17-أكتوبر-2021

يبقى التيار الصدري لوحده شاذًا عن قاعدة النزول في الانتخابات (Getty)

لديَّ سؤال أودّ طرحه على جميع الكتل والأحزاب السياسيَّة، باستثناء الكيان الوارد في العنوان، هو: لماذا استمر الخط البياني الخاص بعدد مقاعد التيار الصدري، وبعد كل انتخابات، بالصعود دونًا عن خطوطكم؟ فدولة القانون التي حصلت في انتخابات 2014 على (92) مقعدًا، نزلت في 2018 إلى 26 مقعدًا، وحتى إذا اضفناها إلى مقاعد ائتلاف النصر، لنستخرج مقاعد حزب الدعوة، فسيكون المجموع 68 مقعدًا، وها هو حزب الدعوة يعجز عن الوصول إلى عتبة الـ(50) مقعدًا في هذه الانتخابات!

يبقى التيار الصدري لوحده شاذًا عن قاعدة النزول فقد حصل في انتخابات 2014 على 32 مقعدًا، ثم زادها إلى 52 في انتخابات 2018، أما في هذه الانتخابات فمقاعده تناهز 73 مقعدًا

أما المجلس الإسلامي الأعلى، الذي حصد في انتخابات 2014 (29) مقعدًا، فقد نزل في انتخابات 2018 إلى 19 مقعدًا حصدها تيار الحكمة. ثم ها هو الخط البياني لتيار الحكمة يهبط بشكل غريب!

اقرأ/ي أيضًا: وفاء لتشرين.. كلمات لا بدّ منها

أما الفتح، وهو الكيان الذي انبثق في انتخابات 2018، مُمَثِّلاً للحشد الشعبي، وحصد حينها 48 مقعدًا، فقد نزل في هذه الانتخابات إلى حدود الـ14 مقعدًا فقط. نفس الحكم ينطبق على الكيانات التي يمثلها أياد علاوي وصالح المطلك والنجيفي، إلى بقيَّة الكيانات. ودون عنكم جميعًا، يبقى التيار الصدري لوحده شاذًا عن قاعدة النزول هذه، فقد حصل في انتخابات 2014 على 32 مقعدًا، ثم زادها إلى 52 في انتخابات 2018، بعد طرح مقعدي الحزب الشيوعي. أما في هذه الانتخابات فمقاعده تناهز 73 مقعدًا.

والسؤال الموجه لكم سادتي الأفاضل؛ لماذا يصعد الخط البياني للتيار فيما خطوطكم البيانية تستمر بالنزول؟!

إذا كانت الزيادة بسبب تزوير الانتخابات، فإنكم وفي حال لم تكونوا مشاركين بالتزوير، فمسؤولون عن وقوعه، كونكم جميعًا مُمَثَّلين بالمفوضية. ربما تقولون إن الزيادة متأتية من شدَّة تنظيم الصدريين وطاعتهم العالية لقائدهم. وسأقول لكم بأن هاتين الميزتين، وفي حال افتقار بعضكم لها كحزب الدعوة الذي يفترض بأن توليه للحكومة لثلاث دورات متتالية ساعدته على تنظيم صفوفه، فهما موجودتان لدى الحزب الشيوعي العراقي صاحب التاريخ الطويل في التنظيم والانضباط، فضلاً عن الحزب الإسلامي العراقي، فلماذا لم يتمكن أيٌّ منهما من استثمار التنظيم كما فعل التيار؟

وحتى عندما تقولون بأن الأمر مرتبط بالطريقة التي يدير بها الصدريون ماكنتهم الانتخابية، سأعيد عليكم السؤال؛ إذًا، لماذا لم تستطيعوا أن تنافسوه في إدارة انتخاباتكم؟ هل تنقصكم الأموال أم الخبرات؟ خاصَّة وأن الطريقة المقصودة لم تعد غريبة بعد أن كررها في انتخابات 2010، 2014، 2018، 2021.

ستقولون بأن هذه الماكنة تحتاج إلى جماهير منضبطة وسأعود لتذكيركم بجماهير الحزبين الشيوعي والإسلامي. وحتى عندما تقولون بأن جماهير التيار أكثر عددًا وأشد طاعة، سأقول؛ إذًا، لماذا لم نشهد نتائج تتوافق مع عدد جماهير الشيوعي ومستوى طاعتهم؟ وهم الذين لم يستطيعوا تجاوز المقعدين الاثنين، أبدًا! أما الحزب الإسلامي العراقي فأمره أكثر غرابة.

قد تقولون إن الأصوات التي يحصدها التيار أقل دائمًا من عدد المقاعد التي يستحقّها. فهو دائمًا يأخذ من أصوات منافسيه ويحوّلها إلى مقاعد يُجْلِس عليها مرشحيه. حدث هذا أول الأمر مع الجعفري والحكيم، ثم تكرر مع الحزب الشيوعي، ثم حدث الآن مع الفتح. وسأقول لكم: حسنٌ، فلماذا تعجزون في كل مرة عن حماية أصوات ناخبيكم؟

من وجهة نظري السبب بسيط، وهو أن التيار، بالإضافة إلى صحَّة بعض ما ورد أعلاه، يُراكِم الخبرات ويُحسن استثمارها، لذلك هو يَتَكيَّف مع ظروف كل انتخابات على حدة. أما أنتم فلا تفعلون. ستقولون هذا غير صحيح فالتيار لا يستطيع المراكمة، لأنه عشوائي ويستبعد دائمًا كفاءاته. وسأقول لكم هذا ما يبدو عليه الأمر عندما تنظرون إلى السطح. لكن هل جربتكم النظر إلى ما تحت السطح قليلًا؟

 

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

نتائج الانتخابات.. الأزمة تبلغ أشدّها وبغداد تعيش "أجواء حرب"

قائمة أعلى الأصوات.. أسماء النواب العشرة الأوائل في العراق