الترا عراق - فريق التحرير
شهدت بغداد ليلة حافلة بعد يوم دام انتهى بسقوط عشرات القتلى والجرحى، فضلًا عن عدد من المحافظات الأخرى، في حين لم تفلح محاولات القوات الأمنية إنهاء الاحتجاجات في العاصمة على الرغم من استخدام القوة المفرطة والرصاص الحي.
استمرت الاحتجاجات الغاضبة في بغداد على الرغم من الإجراءات الأمنية التي وصفت بـ "الأكثر دموية" ضد المحتجين
فبعد ملاحقات طالت المتظاهرين قرب ساحة التحرير، في أزقة البتاوين والسعدون والمناطق الأخرى، تأججت تظاهرات ليلية في مدينة الصدر، شرقي العاصمة، مع الأخذ بنظر الاعتبار أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لم يحشد أنصاره للمشاركة.
الأكثر "دموية"!
أظهرت صور ومقاطع فيديو عشرات المحتجين الذين أشعلوا إطارات السيارات وهم يرددون هتافات تتوعد بمواصلة التظاهرات حتى وإن تم قتلهم. يأتي ذلك بعد أن تأكد مقتل شاب من أبناء مدينة الصدر يدعى "محمد الساعدي"، فيما تشير معلومات من مصادر طبية أن أعداد الضحايا تفوق بكثير ما أعلنته الجهات المسؤولة.
اقرأ/ي أيضًا: تظاهرات "أكتوبر العراق".. جيل جديد من الاحتجاجات "ترعب" السلطة!
ووصفت الأمينة العامة لتجمع القوى المدنية والوطنية شروق العبايجي، في تصريح صحفي، تعامل القوات الأمنية مع تظاهرات الثلاثاء بـ "الأسوأ والأكثر دموية".
بالمقابل حملت البيانات الرسمية الصادرة عن الحكومة والجهات الأمنية، اتهامات إلى "جهات مجهولة" بجر المتظاهرين إلى أعمال شغب، في محاولة لتبرير إجراءاتها ضدهم.
تبرير العنف!
حيث قال رئيس الحكومة، عادل عبد المهدي في بيان، إن "حكومته ستبقى مركزةً على تحقيق تطلعات الشعب المشروعة وإلاستجابة لكل مطلب عادل للمواطنين، وقد حرصنا منذ البداية على وضع حلول حقيقية جذرية لكثير من المشاكل المتراكمة منذ عقود وبدأنا نتلمس النتائج المرجوة، وإننا مستمرون بالعمل على تحقيقها، ومازلنا على عهدنا الذي قطعناه لشعبنا في منهاجنا الوزاري بكل صدق ومسؤولية".
برر عبد المهدي استخدام قواته للعنف المفرط بـ "رفع شعارات تهدد النظام" خلال تظاهرات أكتوبر فيما أعلن فتح تحقيق بالأحداث
وصعد عبد المهدي من نبرة بيانه حينما تحدث ضد من وصفهم بـ "المعتدين غير السلميين الذين رفعوا شعارات يعاقب عليها القانون، تهدد النظام العام والسلم الأهلي"، متهما إياهم بـ "التسبب عمدًا بسقوط ضحايا من المتظاهرين الأبرياء ومن القوات الأمنية التي تعرّض أفرادها للاعتداء طعنا بالسكاكين أو حرقًا بالقنابل اليدوية".
كما وصف رئيس الحكومة إجراءات قواته بـ "المنضبطة التي تحمل قدرًا عاليًا من المسؤولية، والالتزام بقواعد حماية المتظاهرين"، معلنًا "فتح تحقيق مهني من أجل الوقوف على الأسباب التي أدت لوقوع الحوادث".
كانت صور ومقاطع مصورة قد أظهرت استخدام العنف المفرط من قبل عناصر قوات مكافحة الشغب ضد متظاهرين عزل، فضلًا عن استعمال الذخيرة الحية والقنابل الصوتية، فيما رفضت دوريات تابعة لأجهزة أمنية نقل بعض المصابين من المتظاهرين لتلقي العلاج.
بدورها، وجهت رئاسة مجلس النواب لجنتي الأمن والدفاع وحقوق الإنسان بفتح تحقيق بالأحداث التي رافقت التظاهرات يوم الثلاثاء الأول من تشرين الأول/أكتوبر، مع التأكيد على حرية التظاهر السلمي، ومطالبة القوات الأمنية بـ "حفظ النظام مع ضبط النفس وعدم استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين".
اقرأ/ي أيضًا: دعوات مجهولة للتظاهر و"الانقلاب" في العراق.. ماذا تعرف عن نداء (89)؟
موقف مشابه صدر من رئيس الجمهورية، برهم صالح، الذي قال في تغريدة له، إن "التظاهر السلمي حقٌ دستوري مكفولٌ للمواطنين. أبناؤنا في القوات الامنية مكلفون بحماية حقوق المواطنين، والحفاظ على الأمن العام. أؤكد على ضبط النفس وإحترام القانون. أبناؤنا شباب العراق يتطلعون إلى الإصلاح وفرص العمل، واجبنا تلبية هذه الاستحقاقات المشروعة".
"شيطنة الاحتجاجات"!
من جانب آخر استمرت أطراف سياسية وجهات مسلحة على علاقة بإيران، بالحديث عن "مؤامرة" حركت تظاهرات "أكتوبر" في العراق، بعد معلومات كانت تداولتها بعض تلك الأطراف عن مخطط لقلب نظام الحكم يشترك فيه "البعثيون والأمريكيون، فضلًا عن ناشطين وإعلاميين وأطراف دينية من بينهم الصرخيون".
جدد قيس الخزعلي الإشارة إلى وجود "أياد خبيثة" حركت الاحتجاجات مؤكدًا امتلاك معلومات كاملة عنها
وقال قيس الخزعلي، زعيم عصائب أهل الحق، إحدى أبرز الفصائل "الموالية لطهران"، إن "سقوط ضحايا أبرياء من أبنائنا المتظاهرين وحدوث إصابات في قواتنا الأمنية بهذا العدد، دليل على وجود أياد خبيثة تريد العبث بالاستقرار ولو على حساب أرواح الأبرياء".
كما ذكّر الخزعلي، بتحذيراته السابقة، مؤكدًا "امتلاك معلومات مؤكدة عن المندسين والأيادي الخفية التي تريد أن تدفع الأمور باتجاهات خطيرة"، فيما دعا الأجهزة الأمنية إلى "التحلي بأعلى درجات الضبط في التعامل مع المتظاهرين السلميين".
اقرأ/ي أيضًا:
مكافحة الشغب "سوط" الاستبداد المتجذر.. ماذا تعرف عن "منفى" الداخلية؟!