01-مايو-2021

الأرقام تناقض التفاؤل (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

لا يوجد ما قد يحكم على نجاح أو فشل "صولة المنافذ" التي أطلقها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في تموز/يوليو من العام الماضي 2020، بقدر الأرقام المتحققة من إيرادات هذه المنافذ ومقارنتها مع الأعوام الماضية، ولعل إيرادات عام 2021، ستكون المصداق الحقيقي لهذا الأمر، كون الصولة نفذت خلال النصف الثاني فقط من العام الماضي فضلًا عن كون عام 2020 كان "عام الإغلاق" وتقييد التبادل التجاري بفعل جائحة كورونا.

من المفترض أن يحقق العام الحالي على الأقل ما يعادل ضعف المتحقق خلال عام 2020، أي لا بد من تحقيق المنافذ ما يقارب الـ2.5 تريليون دينار

ومع ذلك، فإن الإيرادات المتحققة خلال عام 2020 بالرغم من الإغلاق وتوقف التبادل التجاري لنحو 6 أشهر، إلا أن هيئة المنافذ الحدودية أكدت "تحقيق إيرادًا خلال عام 2020 يصل لقرابة تريليون و194 مليون دينار عراقي، وهو أكثر بـ72 مليارًا عن إيرادات عام 2019 بالرغم من الظروف القاهرة وجائحة كورونا"، بحسب رئيس هيئة المنافذ عمر الوائلي.

اقرأ/ي أيضًا: معالجات "غير مجدية".. حكايات الفساد في المنافذ الحدودية

هذه البيانات تشعل الحماس والترقب للاطلاع على إيرادات المنافذ والإيرادات غير النفطية بشكل عام خلال عام 2021، بكونه لم يشهد إغلاقًا وإيقافًا للتبادل التجاري حتى الآن بفعل جائحة كورونا، وإذا كان العام الماضي 2020 قد حقق إيرادات تفوق 2019 بواسط 6 أشهر فقط من تنفيذ "صولة المنافذ" وما شهده العام من إغلاق وإيقاف للتبادل التجاري، فإن العام الحالي من المفترض أن يحقّق على الأقل ما يعادل ضعف المتحقق خلال عام 2020، أي لا بد من تحقيق المنافذ ما يقارب الـ2.5 تريليون دينار.

الأرقام تخالف التفاؤل

وبينما اعتبر الوائلي أن "إجراءات الكاظمي تمكّنت من حماية المنافذ، وأن البيانات والأرقام التي تصدرها الهيئة خير دليل على نجاح المنافذ الحدودية"، بيّن حينها أن "إيرادات 2021 من خلال البيانات الموجودة جيدة، وهي أكثر من الأشهر نفسها في 2019"، إلا أن إحصائيات أولية أعلنتها مؤسسة عراق المستقبل للدراسات الاقتصادية واطلع عليها "ألترا عراق"، تناقض التفاؤل المتواجد في تصريحات رئيس هيئة المنافذ.

وبحسب بيانات المؤسسة، فإن "الايرادات غير النفطية للعراق لغاية شباط/فبراير 2021 تراجعت بنسبة 6% مقارنة مع نفس الفترة من عام 2019 ".

وبيّنت دراسات المؤسسة أن "إيرادات الجمارك تراجعت بنسبة 49% مقارنة مع 2019 لتحقق فقط 105 مليار دينار بينما حققت خلال نفس الفترة في عام 2019 ما قيمته 206 مليار دينار".

هذا التراجع الهائل الذي يصل لنحو النصف، يطرح تساؤلات عن سبب هذا التراجع في إيرادات الجمارك بالرغم من عدم شهود العراق إغلاقًا للمنافذ واستمرار "صولة الكاظمي" وتفاؤل رئيس هيئة المنافذ، الأمر الذي قد يسبب إحباطًا استباقيًا للترقب الذي يحيط بإيرادات المنافذ خلال العام الحالي، والذي سيكون مصداقًا لنجاح أو فشل "صولة المنافذ".

ما علاقة سعر الدولار؟

تفسير واحد قد يشرح سبب هذا التراجع الهائل، يتعلّق بـ"سعر صرف الدولار"، حيث أن انخفاض عمليات الاستيراد خلال الأشهر الأولى من العام الحالي كان واضحًا على قيمة مبيعات مزاد البنك المركزي للعملة الصعبة، حيث توقفت عمليات الاستيراد وأحجم التجار عن شراء الدولار، واستيراد البضائع بفعل حالة عدم الاستقرار وعدم وضوح المشهد بالنسبة لمصير سعر الدولار، وما إذا كان سيتمّ تغييره قبل أن يتمّ التصويت على الموازنة، واستقرار سعر الصرف رسميًا، الأمر الذي أدى لعودة ارتفاع مبيعات البنك المركزي من العملة الصعبة إلى قرابة الـ200 مليون دولار يوميًا، بعد أن كان المزاد يسجل مبيعات تترواح تحت الـ20 مليون دولار يوميًا خلال الفترات التي سبقت التصويت على الموازنة.

وبينما يبين المهتم بالشأن الاقتصادي وعضو المؤسسة منار العبيدي، أن "مقارنة الإيرادات بين 2021 مع 2019 جاء لعدم تأثرها بالمتغيرات التي حدثت في عام 2020 وتحديدًا كورونا".

ويتفق العبيدي في حديث لـ"ألترا عراق" مع السيناريو المتعلّق بسعر الدولار بالوقوف وراء تراجع إيرادات الجمارك، وذلك بـ"فعل تراجع وانخفاض عمليات الاستيراد خلال أول شهرين من العام الجاري"، إلا أنه طرح سببًا آخر يقف وراء تراجع إيرادات الجمارك.

وأشار العبيدي إلى أن "عمليات الاستيراد تأثرت بعاملين؛ الأول هو التراجع الفعلي لعمليات الاستيراد بفعل سعر الدولار، والآخرهو تراجع دخول الاستيرادات عن طريق المنافذ الأصولية، حيث أن التشديد على المنافذ الحدودية على المواد المستوردة، دفع إلى لجوء التجار نحو استخدام منافذ إقليم كردستان الرسمية وغيرالرسمية، الأمر الذي أدى إلى تراجع استحصال الحكومة المركزية للجمارك".

تراجعت عمليات الاستيراد في العراق بسبب سعر الدولار

ويلفت العبيدي إلى أن "تراجع أرقام الإيرادات الجمركية للمنافذ لهذه الأسباب (العرضية) ستخلخل الصورة وتصعب عملية المقارنة مع الأعوام السابقة لدراسة مدى نجاح صولة المنافذ التي أطلقها الكاظمي للسيطرة على الإيرادات هناك".

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

مدير منفذ حدودي في إقليم كردستان: ليس لدينا أي ارتباط مباشر مع بغداد

سائرون يكشف عن منافذ حدودية غير رسمية وأخرى تتدخل بها "الجهات المسلحة"