09-يوليو-2022
خليجي 25

بين استعدادات ودعم ومخاوف ينتظر العراق تنظيم البطولة (فيسبوك)

مثلما أُعلن على أنه قرار نهائي ولارجعة فيه، من المفترض أن تقام بطولة خليجي 25 في العراق بعد طول غياب، وبالإمكان اعتباره أول محفل رياضي كبير تُسلط الأضواء عليه، ستنظمه البلاد، بعد العام 2003.

يناقش المعنيون في الملف الرياضي العراقي الإجراءات الخاصة باستخراج التأشيرات للدول المشاركة في خليجي 25 وجماهيرها

البصرة التي شيدت فيها المدينة الرياضية في الأساس لغرض بطولة الخليج، سُحب تنظيم البطولة منها لأكثر من مرة، تارة بسبب الوضع الأمني وتارة لعدم اكتمال المنشآت الرياضية في المحافظة؛ لكن هذه المرة فأن الاتحاد الخليجي وبالإجماع أقر "بطولة خليجي 25 في البصرة". 

إقرار البطولة من قبل الاتحاد الخليجي، لا يعني انتظار موعد أول مباراة وبدء التنافس على اللقب، بل أنها تتطلب جهدًا كبيرًا مقدمًا من الجميع سواء من وزارة الشباب والرياضة، والحكومة الاتحادية والحكومة المحلية في البصرة، إضافة إلى اتحاد الكرة الذي ستقع عليه مسؤولية كبيرة.

وتستمر اللقاءات والاجتماعات بين أصحاب الصلة لإكمال ما تحتاجه البصرة حتى تكون مهيئة بشكل كامل لاستقبال هذا الحدث خاصة مع معرفة أن البنى التحتية لم تكتمل بصورة تامة، حيث هناك نقوصات في ملعب الميناء، بينما تستمر الشركة المسؤولة عنه في العمل حتى يكون افتتاحه قبل بطولة الخليج بمدة.

استعدادات.. والعين على الملعب

وعمّا تمحورت حوله الاجتماعات التي أجريت سابقًا، يقول معاون مدير عام دائرة التربية البدنية في وزارة الشباب والرياضة د. موفق عبد الوهاب، إن "الاجتماعات مستمرة حول ملف بطولة الخليجي وقبل أيام التقى وزير الشباب والرياضة عدنان درجال، عددًا من مديري دوائر الوزارة حيث تم استعراض كافة الاستعدادات المتعلقة بالبطولة، والترتيبات الخاصة بالملعبين الرئيسيين لاستضافة منافسات البطولة، فضلًا عن ملاعب التدريب، وكل ما يتعلق بالتجهيزات الخاصة بالمباريات، واستقبال الجماهير، وفنادق الإقامة، والإعاشة، وإجراءات الوصول، بدايةً من المطار ثم الفنادق والملاعب وحتى المغادرة، والنقل التلفزيوني.

تأخرت الأعمال الإنشائية في ملعب الميناء بمحافظة البصرة بسبب جائحة كورونا

كما جرت "مناقشة الإجراءات الخاصة باستخراج التأشيرات للدول المشاركة وجماهيرها، وكيفية تحقيق النجاح لها على مختلف الأصعدة الفنية والإدارية واللوجستية"، بحسب عبد الوهاب، الذي تطرق في حديثه لـ"ألترا عراق" عن تأكيد درجال "دعم رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي الكامل لهذا الملف وتقديم كافة السبل الكفيلة بنجاحه".

ويؤكد معاون المدير في وزارة الشباب أن "الاجتماعات ستكون في انعقاد مستمر، وهناك مناقشات دائمة مع جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية الساندة قبل بدء البطولة" مع "عزم الجميع لتحقيق نجاح وتفوق العراق فى استضافة البطولة الأهم خليجيًا".

وعن اللجان المشكّلة، يلفت إلى وجود "لجان مشكلة خاصة ببطولة الخليجي، لكنه يستدرك بالإشارة إلى "لجنة عليا وهي من أغلب وزارات الحكومة ومحافظ البصرة ومحافظ البنك المركزي، ثم تتفرع منها لجان أخرى في الوزارة واتحاد كرة القدم، واتحاد الكرة الذي هو المسؤول عن التنسيق مع الاتحاد الخليجي".

ووتدور الشكوك حول ملعب الميناء الذي مازال العمل به مستمرًا، وكذلك جاهزية بعض الملاعب حيث أعطت اللجنة الخليجية بعض الملاحظات، في وقت تعمل به الجهات المختصة في وزارة الشباب والرياضة، إضافة إلى صيانة في الملاعب وتأهيل ملحقات الملعب.

وكان الوفد الخليجي قد أشّر ملاحظتين خلال زيارته التفقدية "تخص الحاجز الأمني المحيط بالملاعب وأماكن تأشيرات دخول الجمهور الخليجي الزائر".

وبحسب رئيس قسم الدراسات في وزارة الشباب والرياضة والمسؤول عن ملف ملعب الميناء د.عبد الخالق خضر فأن "ملعب الميناء تأخر العمل به بسبب جائحة كورونا، حيث كان من المؤمل أن يتم إنجاز الحديد الخاص به في الصين؛ ولكن بسبب كورونا تعذرت هذه الشركة، ما جعل شركة أخرى تنفذ هذه الأعمال في ورشها داخل العراق".

