بعد ساعات من اعتقاله في العاصمة اللبنانية، أفرج عن محافظ كركوك السابق ذو الجواز الأمريكي والمنشق من الاتحاد الوطني الكردستاني نحو غريمه الديمقراطي، نجم الدين كريم، على الرغم من اتهامات تلاحقه بالفساد، فيما تشير معلومات إلى أن الافراج عنه تم بتدخل عادل عبد المهدي شخصيًا، رئيس مجلس مكافحة الفساد.
أُفرج عن محافظ كركوك السابق المتهم بالإرهاب والتحريض ضد القوات الأمنية بعد ساعات من اعتقاله في بيرون من قبل الإنتربول
كريم هو، أحد قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني والطبيب الخاص للرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني سابقًا، ومحافظ كركوك لحين عمليات فرض الأمن في 16 تشرين الأول/أكتوبر 2017، التي استعادت بمموجبها القوات الاتحادية سيطرتها على كركوك، التي أقحمها كريم في استفتاء انفصال كردستان، دون موافقة الحكومة الاتحادية، وحرض صراحة لمهاجمة القوات العراقية القادمة إلى كركوك.
اقرأ/ي أيضًا: كركوك.. تضارب حول المحافظ الجديد والسابق يعود ملوحًا بالبيشمركة
هرب بعد ذلك إلى أربيل، ومنها أعلن انتماؤه رسميًا إلى الجزب الديمراطي الكرستاني بزعامة مسعود بارزاني، بعد اتهامات لحزبه السابق بـ "الخيانة" وتسليم كركوك للسلطة الاتحادية، دون قتال.
ظل كريم في أربيل معقل الحزب الديمقراطي لفترة استمرت منذ 2017 وحتى الأيام الماضية، حيث يواجه تهمًا بالفساد خلال فترة حكمه لمحافظة كركوك بين عامي 2011 – 2017، صدرت بموجبها أوامر اعتقال بحقه ظلت سارية دون تنفيذ حتى اليوم.
واعتقل كريم إثر ذلك، حالما حط في العاصمة اللبنانية بيروت التي تربطها ببغداد اتفاقية لاعتقال المطلوبين، حيث اعتقل أبرز المطلوبين السياسيين العراقيين المتهمين بالفساد هناك.
بدوره، سارع مكتبه في أربيل إلى نفي نبأ اعتقاله واتهام وسائل الإعلام التي روجت تلك المعلومات بـ "البعد عن أخلاقيات العمل الإعلامي"، فيما أكدت وسائل إعلام كردية اعتقاله، لكنها نفت أن يكون من قبل الإنتربول، مؤكدة أنه سيعود إلى أربيل الأسبوع المقبل، بعد توجهه لبيروت لغرض السياحة.
لكن مصدرًا في الأمن اللبناني أبلغ "الترا عراق"، أن القوات اللبنانية لم تكن هي من اعتقلت محافظ كركوك السابق نجم الدين كريم، بل الإنتربول فعلًا، وفق تهم بالفساد وصدور أمر اعتقال دولي بحقه من بغداد، وهو ما أكده عضو الاتحاد الوطني الكردستاني شوان الداودي.
جرى إطلاق سراح كريم بواسطة من عادل عبد المهدي شخصيًا وفق مصادر كردية، على الرغم من اتهامه باختلاس نحو 51 مليون دولار
قال الداودي لـ "الترا عراق"، إن "نجم الدين كريم اعتقل، أمس الثلاثاء 22 آيار/مايو، لدى سلطة الإنتربول الدولية، وأي كلام خلاف ذلك غير صحيح، نحن تأكدنا من الأمر"، مبينًا أن "كريم خرج من الاتحاد الوطني الكردستاني وانضم للحزب الديمقراطي الكردستاني، ولا نتمنى له هذه الطريقة من الاعتقال".
وساطة بارزاني - عبد المهدي!
تشير مصادر كردية في كركوك، إلى أن "زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، اتصل هاتفيًا برئيس الحكومة الاتحادية عادل عبد المهدي، وطلب التدخل للافراج عن كريم"، مبينة أن "اتصالات بعد ذلك جرت مع رئيس الحكومة في لبنان سعد الحريري حيال الموضوع".
اقرأ/ي أيضًا: بين "داعش" و"الحرب القومية".. "الانهيار" يهدد كركوك!
تقول المصادر أيضًا، إن "عبد المهدي عارض في بادئ الأمر التدخل، خاصة وأن كريم متهم بالفساد، الذي يؤكد عبد المهدي (رئيس مجلس مكافحة الفساد)، جديته بمكافحته". فيما أعلن السفير العراقي في لبنان متابعة قضية كريم المعتقل من قبل الإنتربول.
ويتهم كريم، وفق سياسيين كرد، بالمشاركة في عمليات فساد يتعلق بعضها بإدخال أموال بقية 207 ملايين دولار منذ السادس من تشرين الأول/أكتوبر 2015 وحتى الثاني عشر من أيلول/سبتمبر 2017، إلى حسابين مصرفيين "5003797 – 5003385"، وهما حسابان باسمه الشخصي، كما أقر هو شخصيًا، بقي نحو 51 مليون دولار، بعد انفاق بقية المبلغ كمستحقات لمقاولين، كما إنه يتهم بعدم توزيع الأموال بعدالة فضلًا عن عشرات ملايين الدولارات التي لا زالت في ذمته.
حرض كريم ضد القوات الاتحادية ودعا إلى مهاجمتها وزج كركوك في استفتاء كردستان للانفصال عن العراق، كما يتهم بملفات فساد عدة واغتيال موظف في النزاهة!
وتشير مصادر أخرى، إلى أن كريم متهم أيضًا "بعمليات فساد في الملفات تتعلق بالمياه والطرق والكهرباء والبترودولار، وعدد من المشاريع الخدمية الأخرى التي تم تنفيذها عندما كان محافظًا لكركوك، من بينها تهم وجهها إليه ذوي شخص كان ضمن هيئة النزاهة في كركوك، وقد اغتيل بعد أيام من إثارة ملف فساد ضد كريم".
اقرأ/ي أيضًا:
ما معنى إعادة نشر 1000 عنصر من البيشمركة في كركوك؟
رقصة كركوك مع الموت.. مدينة التنوع العراقي على حافة العنف المزمن