18-أبريل-2019

الحشد الشعبي قام بالاعتداء على مدير نفوس قضاء البعاج وهو ضابط برتبة رائد (فيسبوك)

في صباح يوم السادس عشر من نيسان/أبريل، دخلت مجموعة من الحشد العشائري التابعة للحشد الشعبي، إلى مبنى دائرة الجنسية في بلدة البعاج غربي محافظة نينوى شمال العراق لإصدار بطاقات هوية جديدة، وبطريقة متشنجة وتهكمية طلبت من الموظفين المنتمين إلى سلك الشرطة إصدار هويات لهم، رغم أن طابور الانتظار كان طويلًا، بحسب عنصر أمني في حماية المبنى.

عناصر الحشد العشائري، كانوا يودون انتهاء معاملتهم بإصدار الهويات بالسرعة القصوى، من دون طابور انتظار ومن دون كامل المستمسكات الثبوتية ومن دون السماح للموظفين المسؤولين عن المبنى في التدقيق بقضيتهم

يقول العنصر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إن "عناصر الحشد العشائري، كانوا يودون انتهاء معاملتهم بإصدار الهويات بالسرعة القصوى، من دون طابور انتظار ومن دون كامل المستمسكات الثبوتية ومن دون السماح للموظفين المسؤولين عن المبنى في التدقيق بقضيتهم".

اقرأ/ي أيضًا: التهريب والأتاوات في الموصل..هل هو الانهيار مجددًا؟

أضاف في حديثه لـ"ألترا عراق" أن "عناصر الحشد بعدما شاهدوا موقف موظفي الجنسية الرافض لطلبهم "غير القانوني"، وانهالوا عليهم بالضرب وضربوا مدير الدائرة وهو ضابط برتبة رائد، وكسروا محتويات في مبنى الجنسية".

أحد عناصر الأمن الذين ضربهم الحشد العشائري (ألترا عراق)

تزامنت القضية بعد يومين فقط من اختطاف شابين من البعاج، من قبل جهة مجهولة حتى الآن، وفق مصدر في الشرطة المحلية بمحافظة نينوى.

قيادة عمليات نينوى: المنطقة تخضع لسيطرة الحشد وفتحنا التحقيق!

قيادة عمليات نينوى فتحت تحقيقًا بالحادثة، رغم أن المنطقة لا تخضع لسلطتها فهي من اختصاصات الحشد الشعبي، التي أصبحت تحت سيطرته الأمنية بعد تحريرها من "داعش".

قال قائد عمليات نينوى، اللواء نجم الجبوري، والذي يشغل منصب عضو خلية الأزمة في نينوى، إن "المنطقة لا تخضع لسيطرة قيادة العمليات كحال مخمور ومناطق أخرى، لكننا نتابع الموضوع وفتحنا تحقيقًا به".

أضاف الجبوري لـ"ألترا عراق"، أن "قيادة العمليات أبلغ العميد كريم الشويلي قائد الحشد الشعبي بالأمر وغادر نحو البعاج للتحقيق بالقضية، مبينًا "أننا ننتظر نتائج التحقيق لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحق عناصر الحشد العشائري".

أشار الجبوري إلى أننا "قاتلنا لتحرير نينوى وإعادة الاستقرار وجعل الناس يشعرون بالأمان، لا لنجد أن منتسبينا وليس فقط الناس عرضة للاعتداء والابتزاز، مضيفًا "سنتخذ كامل الإجراءات بحق العناصر المسيئة ومن يقودهم ليس فقط في البعاج وإنما في كامل نينوى".

أحد عناصر الأمن الذين ضربهم الحشد العشائري (ألترا عراق)

مصدر في الحكومة المحلية بالبعاج قال لـ"ألترا عراق"، إن "بقاء تصرفات ونهج الحشد الشعبي والعشائري في البعاج وباقي مدن نينوى بهذه الطريقة، وتحميل الناس منة تحرير الأراضي، لن يقدم القضاء وعموم المحافظة نحو الأمام وإنما سيعيد الأوضاع المضطربة والمتوترة".

أضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب تتعلق بوظيفته، أنه "في السابق بعد التحرير كان الناس يحملون للحشد والجيش والشرطة كل الحب والاحترام، مستدركًا "ولكن التصرفات التي يقوم بها البعض، خصوصًا الحشد الشعبي تنفر الأهالي، وتعيد للأذهان الخلافات وطريقة التعامل المتبادلة التي كانت تجري قبل سيطرة "داعش"، على الموصل ونينوى وكيف كان الجيش غير مرحب به، وتسبب ذلك بكارثة سقوط الموصل".

البعاج.. قصة طويلة لمعاناة النازحين! 

البعاج، وهو قضاء عراقي، يسكنه غالبية من العشائر السنية، فيه ناحية واحدة يسكنها أغلبية إيزيدية، تسمى بالقحطانية، فيما تحرر القضاء من سيطرة تنظيم "داعش"، في حزيران / يونيو 2017. لكن أغلبية السكان الذين يقدر عددهم بـ100 ألف نسمة لم يعودوا جميعهم إلى القضاء.

يقول محمد معروف، الناشط المدني من البعاج، إن "أمنية الحشد الشعبي، أبلغت النازحين بأن أي شخص له أقارب في "داعش"، حتى من الدرجة الثانية أو الثالثة لن يعود إلى القضاء، لافتًا إلى أنه "فعليًا تم محاسبة بعض المختارين الذين منحوا تصاريح لبعض العائلات بالعودة لأنهم ليسوا أقارب لـ"داعش"، من الدرجة الأولى من قبل الحشد الشعبي مما عرقل عودة النازحين".

أمنية الحشد الشعبي أبلغت النازحين بأن أي شخص له أقارب في "داعش" حتى من الدرجة الثانية أو الثالثة لن يعود إلى القضاء!

أضاف معروف لـ"ألترا عراق"، أن "وضع سكان البعاج في المخميات سيء، كما أن المدينة تحتاج إلى أبناءها، ولا يمكن أن يمنع الناس فقط لأن أقاربهم من الدرجة الثانية أو الثالثة كانوا في "داعش"، مشيرًا إلى أنه "كان هناك الكثير في التنظيم من عشائر مختلفة، مما يعني أن مصير أقاربهم بات معروفًا".

في السياق، يقول عضو مجلس محافظة نينوى، خلف الحديدي الذي ينحدر من البعاج لـ"ألترا عراق"، إن "المنازل المدمرة تحتاج لأموال لغرض إعادة إعمارها حيث أن الحرب وطرد "داعش" تسببت بخراب كبير، ولا يوجد تعويضات تصرفها الحكومة لهم لإعادتهم إلى هناك وممارسة حياتهم الطبيعية، رغم أن الحكومة تمنح الأموال للمخيمات".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

من "داعش" إلى الميليشيات.. بيجي رهينة الدمار والفساد

قصّة "الجنس" مقابل الغذاء.. شهادة حية من مخيمات النزوح في نينوى