26-أكتوبر-2019

تستمر الاحتجاجات في بغداد فيما تجددت في عدد من المحافظات الجنوبية (فيسبوك)

الترا عراق - فريق التحرير

تمتنع وزارة الصحة عن كشف المعلومات عن عدد الضحايا الذي سقطوا خلال التظاهرات التي تجددت يوم الجمعة 25 تشرين الأول/أكتوبر، لكن المعلومات الرسمية التي وثقتها المفوضية العليا لحقوق الإنسان تشير إلى مقتل 30 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 2300، على مدى يوم واحد فقط من الاحتجاجات.

قتل العشرات وأصيب الآلاف حتى الآن خلال الاحتجاجات التي تجددت يوم 25 تشرين وكانت حصيلة الضحايا الأكبر في بغداد

كان لبغداد الحصة الأكبر من القتلى والجرحى، على الرغم من عدم تسجيل أي اقتحام لمبان رسمية أو خروج عن سلمية التظاهرات، وفق المفوضية، حيث قتل 8 أشخاص على الأقل مع سقوط نحو 1500 جريح، فيما تستمر الاحتجاجات في ساحة التحرير، حيث حاولت حشود الشبان عبور جسر الجمهورية، مجددًا صباح السبت 26 تشرين الأول/أكتوبر، لكن القوات الأمنية واجهتهم بالعنف وسط معلومات عن سقوط قتلى وجرحى.

اقرأ/ي أيضًا: قتل وعنف في ساعات الاحتجاج الأولى.. مخاوف عبد المهدي تتسرب إلى السيستاني!

على الجانب الآخر من الجسر، حيث المنطقة الخضراء، فشل مجلس النواب في عقد جلسته الاستثنائية، إثر مغادرة النواب البلاد، وفق تصريحات صدرت من نواب آخرين من بينهم محمد الكربولي، وأصدرت هيئة رئاسة المجلس تعليمات إلى موظفيها بإخلائه بشكل عاجل، وفق مصادر، لكن البرلمان أكد في ما بعد عبر بيان له، أن "الداوم سيجري غدًا بشكل طبيعي".

بالتزامن، ارتفعت دعوات إلى إضراب طلابي ينطلق ابتداءً من يوم الأحد 27 تشرين الأول/أكتوبر، عبر بعض الناشطين ومواقع التواصل الاجتماعي، لضغط نحو تحقيق مطالب المتظاهرين.

من جانبها أصدرت عمليات بغداد، السبت، بيانًا أكدت فيه "التزامها بتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة عادل عبدالمهدي، بعدم استخدام العتاد الحي ضد المتظاهرين، واحترام المتظاهرين السلميين"، ودعت المواطنين إلى "تشخيص وعزل العناصر المندسة التي تحاول الاعتداء على القطعات الأمنية والمتظاهرين على حد سواء أو تحاول إحراق الدوائر والمؤسسات والممتلكات العامة والخاصة"، كما هددت بـ "إجراءات قانوينة رادعة بحق المندسين بين صفوف المتظاهرين الذين يحاولون الاعتداء على القطعات الأمنية والمتظاهرين أو التعرض إلى المؤسسات العامة والخاصة".

فشل البرلمان في عقد جلسته الطارئة وسط معلومات عن هروب أغلب النواب إلى خارج البلاد

جنوب ملتهب!

إلى الجنوب، شهدت أغلب المحافظات تظاهرات احتجاجية امتدت من بابل إلى البصرة، انتهت أغلبها إلى فرض حظر التجوال بعد سقوط عشرات القتلى والجرحى، خاصة في ميسان وذي قار التين شهدتا إطلاق نار من قبل حمايات مقرات فصائل مسلحة من بينها "عصائب أهل الحق" و"أنصار الله الأوفياء"، قبل أن تأخذ الأحداث فيهما مسارات مختلفة تحولت أحيانًا إلى اشتباكات مسلحة.

قالت مصادر لـ "الترا عراق"، إن "فصائل مسلحة استغلت أجواء الاحتجاجات لتصفية حسابات فيما بينها، كما حدث في ميسان بين أنصار الله الأوفياء التي تسيطر على المنفذ الحدودي وأغلب المشاريع، وأطراف أخرى من بينها من يعتقد أنهم سرايا السلام، الجناح المسلح التابع لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر".

أما في الديوانية، فقد أحرقت مباني مجلس المحافظة ومقرات عدد من الأحزاب والفصائل المسلحة، من بينها مقر منظمة بدر، قبل أن يعثر على 12 جثة متفحمة بداخله تعود إلى متظاهرين، فيما أسفرت الأحداث في المحافظة عن عشرات القتلى والجرحى.

اقرأ/ي أيضًا: شارع غاضب وسلطة مرتبكة.. ثلاثة سيناريوهات ميدانية محتملة لتظاهرات الجمعة

في البصرة، انضم الآلاف إلى التظاهرات بعد غياب عن موجة الاحتجاجات الأولى، مطلع تشرين الأول/أكتوبر، حيث احتشد المتظاهرون أمام مبنى المحافظة، وردت القوات الأمنية بمحاولة تفريقهم بالغاز المسيل للدموع، كما وقعت حادثة دهس للمتظاهرين من قبل آلية يعتقد أنها تابعة لقوات مكافحة الشغب.

وقالت مصادر لـ "الترا عراق"، إن "أوامر تفريق المتظاهرين بالقوة، صدرت من المحافظ أسعد العيداني، وسببت خلافات بين القادة الأمنية، حيث يخشى أولئك القادة الاستجابة لتلك الأوامر ثم تقديمهم ككبش فداء كما حصل في التظاهرات الماضية في عدة محافظات".

تجددت الاحتجاجات في البصرة وذي قار بعد ليلة دامية في أغلب محافظات الجنوب شهد حرق مقار حكومية ومباني أحزاب واشتباكات مسلحة

استمرت احتجاجات البصرة حتى ساعات مبكرة من فجر السبت، على الرغم من فرض حظر التجوال، فيما أصدر قائد عمليات البصرة رشيد فليح أومر مشددة بتفريق أي تجمع أو تظاهرة بالهروات، وسط معلومات حصل عليها "الترا عراق" من مصادر أمنية أشارت إلى صدور أوامر باعتقال أفراد أي تجمع يزيد عن ثلاثة أشخاص.

وتجددت التظاهرات في البصرة وذي قار على الرغم من حظر التجوال والإجراءات الأمنية المشددة، فيما سقط عدد من الضحايا في المحافظتين إثر إطلاق نار من قوات أمنية، وتم إحراق منزل رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ذي قار.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هتافات تحت الرصاص.. هل منح السيستاني الضوء الأخضر لـ "البطش" بالمتظاهرين؟

ثقافة الاستقالة في العراق.. من العهد الملكي حتى عبد المهدي