دعم خليجي للعراق

وحظيت بطولة خليجي 25 بدعم المنتخبات الخليجية المشاركة، حيث قدمت التهاني فور الإعلان عن تنظيم البصرة لهذه النسخة، وقد ذكر رئيس الاتحاد البحريني علي آل خليفة خلال مهاتفته رئيس اتحاد الكرة عدنان درجال أن "بلاده مستعدة لتقديم كافة أنواع الدعم اللوجستي بغية إنجاح هذه البطولة".

يؤكد صحفيون كويتيون سعادتهم الكبيرة بتنظيم العراق للبطولة ويتحدثون عن حضور كبير لجماهيرهم

وكانت دولة قطر قدمت اعتذارها رسميًا عن استضافة بطولة (خليجي 25) العام الماضي، "دعمًا لإتاحة الفرصة الكاملة للاتحاد العراقي لكرة القدم الاستضافة البطولة لما تمثله من أهمية حيوية للشعب العراقي الشقيق وللجماهير الكروية العراقي".

وقدم عدنان درجال شكره إلى رؤساءِ الاتحاداتِ الخليجيّة المُنضوية تحت خَيمةِ اتحاد كأس الخَليج العربي، لموقفهم وإصرارهم على إقامةِ النُسخة 25 من بطولةِ كأس الخليج لكرةِ القدم في مدينةِ البصرة مَطلع العام المُقبل 2023. 

وعلى الرغم من أن الكويت كانت البديل في حال سحب تنظيم من البطولة من العراق إلا أن وسطها الرياضي أبدى سعادته باختيار أرض الرافدين لإقامة هذا الحدث الكروي المهم للخليج، وهو ما يؤكده رئيس تحرير صحيفة الرياضي الكويتية ماجد المهندي.

ويقول المهندي في حديث لـ"ألترا عراق": "بلا شك فأن الكويتين هم الأكثر سعادة والدليل هو قدوم المنتخب الكويتي للعب مباراة ودية أمام العراق في أرض البصرة في العام الماضي، وكنت ضمن الوفد الإعلامي وشاهدنا كل شيء والبنى التحتية الجيدة والملعب الرئيس لذلك فأن البصرة قادرة على الاستضافة ووتوفير كل ما تحتاجه البطولة الخليجية".

منتخب العراق والكويت

وعن توقعاته للبطولة، يرجح المهندي أن "تكون بطولة البصرة بالنسبة لي من أنجح البطولات لعدة أسباب من أهمها ثقافة الشعب العراقي وحبه للكرنفالات الرياضية وأيضًا انتظار الجمهور لهذه الاستضافة".

ويلفت المهندي إلى مفصل مفاده أن "البطولة ستقام بعد المونديال وقبل بطولة كأس آسيا، فالجميع سيكون متأهبًا ويعد هذه البطولة هي المحك الحقيقي له"، كما توقع أن تكون "جماهير الكويت هي الأكثر حضورًا في البطولة خاصة مع قرب الكويت من أرض البصرة وسهولة القدوم لها وبالتالي هذا يعطي حافزًا أكبر لنا في المسابقة".

يبدي لاعبون دوليون سابقون مخاوفهم من سحب البطولة مرة أخرى من العراق

وتُعد إقامة بطولة خليجي 25 في أرض العراق فرصة لواقع كرة القدم في العراق،واختبارًا حقيقيًا لإظهار قدرات البلاد على التنظيم، وكذلك التتويج بالبطولة بعد غياب طويل.

لاعبون دوليون سابقون كانت لهم آراءً إيجابية بخصوص استضافة هذا الحدث، وتأكيدات على أهميته، إذ يقول لاعب المنتخبات الوطنية السابق ماهر حبيب إن "المباركة مهمة للكرة العراقية والبصرية أيضًا على تنظيم بطولة مهمة مثل الخليج وهي المحك الحقيقي لإظهار قدراتنا في التنظيم و الأمر ليس بالصعب على إمكانية دولة مثل العراق ومدينة متعطشة مثل البصرة وأيضًا هناك فرصة ذهبية للاستعداد الأمثل من اللحظة التي حصلنا فيها على حق التنظيم فعلينا بعمل كبير".

ومع إقامة البطولة على أرض العراق، فأن التفكير بالحصول على اللقب بعد غياب طويل هو حق مشروع، كما يشير حبيب في حديث لـ"ألترا عراق" ويؤكد أن "هذه المرة هي الأولى التي يكون معنا فيها عاملي الأرض والجمهور وأعتقد أن جمهورنا رقم صعب جدًا وسيكون عاملًا مساعدًا في خطف اللقب وما ينقصنا هو التحضير المبكر للبطولة".

ولم يخفِ حبيب مخاوفه لا سيما وأن البطولة سُحب تنظيمها من العراق في أوقات سابقة كثيرة، إذ أعرب عن أمنياته بأن "تكون الاتحادات الخليجية هذه المرة صادقة في ملف تنظيم العراق للبطولة".