11-مارس-2020

رفض رجال دين وصول الإجراءات الوقائية من "كورونا" إلى الفعاليات الدينية (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

لم تكتف إدارة العتبة الحسينية في كربلاء بإعلان إيقاف صلاة الجمعة القادمة للأسبوع الثاني على التوالي، بل ذهبت إلى التأكيد على استمرار "تعليق" الصلاة إلى إشعار آخر، بالتزامن استمرار الآراء المثيرة للجدل التي تصدر من قبل بعض المراجع ورجال الدين، وما تسببه من حرج للمؤسسة الدينية، بحسب الضجة الأخيرة في وسائل التواصل الاجتماعي.

إدارة الصحن الحسيني: نظرًا للتعليمات الوقائية الصادرة من دائرة صحة كربلاء المقدسة، تقرر الاستمرار في إيقاف صلاة الجمعة لهذا الأسبوع أيضًا

وقررت إدارة الصحن الحسيني عدم إقامة صلاة الجمعة لهذا الأسبوع، بسبب الظروف الصحية التي يمر بها العراق، فيما أكدت على أن التوقف سيستمر لحين تحسن تلك الظروف.

اقرأ/ي أيضًا: 6 قرارات جديدة لمواجهة "كورونا": أوامر إلى قوات الأمن حول العائدين من إيران

قالت إدارة الصحن في بيان تلقى "ألترا عراق" نسخة منه، إنه "نظرًا للتعليمات الوقائية الصادرة من دائرة صحة كربلاء المقدسة، تقرر الاستمرار في إيقاف صلاة الجمعة لهذا الأسبوع أيضًا".

ويأتي هذا الإعلان متسقًا مع ما نشره الموقع الرسمي للمرجع الأعلى علي السيستاني يوم أمس الثلاثاء 10 آذار/مارس، في معرض الإجابة على استفتاء من قبل أحد المقلدين جاء فيه: "ما هو رأي المرجع الأعلى حول المشاركة في صلاة الجماعة في هذه الأيام التي تشهد انتشار فيروس كورونا؟"، حيث أجابت فتوى السيستاني، أنه "حيثما منعت مثل هذه التجمعات بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا، فيجب الالتزام بهذا المنع وأخذه محمل الجد".

ولم تقم المرجعية الدينية العليا صلاة الجمعة الماضية، للمرة الأولى منذ سقوط النظام السابق عام 2003، خشية انتشار فيروس كورونا المستجد.

وتأتي هذه المواقف "المنفردة" من المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيستاني، متضاربة مع ما يشيع من آراء مثيرة للجدل تصدر من قبل مراجع ورجال دين ومعميين، ترفض وصول الإجراءات الوقائية إلى تعليق الفعاليات الدينية من زيارات وصلوات جمعة وغيرها، فضلًا عن الاستهانة بالفيروس وكونه "لا يصيب المؤمنين".

وقبل أيام، أثار المرجع الديني قاسم الطائي الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، عندما اعتبر أن الوقاية من فيروس كورونا، لا يجب أن تكون لها الأولوية على الابتعاد والحذر من المراقد المقدسة والفعاليات الدينية.

استهان رجل الدين علي السماوي بـفيروس كورونا واجراءات منع الزيارة أو تقبيل شباك المراقد

وقال الطائي في بيان نشره موقعه الرسمي ورصده "ألترا عراق"، إن "الوقاية وإن كانت مطلوبة في ظل انتشار هذا الفيروس المميت، وهي إتباع لسنة الله في كونه من الأسباب والمسببات، إلا أن الغفلة عن الجانب الغيبي والالتجاء إلى الله والتضرع إليه والاستغفار في الأماكن المقدسة له الأولوية على توخي الحذر من هذه التجمعات". 

اقرأ/ي أيضًا: "كورونا لا يصيب المؤمنين".. غضب وسخرية من رجال دين في العراق

أضاف أنه "مع دوران الأمر بين الالتجاء للاسباب والالتجاء إلى مسبب الاسباب، فالالتجاء إليه هو الأولى والأجدر، ومن يقدم السبب الطبيعي عليه أن يراجع إيمانه بالله فأنه متذبذب وغير مستقر في قلبه"، مبينًا "على أن مواجهته بالاستمرار بقيام شعائر الدين يوجه رسالة للعالم المادي بأن الكون ومنه الأرض في قبضته وتحت رعايته والتوجه إليه هو ما يقتضيه العقل إن لم يكن عندهم شرع". 

وقبل أيام، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، بمقطع فيديو لرجل الدين المعمم علي السماوي،  استهان من خلاله بـفيروس كورونا وإجراءات منع الزيارة أو تقبيل شباك المراقد، مؤكدًا استعداده لتقبيل مصاب بكورونا ولا يصيبه مكروه، طالما يحب الحسين.

لكن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، يخوض طريقًا متذبذبًا بين المسارين، فبعد جهوده التي استمرت ليومين متتالين لزيارة مرقد الإمام علي في النجف في وقت سابق، لمنع إغلاقه وسط التحذيرات من التجمعات البشرية، وتأكيداته المستمرة على ضرورة عدم إغفال الجانب المعنوي من زيارة ودعاء وصلاة، أكد في تغريدة يوم أمس، على ضرورة "عدم التدخل" بعمل الكوادر الطبية والتعاون معهم، فيما عاد ليؤكد في تغريدة أخرى اليوم الأربعاء 11 آذار/مارس، على "عدم الحاجة للعلاج إذا صدر من ترامب والشركات الأمريكية".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

"كورونا" يعطل المؤسسات الحكومية والتعليمية في العراق مجددًا

"الحرمل" و"العرق" يتنافسان بمواجهة "كورونا" في العراق وكوكل يوثق