًا أنهم عناصر تابعة لعصائب أهل الحق، ما أثار استغرابي وعند سؤالي لعدة أشخاص في الساحة أكدوا أن الحشد الشعبي وفصائله غير مشاركين في التظاهرات بأي شكلٍ من الأشكال، ولم يفسروا تواجد هذه المجموعة هنا".

اقرأ/ي أيضًا: حرب البيانات.. الحكومة والمعتصمون والأطراف الثالثة

ولفت إلى أنه "في ذلك اليوم انفجرت 3 عبوات صوتية في أزقة السعدون والبتاويين، وبدأ بعدها مسلسل العبوات الصوتية في هذه المناطق إلى أن خُتم بانفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة تحت سيارة بين ساحة التحرير وساحة الأندلس من جهة منطقة البتاويين أدت إلى مقتل وإصابة ما لا يقل عن 25 شخصًا".

في الأثناء نفى الحشد الشعبي ضلوعه بعملية قمع التظاهرات الشعبية، عبر بيان صادر عن مديرية أمن الحشد الشعبي، ذكر فيه أن "بعضُ وسائل الإعلام الغربيّة العاملة في العراق نقلت معلوماتٍ عشوائية لا تستندُ على أي دليل أو بيّنة تتهمُ المديرية بقمع أبنائنا من المتظاهرين السلميين في الأحداث التي جرت في الأسبوعين الماضيين"، لافتًا إلى أن الهيئة "تشير بشكل واضح إلى أنها مع التظاهرات السلمية المطالبة بالحقوق".

من جانبه، صرّح وزير الدفاع نجاح الشمري تصريحًا مثيرًا للجدل أثناء تواجده في العاصمة الفرنسية باريس، تحدث فيه عن "طرف ثالث" متسبب بقتل المتظاهرين، وقال إن "هناك لبسًا كبيرًا في حوادث قتل المتظاهرين، إذ لا توجد تعليمات لإطلاق النار على المتظاهرين من قوة عراقية"، لافتًا إلى أن "من يطلق النار هم أطراف ثالثة، تحاول أن تجعل في المشهد العراقي، صراعًا بين المتظاهرين والقوات العراقية".

وفي رده على سؤال بشأن ما إذا كان هذا "الطرف الثالث" هو قوات "غير منضبطة تابعة للحشد الشعبي"، قال وزير الدفاع: "هو طرف غير منضبط نعم، لكن لا اؤكد أنه تابع للحشد للشعبي، فالحشد جزء من المنظومة الأمنية العراقية".

وزير الدفاع نجاح الشمري وأثناء تواجده في العاصمة الفرنسية باريس، تحدث عن "طرف ثالث" متسبب بقتل المتظاهرين

لم يشفع جواب الوزير للحشد الشعبي، حيث توجهت أصابع الاتهام له بعد تلك التصريحات، ما أضطر الهيئة إلى أصدار بيان يؤكد فيه أنه ليس الجهة المقصودة بتصريحات الوزير، وأن الهيئة لم تستورد القنابل الدخانية، معتبرة تلك الأنباء "حملة تسقيطية".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

بيان دولي يوثق انتهاكات السلطة ضد الاحتجاجات في العراق.. قتل واحتجاز جثث!

هل أهدر خامنئي دماء المتظاهرين العراقيين.. كيف سيرد السيستاني؟!