نشرت وكالة تاسك اند بيربس الأمريكية وثيقة حكومية صادرة من وزارة الدفاع العراقية بتاريخ حزيران/يونيو 2011 أثناء حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، تثمن فيها جهود المحاربين من الجيش الأمريكي لمشاركتهم في الخدمة العسكرية أثناء احتلال الأراضي العراقية، مع وعود الحكومة العراقية بمنح ميدالية الشرف تقديرًا لخدماتهم، لكنها لم تمنحها إلى الآن، بحسب الوكالة، فيما أطلق مجموعة من الأطباء البيطريين حملة لتعويض الجنود الذين خدموا في العراق أثناء احتلاله بميداليات وسام شرف.
"ألترا عراق" ترجم التقرير من الوكالة الأمريكية الخاصة بشؤون المحاربين العسكريين، وينقله لكم دون تصرّف في السطور أدناه:
قام مجموعة من الأطباء البيطريين من الجيش الأمريكي بجمع الأموال لدفع ثمن ميدالية منحتها الحكومة العراقية، لكن لم يتم تسليمها لهم. حيث أعلن وزير الدفاع العراقي في حزيران/يونيو 2011 أن القوات الأمريكية التي قاتلت في البلاد ستحصل على وسام الشرف تقديرًا لخدماتها.
وبعد ثماني سنوات، لم يتلق ملايين المحاربين القدامى المؤهلين أيًا من تلك الميداليات، ويعود السبب ببساطة إلى أن الحكومة العراقية فشلت حتى الآن في توفير الميداليات لوزارة الدفاع للموافقة عليها وتوزيعها.
وفي 11 آب/أغسطس، أطلق إد ماهوني، وهو محارب قديم في حرب العراق خدم في الفلوجة وقاعدة عين الأسد، بين عامي 2008 و2009، حملة تدعى "كيك ستارتر"، تهدف إلى جمع الأموال لتقديم طلب صغير من الجوائز، على أمل أن يفكر البنتاغون الموافقة على الجائزة إذا كان أعضاء الخدمة والأطباء البيطريون على استعداد لدفع ثمنها.
أعلن وزير الدفاع العراقي في حزيران/يونيو 2011 أن القوات الأمريكية التي قاتلت في البلاد ستحصل على وسام الشرف تقديرًا لخدماتها
وعلى الرغم من أن الميدالية لا يزال غير موافق عليها لارتدائها من قبل البنتاغون، فالمتطلبات هي: "يجب أن يكون الشخص قد خدم لمدة 30 يومًا متتالية، أو لمدة 60 يومًا متتالية داخل حدود العراق الإقليمية، أو داخل مجالها الجوي خلال الفترة من 19 آذار/مارس 2003 إلى 31 أيلول/ديسمبر 2011.
بالنسبة إلى ماهوني، هذا أقل ظلم تعرّض له ويجب تعويضه. يقول "لقد منحت حكومة العراق قدامى المحاربين العسكريين ميدالية، مستدركًا "لكن لم يتم متابعتها عند التسليم، فلماذا لا ترى ما إذا كان بإمكانه جمع الأموال لدفع قيمتها؟".
ولكي تكون الحملة ناجحة، تحتاج الحملة إلى جمع 62.500 دولارًا قبل أن تنتهي صلاحيتها في 11 تشرين الأول/أكتوبر، من أجل دفع 2500 ميدالية - تم إنشاؤها من قبل البائعين المعتمدين من قبل وزارة الدفاع ومعهد هيرالدري، وفقًا لما قاله ماهوني.
ووفقًا لبيان وزارة الدفاع، يوجد حوالي 1.2 مليون من قدامى المحاربين في حرب العراق متأهلين للحصول على الجائزة.
يؤكد ماهوني "إما أن نزيد الاهتمام وفي هذه الحالة سنحل أمرين: سوف يساهم في إثارة الوعي العام حتى لو لم ينجح الشيء، وإذا نجح فأن ذلك عظيم، لذا فإن الأموال التي نحاول جمعها ستدفع لمن يساندها، وستدفع للأجهزة التي ستُستخدم.. وستسمح بإنتاج 10000 ميدالية في الأسبوع".
وستكون الخطوة التالية هي العودة إلى وزارة الدفاع والقول: أنظروا نحن نعرف أنكم تريدون أن يزود العراق بالميداليات، ولكن هذا لم يحدث.
إد ماهوني: لقد منحت حكومة العراق قدامى المحاربين العسكريين ميدالية، لكن لم يتم متابعتها عند التسليم، فلماذا لا ترى ما إذا كان بإمكانه جمع الأموال لدفع قيمتها؟
ومع ذلك، حتى لو قامت الحملة بجمع الأموال اللازمة لتلك الدفعة الأولية، فستكون عملية بيع صعبة للبنتاغون، ويعود السبب في ذلك إلى حد كبير إلى أن هذه ليست الطريقة التي تتعامل بها وزارة الدفاع مع الجوائز.
وقالت جيسيكا ماكسويل، المتحدثة باسم البنتاغون، "تقليديًا، عندما تصرح حكومة أجنبية بالميدالية، تقدم تلك الحكومة الميدالية للأعضاء المؤهلين لأن الميدالية هي ذات زخرفة أجنبية، وليست زخرفة وزارة الدفاع، وإلى هذا الوقت لم تتلق وزارة الدفاع أي ميداليات التزام من حكومة العراق، للموافقة عليها أو توزيعها".
وأضافت "ستضع الإدارة خططًا وإجراءات للموافقة على الميداليات وتوزيعها على 1.2 مليون عضو مؤهل عند استلام الميداليات من حكومة العراق".
أما بالنسبة لحملة كيك ستارتر، أضاف ماكسويل أن "جهود السيد ماهوني التمويلية مستقلة تمامًا عن وزارة الدفاع، وتجدر الإشارة إلى أن "الشريط المعلق للميدالية التي يروج لها السيد ماهوني يختلف تمامًا عن ذلك الشريط الذي وافقت عليه حكومة العراق".
ولا يعد ماهوني المخضرم الوحيد الذي أبدى اهتمامه برؤية الميدالية تمنح لأولئك الذين خدموا في العراق.
من جهته قرر جوردون كالديكوت، أحد المسؤولين في مجموعة Iraq Commitment Medal، إنشاء مجموعة "فيسبوك" في عام 2014، واستمر في الضغط من أجل الحصول على الجائزة منذ ذلك الحين.
وقال كالديكوت "يبدو أن المشكلة الرئيسية في هذا المنعطف هي مشكلة الترخيص، وزارة الدفاع الأمريكية لن تأذن بذلك حتى يقوم العراقيون بتزويدها، والعراقيون لا يستطيعون ذلك، لذلك نحن الآن في مأزق".
المتحدثة باسم البنتاغون: ستضع الإدارة خططًا وإجراءات للموافقة على الميداليات وتوزيعها على 1.2 مليون عضو مؤهل عند استلام الميداليات من حكومة العراق
وتابع "من المثير للاهتمام أن أعتقد إن على القوات الأمريكية شراء ميدالياتها على أي حال، لذلك من الجيد معالجة المشكلة".