25-يوليو-2021

اتهمت مفوضية حقوق الإنسان حكومة الكاظمي بالصمت عن عمليات الاغتيال (تويتر)

الترا عراق - فريق التحرير

استفاقت البصرة على صرخات فاطمة البهادلي الناشطة البارزة التي ثكلت بنجلها الثاني خلال عام واحد، في مشهد تعيشه المدينة التي ترزح تحت سلطة الميليشيات والعشائر بشكل شبه يوميّ.

اتهم ناشطون محافظ البصرة أسعد العيداني بحماية الميليشيات ومنفذي عمليات الاغتيال 

وقتل "علي كريم" نجل الناشطة على يد مسلحين، السبت 24 تموز/يوليو، بعد اختفائه لساعات قبل أنّ يعثر عليه في "منطقة نفطية مؤمنة" في قضاء الزبير، كما أكّد ضابط في الشرطة لـ "الترا عراق".

اغتيال بعد حملة تحريض!

وقال الضابط مشترطًا عدم كشف هويته، إنّ "الشاب، وهو موظف في وزارة الهجرة، قتل بأربع رصاصات على الأقل أطلقت عليه من مسافة قريبة، ما أسفر عن مقتله في الحال ثم سلبت مقتنياته وتركت جثته ملقاة على قارعة الطريق".

ويؤكد ذوو الضحية، أنّ عملية الاغتيال ترتبط بوالدة الشاب، التي عدت كأفضل ناشطة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من قبل منظمة "فرونت لاين ديفندرز" في عام 2020.

اقرأ/ي أيضًا: مصير مجهول لعشرات المتظاهرين في البصرة بعد تحريض إيراني

وتعرضت الناشطة، إلى حملة تحريض من منصات ووسائل إعلام تابعة لفصائل مسلحة ضمن حملة طالت ناشطين وصناع رأي عام تعرض قتل غالبيتهم منذ تشرين/أكتوبر 2019.

ويقول أحد أقرباء البهادلي لـ "الترا عراق"، إنّ "الناشطة اختطفت سابقًا، واستدعيت إلى القنصلية الإيرانية للتحقيق، بعد تكريمها من قبل منظمات دولية عن نشاطها في مجال حقوق الإنسان، قبل أن يقتل نجلها الأول في ظروف غامضة العام الماضي".

وشهدت البصرة، صباح الأحد 25 تموز/يوليو، مراسم تشييع للشاب علي كريم شاركت فيه والدته.

#العيداني_شريك_القتلة!

وتداولت منصات التواصل الاجتماعي في البلاد، مقطعًا مصورًا، يظهر البهادلي وهي تصرخ طلبًا للعدالة، تحت وسم "يارب العدالة"، وهي العبارة التي رددتها البهادلي أمام جثمان نجلها.

وعبر ناشطون ومدونون عن غضبهم من الأوضاع التي تشهدها البصرة والتي تحولت إلى "حمام دم ترزح تحت سلطة الميليشيات والعشائر"، متهمين المحافظ أسعد العيداني بـ "الاشتراك بجرائم الاغتيال وتوفير الحماية للقتلة".

كما تناقلوا رسالة من الناشطة البهادلي قالوا إنّها طلب نقلها إلى وسائل الإعلام لحظة تلقيها خبر اغتيال نجلها الثاني فجر الأحد.

وتفيد الرسالة، بأنّ جهات قد هددت البهادلي لإجبارها على مغادرة المدينة، دون أنّ تشير إلى الجهة التي هددتها.

"الإفلات من العقاب"!

ويقول عضو مفوضية حقوق الإنسان علي البياتي في حديث لـ "الترا عراق"، إنّ "تجدد جرائم الاغتيال وخاصة ماحصل اليوم باغتيال الابن الثاني للناشطة فاطمة في في محافظة البصرة يؤشر تحول ظاهرة الإفلات من العقاب إلى أداة لتشجيع الجناة على ارتكاب جرائم أكثر وحشية".

اقرأ/ي أيضًا: غليان بعد اغتيال "رهام".. كيف تحول التحريض الإيراني العلني إلى "حمام دم"؟

ويضيف البياتي، أنّ "هذا التحول الخطير في العراق يحدث أمام صمت الحكومة وعدم اتخاذها خطوات حقيقية لحماية الناشطين، على الرغم من التهديدات وحملات التشويه والتشهير والإكراه الذي يتعرضون له في كل وقت وكل مكان".

وشدد بالقول، " بعد أن جزعنا من مطالبة الحكومة بأداء واجبها لم يبق لنا إلاّ أن نطالب المجتمع الدولي بأن يقوم بمسؤلياته الأخلاقية والإنسانية َوالقانونية بحماية الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان في العراق من بطش فرق الموت".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

استمرار اغتيال الناشطين في البصرة.. خوف السلطة من تقصيرها

"الميليشيات" تصنع "الرعب" في البصرة.. اختطاف النشطاء وتخريب البيوت وضرب النساء