02-ديسمبر-2021

هدفان وراء اللقاء (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

لأول مرة منذ أكثر من عقد، التقى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وجهًا لوجه، في منزل زعيم تحالف الفتح هادي العامري بالعاصمة بغداد اليوم الخميس 2 كانون الأول/ديسمبر 2021، كجزء من لقاء شمل الصدر بأطراف الإطار التنسيقي بالكامل، فيما جاءت الخطوة مثيرة للاستغراب في الوقت الذي لم تنجح أزمات سياسية أكبر خلال السنوات الماضية بجمع الصدر والمالكي على طاولة واحدة.

لقاء الصدر بالمالكي شكل صدمة للأوساط الشعبية والصحافية والمراقبين للشأن السياسي كونه جاء بالرغم من التصعيد المتبادل بين الأطراف في البيانات

ويأتي اللقاء بعد دعوة قدمها الإطار التنسيقي إلى الصدر لمأدبة غداء بمنزل العامري تضم أطراف الإطار كافة، وأظهرت صور ومقاطع فيديو اطلع عليها "ألترا عراق"، حضور المالكي والصدر، وأمين عام ميليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، وحيدر العبادي، وعمار الحكيم، في جلسة واحدة بمنزل العامري.

 

 

وجاء اللقاء كصدمة للأوساط الشعبية والصحافية والمراقبين للشأن السياسي، كونه يحدث بالرغم من التصعيد المتبادل بين الأطراف في البيانات وعلى مواقع التواصل، والإصرار على المواقف المتضادة بين الطرفين، فبينما يريد الإطار التنسيقي إلغاء نتائج الانتخابات أو الذهاب لحكومة توافقية تشارك فيها بغض النظر عن عدد مقاعد قواها، يدّعي الصدر أنه مصر على الذهاب بحكومة أغلبية ودون اشتراك مع قوى الإطار التنسيقي بشكل قاطع، والتي وصفها بـ"خلطة العطار".

اقرأ/ي أيضًا: دولة القانون: منزل العامري سيجمع الصدر والمالكي على مأدبة غداء

ولذلك جاء هذا الاجتماع كتطوّرغريب ومبهم ولا يمكن التنبؤ بمخرجاته أو أهدافه، فضلًا عن تساؤلات حول سبب قبول الصدر الاجتماع بحضور المالكي لأول مرّة منذ عشرة أعوام، بالرغم من أن الأعوام الماضية شهد العراق أزمات سياسية أقوى من الوضع الحالي، ولم تنجح هذه الأزمات بجمع المالكي والصدر على طاولة واحدة.

هدفان وراء اللقاء: إلقاء الحجة.. واختراق الإطار

ويرى رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري أن اللقاء ينطلق من هدفين؛ الأول هو إلقاء الحجة على الأطراف الكردية والسنية التي اشترطت توافق الأطراف الشيعية، والآخر هو محاولة الصدر اختراق الإطار التنسيقي وسحب بعض الأطراف باتجاهه.

وقال الشمري في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "فكرة الصدر من الاجتماع بالإطار التنسيقي تحمل عدّة أهداف، فهو يريد أن يعزّز بأنه الطرف الأقوى الذي يمتلك القدرة على احتواء الجميع أولًا، إما الأمر الآخر فهو يمثل الخطوة الأخيرة ما قبل الذهاب بمشروعه السياسي، وذلك عبر طرح فكرته على الإطار التنسيقي ليحقق الإشارات والوصايا والنصح التي انطلقت بها القوى الكردية والسنية بضرورة أن يكون هناك إجماع داخل البيت السياسي الشيعي، وبالتالي هو يريد أن يقول بأنه طرح فكرته وحاول أن يصل لاتفاق بين القوى الشيعية وقد لا يتحقق هذا الإجماع".

ومن جانب آخر، يعتقد الشمري أن "الصدر يريد أن يحقق اختراقًا داخل الإطار التنسيقي لمن يلتحق بمشروعه"، معتبرًا أنه "بكل الأحوال يحقق كسبًا كبيرًا ومن لم يلتحق به يذهب إلى المعارضة".

ويجد الشمري أن "مقتدى الصدر هو الرابح الأكبر من هذا الاجتماع، وشاهدنا كيف رحب الإطار وسوق كثيرًا لفكرة اللقاء وهذا يؤشر إلى ضعف الإطار سياسيًا".

