21-يناير-2022

مشاكل سياسية وتمركز المسلحين في المدن يمنع عودة أهاليها (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

فُتح باب الصقيع على 36 ألف عائلة تسكن العراء في خيم النازحين، ليفتح بذات الوقت باب الغضب تجاه الحكومة العراقية ووزارة الهجرة والمهجرين تحديدًا، حيث ما زالت هناك خيم نزوح بالرغم من مرور قرابة نحو 5 سنوات على تحرير العراق من تنظيم "داعش".

تبرز المشاكل السياسية والأمنية في العراق كسبب رئيسي وراء عدم إغلاق هذه المخيمات حتى الآن من قبل سلطات إقليم كردستان

وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد مصورة قاسية لنساء عجائز وأطفال تغمرهم وخيامهم الثلوج ويشتد عليهم البرد، ليخرج الغضب الشعبي أكثر بعد تسجيل وفيات لطفلين في مخيمات النزوح، بحسب تقرير للمرصد العراقي لحقوق الإنسان.


شاهد: تغطية لهذا الملف والملفات الإخبارية الراهنة عربيًا ودوليًا على شاشة التلفزيون العربي أخبار


وأوضح المرصد في بيان :" تأكد لنا حتى الآن وفاة طفلين في مخيم آشتي للنازحين في محافظة السليمانية، شمالي العراق، ووفاة سيدة مسنة تعيش مع عائلتها في منزل متهالك في محافظة ديالى إثر البرد الشديد وعدم توّفر أغطية ووقود"، فيما أوضح أنّ "نشطاء ومسؤولين في مخيم آشتي للنازحين أبلغوا المرصد أن السلطات لم تتخذ أي إجراءات لمواجهة موجة البرد التي ضربت مناطق شمالي العراق".

 

 

 

 

 

واتهم المرصد وزارة الهجرة والمهجرين بأنها تعاملت مع ملف النازحين بفوضوية وعدم دراية في سبيل إغلاق المخيمات بسرعة وعمدت على تقليل المساعدات للمخيمات لإجبار النازحين للعودة إلى مناطقهم التي لا تتوفر فيها بنى تحتية وغير مؤهلة لاستقبالهم.

وكتب رواد مواقع التواصل الاجتماعي منشورات أدانوا بها السلطات العراقية، بل وحتى المجتمع الدولي وتحديدًا ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، حيث تناقلوا صورًا لها وهي تقوم بجولة سياحية في الثلوج مقابل الموت الذي يحاصر النازحين، إذ يرى بعضهم أنها مسؤولة عن مساعدة النازحين، فيما رأى آخرون أنها تمثل مؤسسة داعمة لنظام الحكم الحالي الذي تسبب بنزوح هؤلاء الأطفال وإدامة معاناتهم ومنع عودتهم إلى ديارهم ومناطقهم.

 

 

وزارة الهجرة والمهجرين وفي وقت سابق، كانت قد كشفت بالأرقام عدد المخيمات المتبقية وأسباب عدم إغلاقها، حيث تشير إلى إغلاق 50 مخيمًا خلال الدورة الحكومية الحالية، ولم يتبق سوى 26 مخيمًا للنازحين في محافظات الإقليم، ومخيم واحد هو مخيم الجدعة في الموصل، ويقطن هذه المخيمات بين 170 ألف إلى 300 ألف فرد.

وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي قالت الوزارة إنّ مخيم الجدعة هو المخيم الأخير تحت سلطتها وستقوم بإغلاقه خلال شهر كانون الأول/ديسبمر، فيما يبقى الـ26 مخيمًا في الإقليم هو تحت سيطرة السلطات هناك وليس لوزارة الهجرة والمهجرين التعامل مع هذه المخيمات ويجب أن تقوم حكومة الإقليم على التعامل مع هذه المخيمات وإغلاقها.

وبالرغم من ذلك، فإنّ مخيم الجدعة لم يغلق حتى الآن، بل تم تغيير اسمه فقط وتحويله إلى مركز تأهيلي فيما تم نقل بعض النازحين العراقيين من مخيم الهول السوري إلى مخيم الجدعة، بحسب تأكيد النائب شيروان الدوبرداني في تصريحات تابعها "ألترا عراق".

وفيما يخص المخيمات الأخرى في محافظات الإقليم البالغ عددها 26 مخيمًا، فتقسم إلى 16 مخيما في محافظة دهوك، و6 في أربيل و4 في السليمانية، ويقطنه 36 ألف عائلة من بينها 27 ألف عائلة إيزيدية من سنجار.

وتبرز المشاكل السياسية والأمنية كسبب رئيسي وراء عدم إغلاق هذه المخيمات حتى الآن من قبل سلطات الإقليم، وعلى رأسها ملف مدينة سنجار التي تحتوي على عدة ملفات غير محسومة وعلى رأسها الملف الأمني، حيث أصبحت مرتعًا للمسلحين من مختلف التوجهات وعلى رأسهم مقاتلي حزب العمال الكردستاني والحشد الشعبي، فضلًا عن عدم تهيئة المدينة إداريًا ولا تحتوي على بنى تحتية وخدمات تمكّن عودة الجزء الأكبر من قاطني مخيمات الإقليم إليها والمتمثل بالعوائل الإيزيدية الـ27 ألف.

وزير الهجرة إيفان فائق جابرو، قالت في تصريحات سابقة للوكالة الرسمية وتابعها "ألترا عراق" ، إنّ "مخيمات الإقليم من الصعب إغلاقها لأنه لا توجد لدى الوزارة سلطة عليها وهي تابعة الى حكومة الإقليم"، مؤكدة أنّ "الوزارة مع العودة الطوعية لكنها ترى عدم وجود إرادة حقيقية لدى إقليم كردستان لإنهاء ملف النزوح".

وأشارت إلى أن "أغلبية النازحين في مخيمات أربيل والسليمانية تم تهيئة مدنهم باستثناء أهالي سنجار لم يتم ذلك لحين تطبيق اتفاقية سنجار كي يتمكنوا من العودة إلى مدنهم".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

صور| الزائر الأبيض يعزل مدنًا في الإقليم.. والمحافظات باقية دون الصفر

الأنواء تتوقع استمرار موجة البرد: درجات الحرارة ستكون دون الصفر