09-مايو-2021

غضب عارم وهتافات ضد إيران (Getty)

لم تنقطع ردود الأفعال الغاضبة منذ مقتل الناشط في الاحتجاجات، إيهاب الوزني، في منطقة مغلقة وتعد مقدسة بوصفها ملاصقة للعتبتين الدينيتين في كربلاء، برصاص مسلحين يستقلون دراجة نارية، وليست هذه المرة الأولى، التي تشهد فيها كربلاء عمليات اغتيال تستهدف نشطاء ومتظاهرين، حيث اغتيل الروائي والكاتب علاء مشذوب قرب منزله في كربلاء في شباط/فبراير 2019 بعد أن أطلقت عليه 13 رصاصة، بعدها اغتال مسلحان ملثمان الناشط فاهم الطائي في كانون الأول/ديسمبر 2019. 

 نجا الناشط إيهاب الوزني من محاولة اغتيال سابقة في كانون الأول/ديسمبر 2019

ومنذ اندلاع التظاهرات في تشرين الأول/أكتوبر 2019 وصلت عمليات الاغتيال التي طالت الناشطين 70 عملية، فيما وصل أعداد المغيبين إلى 80 شخصًا، وبالمقابل، شكلت 4 لجان لحسم ملف التحقيق بعمليات الاغتيال، ولكن حتى الآن لم تظهر أي نتائج، بالرغم من "امتلاك الحكومة وأجهزتها الأمنية الإمكانيات للكشف عن الجناة ولكنها تفتقد الى الجدية والإرادة"، بحسب مفوضية حقوق الإنسان

اقرأ/ي أيضًا: اغتيال "إيهاب الوزني".. رصاص الميليشيات يستبيح أيقونة الاحتجاج السلميّ

ويظهر مقطع مصوّر وثقته كاميرا مراقبة، فجر الأحد 9 آيار/مايو، لحظة اغتيال الناشط الكربلائي إيهاب الوزني، حين اقترب بسيارته من منزله في شارع الحداد وسط المدينة، قبل أنّ يترجل أحد المسلحين ويطلق رصاصات على رأس الوزني ويرديه قتيلًا، والأخير، كان واحدًا من الأصوات المعروفة للاحتجاجات في كربلاء، ويمتلك شعبية كبيرة بين متظاهري وناشطي العراق، بالإضافة إلى أنه رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء، كما أنه نجا من محاولة اغتيال سابقة في كانون الأول/ديسمبر 2019، عندما قُتل أمامه فاهم الطائي الذي كان في الثالثة والخمسين من عمره، بهجوم نفذه مسلحون يستقلون دراجة نارية، بأسلحة مزودة بكاتم للصوت.

وفي وقت سابق، منع قائد عمليات كربلاء الذين أرادوا تشييع الوزني في مدينته، وفقًا لمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن العشرات من المواطنين، والناشطين، شيعوا جثمان الناشط الراحل عصر يوم الأحد 9 أيار/مايو، فيما ردّدوا هتافات ضد النفوذ الإيراني في العراق و"الميليشيات"، بالإضافة إلى ترديد شعار المطالبة بـ"إسقاط النظام" في مرقد الإمام الحسين.

ودشن مغردون وسم #مقاطعون للدعوة لمقاطعة الانتخابات النيابية في العراق، واصفين إياها بـ"غير الشرعية"، ومشددين على ضرورة "غياب الميليشيات" لتهيئة مناخ سياسي ديمقراطي حقيقي، لتصدر مواقف سياسية عديدة تُعلن مقاطعة النظام السياسي بالكامل. 

وفي الأثناء، أعلن حزب الاتحاد العراقي للعمل والحقوق، عن قراره مقاطعة النظام السياسي، على خلفية اغتيال الناشط إيهاب الوزني في محافظة كربلاء، كما أعلن حزب البيت الوطني، مقاطعة العملية السياسية في العراق، فيما دعا حراك البيت العراقي، إلى مقاطعة الانتخابات المقبلة، بالوقت الذي أعلن الحزب الشيوعي العراقي، تعليق مشاركته في الانتخابات النيابية المقبلة، احتجاجًا على اغتيال الناشط الوزني.  

بالمقابل، أعلن النائب في البرلمان، فائق الشيخ علي، سحب ترشيحه من الانتخابات النيابية المقبلة، قائلًا في تدوينه على "تويتر"، إنه "بعد اغتيال الشهيد إيهاب الوزني أعلن انسحابي من الانتخابات النيابية، وأدعو القوى المدنية وثوار تشرين إلى الانسحاب أيضًا والتهيؤ لإكمال الثورة في الشهور القادمة ضد إيران وميليشياتها القذرة"، مضيفًا "لا خيار أمامنا غير الإطاحة بنظام القتلة المجرمين".   

دوليًا، أدانت الولايات المتحدة، حادثة اغتيال الناشط إيهاب الوزني، في محافظة كربلاء، وذكر بيان صدر عن السفارة الأميركية ببغداد، تلقى "ألترا عراق" نسخة منه، أنه "تُدينُ الولايات المتحدة وبأشد العبارات مقتل إيهاب الوزني، مضيفة أن "تكميم الأفواه المُستقلة من خلال انتهاج العنف هو أمرٌ غيرُ مقبولٍ بالمرة. تُعَبِرُ الولايات المتحدة عن عميق تعاطُفِها مع أُسرة الفقيد"، مبينة "بينما نواصل الوقوف إلى صَفِ أولئك الذين يسعون إلى تحقيق مستقبل سلمي ومزدهر للعراق".       

قاطعت أحزاب وقوى ناشئة وشخصيات برلمانية النظام السياسي في العراق والانتخابات المقبلة على أثر اغتيال إيهاب الوزني

كما دان السفير البريطاني ستيفن هيكي، حادثة اغتيال الوزني، قائلًا: "أدين وبشدة مقتل الناشط  إيهاب الوزني  لم يؤد الإفلات من العقاب على مقتل النشطاء منذ تشرين الأول 2019 إلا إلى المزيد من القتل"، مضيفًا "هناك حاجة ملحة لاتخاذ تدابير ملموسة لمحاسبة الجناة وحماية المواطنين العراقيين أثناء استعدادهم للانتخابات في تشرين الأول".        

  

 

اقرأ/ي أيضًا: 

"مقاطعون".. اغتيال إيهاب الوزني يلهب مطالب "إسقاط النظام" في العراق

ليلة الاغتيالات بـ"الكواتم والعبوات".. الرسائل الأخيرة للرعب