11-أبريل-2020

يتحمل الطلاب الضرر الأكبر من التعليم الإلكتروني (Getty)

شهدت هذه السنة الدراسية انقطاعًا في الدوام منذ أيامها الأولى بسبب الإضراب الطلابي الذي شهدته الجامعات العراقية كجزء من احتجاج الطلاب في انتفاضة تشرين، على ما يواجهه الطلاب في الجامعات الحكومية والخاصة من تردي الواقع التعليمي، وانعدام فرص التوظيف، والإهمال الواضح للمرافق التعليمية، ليصبح المد الطلابي جزءًا أساسيًا من الحراك الشعبي.

كشف التعليم الإلكتروني ضعف القطاع التعليمي وعدم جاهزيته لمثل هذا النوع من التعليم 

ومن الإضراب الطوعي إلى الإضراب الجبري بسبب فيروس كورونا واعتماد وزارة التعليم على خاصية التعليم الإلكتروني لإنهاء السنة الدراسية، لكن الأخير وكما يرى مختصون، كشف ضعف القطاع التعليمي وعدم جاهزيته لمثل هذا النوع من التعليم.

اقرأ/ي .أيضًا: التعليم الإلكتروني وتدابير إنقاذ العام الدراسي

بشرى عباس، وهي طالبة في جامعة النهرين، تقول عن تجربتها مع التعليم الإلكتروني، إنه "لم تكن الوزارة والجامعات على مستوىٰ يعتمد عليه في الحالات الطارئة، وليس للطلاب تجربة سابقة مع التعليم الإلكتروني، خاصة مع ضعف شبكة الإنترنت، وانقطاع  الكهرباء، كل هذا ساهم في عدم متابعة الدروس من قبل الطلاب".

أضافت عباس، أن "التأجيل ليس من صالح الطلاب، وإذا تمكنت السلطات من السيطرة على الوباء خلال هذه الفترة، فيمكن مباشرة الدوام في الأشهر القادمة مع تقليص المواد الدراسية".

بينما ترى الطالبة  غادة فيصل، من جامعة بغداد، أن "تأجيل العام الدراسي سيكون أفضل من الاستمرار في التعليم الإلكتروني، مؤكدًة في حديثها لـ"ألترا عراق"، على "عدم كفاءة الجامعات لمثل هكذا نوع من التعليم، إضافة إلى الضعف في خدمة الإنترنت، والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وهما يحولان دون التزام الطلاب بحضور الدروس عن بُعد".

ليس الطلاب وحدهم من يعاني إخفاق الوزارة في التعليم الإلكتروني، وللتدريسيين رأي مشابه، مؤكدين على أن الطالب يتحمل الضرر الأكبر، حيث يقول ولاء كاظم، وهو تدريسي في الجامعة المستنصرية، "من منا لا يعرف مستوى التعليم المباشر في جامعاتنا، من يرضى بهكذا وضع أكاديمي، بالتأكيد لا أحد، والتعليم الإلكتروني جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة المؤسساتية التي أخفقت الجامعات كلّها في أداء وظائفها بالشكل المطلوب".

أشار في حديثه لـ"ألترا عراق"، إلى أن "التعليم الإلكتروني ناجح في كلّ البلدان، حتى في الدول غير المتطورة، لأنه ببساطة يرافق عملية التعليم المباشر، ليس مثلنا تمامًا، نستعار الوسائل المستحدثة في شرارة تأخرنا، و نحتاج إلى مزيد من الدروس التدريبية للطلبة، وإلى جو مناسب لهكذا عمل، وإذا أردنا بناء تعليم إلكتروني ناجح، علينا بناء جامعات تستوعب أعداد طلبتها أولًا".

التدريسيون يقولون إنهم يعانون أيضًا من إخفاق الوزارة في التعليم الإلكتروني، لكنهم يؤكدون على تحمل الطلاب الضرر الأكبر

أضاف كاظم، أن "الظروف والأشخاص غير المناسبين، والوضع الراهن للبلاد، كلها أسباب رئيسية في فشل هذه العملية بالوقت الحالي، حتى وأن نجح الطالب، أو تلقى دروسًا إلكترونية، بالنهاية هذا لا يعد نجاحًا، النجاح يبدأ بالتخطيط الصحيح".

اقرأ/ي أيضًا: بعد الإضراب.. كورونا يعطّل الجامعات والتعليم الإلكتروني "يتعثر"

فيما يرى طلبة في ضعف خدمة الإنترنت أهم أسباب فشل التعليم الإلكتروني في العراق، وإن ضعف الشبكة هاجس معاناة منذ سنوات لكل المواطنين ولا يقتصر على الطلبة فقط.

وفي السؤال عن الضعف في جودة  الإنترنت، يقول المختص في الشبكات  الإلكترونية، زيد أحمد لـ"ألترا عراق"، إنه "تعود رداءة خدمة الإ.نترنت في العراق، تحديدًا في الوسط والجنوب لعدة أسباب، أهمها وأكثرها تأثيرًا تكلفة نقل سعات الإنترنت من جانب الوزارة، حيث تعد أجور نقل السعات مرتفعة جدًا مقارنة مع السعر الذي  يؤخذ في إقليم كردستان العراق، وباقي الدول مما يدفع الشركات لتقليل السعات المجهزة  للمواطن".

يواصل زيد الحديث بالقول، إنه "تعتمد جميع الشركات المجهزة لخدمة الإنترنت في العراق، على الأبراج المحلية  التي تعتمد بدورها على أجهزة الوايرلس في توصيل الخدمة إلى المواطن، إضافة إلى أن معظم أصحاب أبراج شبكات الإنترنت لا يعدون  من ذوي الاختصاص، ولا يمتلكون الخبرة في التعامل مع أجهزة البث ومع زيادة شبكات الأبراج تزداد الترددات المستعملة في الجو مما يزيد من الضوضاء التي تؤثر على جودة الاتصال بين المشترك والبرج وبين الشركة المجهزة والبرج  ناهيك عن زيادة في الأجور".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

"كورونا" يعطل المؤسسات الحكومية والتعليمية في العراق مجددًا

العراق.. حصيلة القرارات بشأن الجامعات والمدارس للوقاية من "كورونا"