16-نوفمبر-2021

200 ألف دولار ورحلات مفتوحة لإعادة العالقين (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

مثلما ضاقت السبل بالعراقيين المهاجرين العالقين على حدود بيلاروسيا المشتركة مع بولندا وليتوانيا، ضاقت بمن ينوي أو يفكر اللحاق بهم من العراقيين، فبالرغم من أن العراق قد أوقف الرحلات المباشرة إلى العاصمة البيلاروسية ميسنك منذ آب/أغسطس الماضي، إلا أنهم وجدوا طرقًا أخرى بدأت تغلق أيضًا في محاولة لـ"تجفيف منبع المهاجرين" جنبًا إلى جنب مع محاولات إعادة الذين نجحوا بالخروج بالفعل.

يبدأ العراق برحلات عسكية الخميس المقبل لإعادة العراقيين العالقين في الحدود البيلاروسية

وبعد أن أوقف العراق الرحلات المباشرة الى مينسك، اختار العراقيون الطيران إلى الإمارات وقطر ومصر والأردن وتركيا، ومن ثم السفر من هناك إلى بيلاروسيا، ليتم الاتفاق مع مهربين هناك لإيصالهم إلى الحدود البيلاروسية المشتركة مع بولندا أو ليتوانيا، بحسب قول وكيل وزارة الهجرة كريم النوري، إلا أن تركيا والإمارات منعت مؤخرًا سفر العراقيين على الخطوط البيلاروسية من أراضيها، ضمن محاولات وتضامن عالمي يحاول السيطرة على جريان "نهر الهجرة العراقي".

اقرأ/ي أيضًا: العراق يسحب رخصة القنصل البيلاروسي إثر أزمة الهجرة

ويبدو هذا التضامن العالمي الذي بدأت تشترك فيه دول إقليمية مع العراق بضغط من أوروبا، يحاول كبح جماح بيلاروسيا المتهمة بأنها تعمل بكافة مفاصلها على تشجيع الهجرة واستقطاب العراقيين وغيرهم للضغط على دول الاتحاد الأوروبي لرفع العقوبات، وهذا ما يفسر قيام العراق بتعليق عمل القنصل البيلاروسي في بغداد، كمحاولة للسيطرة وإيقاف "منح تأشيرات إلى العراقيين".

وبالتزامن مع عمليات "تجفيف منابع المهاجرين"، يبدأ العراق برحلات عسكية الخميس المقبل، لإعادة العراقيين العالقين في الحدود البيلاروسية، بحسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف في تصريحات للوكالة الرسمية وتابعه "ألترا عراق".

وأوضح الصحاف أن "الرحلات التي سيتم تسييرها من أجل إعادة العراقيين العالقين في بيلاروسيا طوعيًا ستكون مفتوحة وغير محددة، مع استمرار تسجيل أسماء العراقيين الراغبين بالعودى طوعًا".

وبحسب الخارجية، فإن "معلومات أولية تمكنت من إحصاء نحو 571 عراقيًا متواجدًا في مخيمات على حدود بيلاروسيا، في الوقت الذي لا تتوفر معلومات كاملة عن العدد الكلي للعراقيين المتواجدين هناك، لأنهم ينتشرون على شريط حدودي طوله 680 كيلو مترًا". 

وبحسب تقارير دولية، فإن "عدد المهاجرين العالقين يبلغ نحو 4 آلاف مهاجر معظمهم عراقيين"، فيما توجد جنسيات أخرى من سوريا وأفغانستان واليمن وإيران.

ويرزح آلاف المهاجرين تحت أمواج البرد والجوع مع الأطفال والنساء، على الحدود بين بيلاروسيا التي تمنع عودة المهاجرين إلى الوراء، وبين دول بولندا وليتوانيا اللتين ترفضان دخول المهاجرين إلى بلادها.

ويرفض الكثير من المهاجرين العودة، في الوقت الذي انفقوا فيه آلاف الدولارات في سبيل الوصول إلى الحدود البيلاروسية، حيث تراوحت كلفة الوصول إلى هناك للفرد الواحد بين 20 إلى 40 ألف دولار، بين أجور طيران وأجور أخرى للمهربين.

يرفض الكثير من المهاجرين العودة الطوعية للعراق بعد أن انفقوا آلاف الدولارات في سبيل الوصول إلى بيلاروسيا

من جانب آخر، فإن العراق خصص قرابة 200 ألف دولار إلى وزارة الخارجية لمساعدة المهاجرين العالقين وإعادتهم طوعيًا إلى العراق، بحسب ما أعلنه المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

اقرأ/ي أيضًا: وقف الهجرة أم وقف الحروب؟

وفي السياق، يقول المتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد الصحاف، في حديث لـ"الترا عراق"، إنّ "الوضع مستقر وليست هناك أي أعمال عنف هناك كما يتم ترويجه والتركيز عليه"، مبينًا أنّ "القنوات العراقية الدبلوماسية مفتوحة مع جميع الشركاء الدوليين لوضع حلول عاجلة وضمان سلامة المواطنين العراقيين".

وأكّد الصحاف، أنّ "إجبار المهاجرين على العودة بالقوة ليس خيارًا متاحًا للسلطات العراقية، فهم هناك برغبتهم، ولذلك يتم توفير إمكانية العودة برحلات جوية لهم كمساعدة للراغبين بالتخلص من الوضع الحرج والأجواء هناك".

وحول الإجراءات وعمليات الإجلاء إلى العراق، بيّن الصحاف أنّ "الاستعدادات كاملة لتوفير عودة طوعية للراغبين"، مشيرًا إلى أنّ "إقليم كردستان شكّل وفدًا لزيارة بولندا وبحث أوضاع اللاجئين بالتنسيق مع وزارة الخارجية العراقية".

وقال الصحاف، إنّ "وزارة الخارجية تعي حجم المشاكل والصعوبات التي تواجه الشعوب من تغيرات مناخية وأوضاع أمنية وغيرها، ولكن يجب الوصول لصيغة تفاهم تنهي الأزمة، خاصة وأنّ المهاجرين ليسوا من العراق فقط، بل من عدة بلدان آسيوية وإفريقية وغيرها".

كما أكّد المتحدث، أنّ "المساعدات الإنسانية تصل للمهاجرين بشكل مستمر لتأمين احتياجاتهم من قبل الحكومات والمنظمات الدولية"، مبينًا أنّ "رحلات إجلاء الراغبين بالعودة ستنطلق خلال ساعات قليلة".

 

 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

موجات الهجرة العراقية.. كوابيس الاحتجاجات والآمال الضائعة

الخارجية توضح إجراءاتها بشأن العراقيين المهاجرين عبر بيلاروسيا