الترا عراق - فريق التحرير
على وقع ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة بفيروس "كورونا" المستجد عالميًا، تعطلت حركة السياحة الدينية في العراق، وأغلق الفنادق بعد منع دخول الزائرين الأجانب إلى البلاد، كتدابير احترازية اتخذتها السلطات للحد من انتشار المرض.
توقع مختصون تسجيل خسائر بملايين الدولارات في حال استمرت الإجراءات الوقاية من كورونا لثلاثة أشهر
وفي خطوة نادرة أغلقت السلطات الإثنين 24 شباط/فبراير 2019، ضريح الإمام علي بمدينة النجف لمدة ثلاثة أيام، كإجراء وقائي بعد تسجيل أول إصابة بالفيروس الجديد "كوفيد-19" لطالب إيراني يبلغ من العمر 22 عامًا في مدينة النجف، لكن المدينة سجلت إصابة جديدة على الرغم من ذلك، يوم الإثنين 2 آذار/مارس، لشخص عائد من إيران، وفق ما أعلنت وزارة الصحة.
وشملت الإجراءات التي اتخذتها السلطات حتى الآن، منع دخول القادمين من الدول التي سجلت مؤشرات مرتفعة من حيث نسبة الإصابة والوفاة جراء الفيروس، لاسيما الصين وإيران، مع تعطيل الدوام الرسمي في الجامعات والمدارس وإغلاق المقاهي وتقليص العمل في مؤسسات الدولة إلى 50% بالنسبة للموظفين.
وحذر مجلس السياحة والسفر العالمي، من الأثر الاقتصادي طويل الأمد الذي سيتركه "كورونا" على السياحة العالمية في حال تم السماح بانتشار الذعر.
اقرأ/ي أيضًا: قصة "مفجعة" تكشف مستوى "انحطاط" قطاع الصحة.. هل يستطيع العراق مواجهة "كورونا"؟
فيما يقول نائب رئيس غرفة تجارة محافظة كربلاء صاحب زمان، لـ"ألترا عراق"، إن "الحركة السياحية تأثرت بشكل كبير في المحافظة وانعكست بشكل سلبي على الوضع الاقتصادي فضلاً عن غلق الفنادق والمطاعم، التي كانت تعتمد بالدرجة الأولى على زبائنها الأجانب، نتيجة الخوف من انتشار فيروس كورونا".
وأضاف، أن "العراق منع دخول جميع الزائرين الأجانب إلى المناطق الدينية، وكذلك الدول منعت مواطنيها من زيارة المناطق الدينية في العراق"، مرجحًا أن يصل حجم الخسائر في حال استمر الوضع على ما هو عليه لمدة أكثر من ثلاث أشهر إلى "8 ملايين دولار".
وبين، أن "السياحة الدينية في العراق تعتمد بنسبة 75% على الإيرانيين، والنسبة المتبقية تتوزع على الدول الخليجية والآسيوية الأخرى".
و يزور ملايين الشيعة وغالبيتهم من إيران ودول الخليج، العتبات في كربلاء والنجف وبغداد وسامراء، وبابل، كل عام خاصةً خلال مناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين بن علي، حيث تخلق تلك الحركة الدينية فرص عمل لمئات آلاف العراقيين وتدر ملايين الدولارات سنويًا.
ديار عباس، الذي يمتلك محلًا لبيع الفضيات، وسط محافظ النجف، يقول لـ "ألترا عراق"، إن "المدينة أصبحت بفعل كورونا مهجورة بعدما منعت السلطات دخول جميع الزائرين الأجانب إلى المحافظة".
ويوضح الشاب النجفي، أن "كورونا بعد وصولها إلى النجف، أغلقت الكثير من المحال والفنادق، مع ارتفاع نسب البطالة في المدينة التي تعتمد على السياحة الدينية في الدرجة الأولى، مع توقعات بأزمة أشد في حال استمر خطر الفيروس المعدي والقاتل في أنحاء العالم، ما يشكل ضغطًا على السياحة في العراق التي بدأت تتعافى مؤخرًا".
وأعلن صائب أبو غنيم، رئيس جمعية الفنادق والمطاعم في النجف، في حديث صحافي، إغلاق 300 من أصل 350 فندق في المدينة، موضحًا أن "عدد الزائرين الإيرانيين سابقًا تجاوز 4 آلاف شخص في اليوم، لكن الآن لا يوجد أي زائر هنا وجميع الفنادق فارغة ومخيفة".
وأضاف، أن "الفنادق المتبقية، باتت تعمل بنسبة 5% جراء غلق الحدود وحظر الدخول إلى البلاد"، لافتًا إلى أن "الوضع التجاري في النجف كان في وقت سابق يعاني جراء الاحتجاجات في بغداد وانهار تماما بسبب تفشي الفيروس".
أغلقت مئات الفنادق في البلاد على خلفية منع الوافدين لزيارة العتبات الدينية إثر تفشي فيروس "كورونا"
وتصاعدت الدعوات إلى منع المراسم والتجمعات الدينية في العراق في ظل تفشي الفيروس، فيما دعا آخرون ومن بينهم زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى إخلاء ساحات الاحتجاج لتجنب العدوى.
وتشير البيانات الرسمية، إلى أن البلاد لم تسجل أية عدوى ضمن حدود العراق، حيث تعود جميع الإصابات لأشخاص عادوا من خارج البلاد وغالبيتهم من إيران تحديدًا.
اقرأ/ي أيضًا:
"العجز الأضخم" يهدد رواتب الموظفين في العراق.. كيف يمكن مواجهة الأزمة؟
استمرار انخفاض النفط يثير "الهلع".. وخبير اقتصادي يكشف "مصير" رواتب الموظفين