ويرى الشمري أنه "لن يكون هناك شيئًا يسمى أغلبية وطنية مع الإطار، فإذا التحق الإطار مع الكتلة الصدرية، فهي حكومة توافقية لذلك ربما سيطرح الصدر مشروعًا سياسيًا يتمثل بالفصل بين الحكومة التي قد تكون للتيار، مقابل أن تكون اللجان في البرلمان للإطار كجزء من معادلة السلطة".

والأمر، بحسب الشمري، سينتهي إلى "توافق الأغلبية وسيحقق الصدر اختراقًا في الإطار وستلتحق بعض الأطراف الشيعية من الإطار التنسيقي معه، وقد تكون هذه الخطة معدة مسبقًا مع الإطار".

التوافق مستبعد

من جانبه، يرى المهتم بالشأن السياسي نبيل العلي، أن هذا اللقاء من المستبعد أن يفضي إلى حكومة توافق.

ويقول العلي في تدوينة تابعها "ألترا عراق"، إن "الصدر تقدم إلى بغداد بخطوة منذ مساء يوم الثلاثاء عشية إعلان النتائج من المفوضية متقدمًا لاستلام عروض التحالف، لتأتي خطوة من الضفة الأخرى بدعوته لتناول الغداء في منزل العامري وبحضور قادة الإطار التنسيقي ".

واعتبر أن "هذا الاجتماع من الممكن أن يفضي أما إلى وضع اتفاق سياسي لحكومة التوافق وهو قد يكون مستبعدًا، أو خطوة لرسم خارطة طريق ومبادئ عامة يتفق عليها الأطراف لحلحلة الأزمة السياسية وقبول النتائج والسير بسباق تشكيل الكتلة الأكبر لمن يستطيع اتمام التحالفات أولًا، وقبول الطرفين بأن يكون أحدهما في السلطة وآخرها في المعارضة السياسية، وهو الأكثر ترجيحًا".

وفي السياق، أكد رئيس تجمع "السند الوطني" أحمد الأسدي، أن اجتماع قوى الإطار التنسيقي مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في منزل رئيس تحالف الفتح هادي العامري كان لمناقشة مستجدات الوضع الراهن.  

وذكر الأسدي في بيان نشره مكتبه وتلقى "ألترا عراق" نسخة منه، "استقبل قادة الإطار التنسيقي مقتدى الصدر في منزل هادي العامري لمناقشة القضايا العالقة وآخر مستجدات الوضع الراهن بكل ودّية وأخوية".  

وأضاف أن ذلك "تعزيزًا للترابط والوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد وبما يخدم مصلحة الشعب العراقي التي هي أولوية لجميع الأطراف".  

لكن همام حمودي، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، أكد على أهمية اجتماعات البيت الشيعي بكل مكوناته، والحوارات التي يعتزم اجرائها اليوم، مبينًا أن "وحدة العراق واستقراره من وحدة البيت الشيعي وقدرته على مواجهة التحديات، وتصحيح المسار".  

وكشف تحالف قوى الدولة بزعامة عمار الحكيم مخرجات الاجتماع على لسان القيادي في التحالف فادي الشمري الذي قال إن "اجتماع قادة الشيعة ضرورة وطنية لحفظ العراق من الانزلاق نحو الهاوية والاقتتال الداخلي".  

وأضاف في تصريحات تابعها "ألترا عراق"، أن "المجتمعين يقررون أن يكون رئيس الوزراء القادم توافقي والوزراء استحقاق انتخابي".  

وبين الشمري أن "الاجتماع تناول الحديث عن الخروج برؤية موحدة لمعالجة الانسداد السياسي". 

كما أوضح أن "المجتمعين اتفقوا أن لا يكون هذا الاجتماع الأخير، بل هو مفتاح للقاءات أخرى يتم الاتفاق فيها على النقاط الخلافية بين القوى الشيـعية الاجتماع سيمهد لتشكيل لجان تنسيقية تناقش التفاصيل المتعلقة بتشكيل الكتلة الأكبر".  

قال قيادي في تيّار الحكمة إن المجتمعين قرروا أن يكون رئيس الوزراء القادم توافقي والوزراء استحقاق انتخابي

وأشار أيضًا إلى أن "المجتمعين اتفقوا على تشكيل لجنة مشتركة لإعداد ورقة موحدة تكون أساس لبرنامج حكومي يتم تقديمها للشركاء السياسيين وتكون ملزمة للحكومة القادمة".  

 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الصدر يقطع الطريق على "الإطار": سئمنا "خلطة العطار" وصارحنا طهران

الصدر: الإحاطة الأممية فرصة للخاسرين أن يذعنوا للنتائج