24-ديسمبر-2019

لا يزال تحالف البناء مصرًا على تقديم مرشح منه بغض النظر عن المواصفات التي طرحت من المحتجين (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

تشهد الكواليس السياسية حِراكًا دؤوبًا لحسم ملف رئاسة الوزراء، دخل خلاله الكثير من مؤيدي المحاصصة سباقًا محمومًا، فيما يواصل قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ضغوطه على كل من يعرقل خلطة العطار التي يعمل عليها، بحسب مصادر سياسية داخل الكتل الحاضرة في الحوارات، بينما تدخل ساحات الاحتجاج على خط التفاعل مع المرشحين ورفض من لا تنطبق عليه الشروط التي وضعوها سابقًا.

المال بدل السياسية

تختلف منطلقات القوى السياسية في آليات التفاوض على رئيس الوزراء المقبل، فالجميع يبحث عن رئيس يحافظ على مكتسباتهم، فيما تتعامل القوى السنية والكردية على أن الأزمة تخص البيت الشيعي، وهي توافق بأي شخص شرط الحفاظ على استحقاقاتها، بحسب مصدر سياسي مطلع.



القوى الموالية لإيران تمتلك حشدًا برلمانيًا متينًا داخل مجلس النواب يبدّد مخاوف تشريع قوانين تعارض مصالحها، بالإضافة إلى التفاهمات المبرمة مع قوى سنية وكردية

يرى المصدر السياسي أن "القوى الموالية لإيران تمتلك حشدًا برلمانيًا متينًا داخل مجلس النواب يبدّد مخاوف تشريع قوانين تعارض مصالحها، بالإضافة إلى التفاهمات المبرمة مع قوى سنية وكردية، ما يجعلها تبحث عن مرشح يحافظ على القوة التنفيذية داخل الحكومة، والتي تضمن لها استمرار دخول وخروج أموالها بحرية، فضلًا عن مساحة حرية تتعلّق بالأمن والاستخبارات وامتلاكها السلاح".

اقرأ/ي أيضًا: غضب المتظاهرين "يعصف" بالمالكي والحلبوسي.. والسهيل "يودع" المنافسات!

علّل المصدر خلال حديثه لـ"ألترا عراق"، رؤيته بـ"العقوبات المالية التي فرضتها الخزانة الأمريكية على الأمين العالم لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي وشقيقه ليث، بالإضافة إلى مدير الأمن في هيئة الحشد الشعبي أبو زينب اللامي وزعيم المشروع العربي خميس الخنجر"، مؤكدًا أن "إيران ولبنان لم تعد تستوعب أموالهم، حيث يملكون عشرات الاستثمارات في دول الخليج وأوروبا بغير أسمائهم".

السيناريوهات

وبالرغم من تجاوز المهلة الدستورية لتكليف رئيس الجمهورية برهم صالح مرشح الكتلة الأكبر بتشكيل الحكومة، تتمسّك كتلة البناء بترشيح وزير التعليم العالي عن دولة القانون قصي السهيل، على الرغم من رفض صالح ودخوله في مشادة كلامية مع زعيم التحالف، هادي العامري.

طلب العامري من صالح تكليف السهيل، وقال له "كلّف قصي والباقي علينا"، فيما رفض رئيس الجمهورية ذلك، متحججًا برفض زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والمرجعية الدينية، بالإضافة لساحات الاحتجاج، وهذا ما يؤدي إلى نتائج غير محمودة، بحسب مصدر مطلع على تفاصيل الاجتماع.

وفي الأثناء، أوضح المتحدث باسم تحالف البناء أحمد الأسدي، بأن "تحالفه يمتلك الوثائق التي تثبت رسميًا أنهم الكتلة الأكبر، مؤكدًا "تمسك التحالف بمرشحه قصي السهيل لمنصب رئيس الوزراء مع وجود مرشحين آخرين، لافتًا إلى "عزم التحالف خوض حوارات مع القوى السياسية مباحثات لتشكيل الحكومة"، جاء ذلك بعد انتهاء اجتماع التحالف في منزل هادي العامري.

يؤكد المصدر أن "سليماني لا يزال متمسكًا بالسهيل، وطلب لقاء السيستاني لكن الأخير رفض"، متوقعًا أن "يلجأ إلى تقديم مرشح من الخط الثالث من القوى الموالية له، مثل وزير الشباب والرياضة السابق عبدالحسين عبطان أو محافظ البصرة أسعد العيداني، والأخير هو الأكثر حظوظًا".

مصدر: لا يزال قاسم سليماني متمسكًا بقصي السهيل وطلب لقاء المرجع علي السيستاني لكنه رفض 

يعزو المصدر خلال حديثه لـ"ألترا عراق"، "حظوظ العيداني، إلى علاقته القوية مع حزب الله اللبناني وتوفيره تسهيلات كبيرة لعمليات غسيل الأموال والاستثمارات لشركاته، ما يضمن الحفاظ على مكتسبات اقتصادية كبيرة، وهذا ما يفسر مرافقة مسؤول الملف العراقي في حزب الله اللبناني محمد كوثراني لقاسم سليماني خلال حراكه داخل العراق هذه الفترة".

اقرأ/ي أيضًا: رسالة من الصدر إلى قصي السهيل عشية ترشحيه لرئاسة الحكومة: احفظ كرامتك

 ومن ضمن السيناريوهات المطروحة، بحسب مراقبين، هو تقديم شخصية تحظى بمقبولية ساحات الاحتجاج إلى رئيس الجمهورية لتكليفه، ثم تلجأ القوى السياسية إلى عدم منح الثقة إلى كابيته التي يقدمها لمجلس النواب، في محاولة لكسب المهلة الدستورية الممنوحة للرئيس المكلف لتشكيله فريقه الوزاري.

وفي السياق، يؤكد المصدر وجود خيار تكرار سيناريو سوريا في العراق على لائحة سيناريوهات القوى المسلحة "الشيعية" أو ما يسمى بـ"تحالف السلاح"، خاصة مع وقوف السيستاني والصدر والمتظاهرين في جبهة واحدة بالإضافة إلى تيار الحكمة وتحالف النصر.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

بعد "اختفاء" رسالة الصدر.. سليماني "يتحدى" السيستاني والشارع يغلي

القضاء يضع حدًا لحراك طهران و"يعمق" أزمة رئاسة الحكومة.. من هي الكتلة الأكبر؟