21-مايو-2019

مجموعة شيعية متشددة هي من يقف وراء عمليات الاغتيال في العراق (قاسم الأعرجي/ وزير الداخلية السابق)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

"لا يتورعوا عن قتلك إن عرفوك"، تحذير وجهه متحدث هذا الحوار لمحاوره من موقع "ألترا عراق"، عند بدء مقابلة صحفية تتحدث عن أكثر الجرائم في العراق "غموضًا"، وتحاشيًا للذكر لدى المدونين والنشطاء والصحفيين، ذلك أن الحديث علانية عن هوية مرتكبيها سيكلف "موت محقق أو نفي أو وضع تحت المراقبة الشديدة".

لم تسمِ أي جهة أمنية أو سياسية هوية منفذي عمليات الاغتيال والاختطاف أو الجهات التي ينتمون إليها، ما خلا إشارات ضمنية أو رمزية لـ"فصائل مسلحة"، آخرها على لسان وزير الداخلية السابق

العامان 2018 و2019 سجلا "الرقم الأكبر" في عدد الاغتيالات التي طالت نشطاء وأدباء وفنانين، كان أبرزهم الروائي علاء مشذوب، والمودل تارة فارس و خبيرتا التجميل رفيف الياسري ورشا الحسن، والممثل المسرحي كرار نوشي، والناشطة سعاد العلي والعشرات غيرهم، آخرهم كان الملحن فارس حسن الذي قتل بطعنات سكين في17 آيار/مايو 2019، في حين تعرض آخرون إلى عمليات "خطف" و"وتغييب" وبقي مصيرهم مجهول حتى اللحظة بينهم النشطاء جلال الشحماني و فرج البدري و واعي المنصوري.

اقرأ/ي أيضًا: نشطاء الاحتجاجات المغيبون قسرًا.. لا خبر جاء ولا وحي نزل!

لم تسمِ أي جهة أمنية أو سياسية هوية منفذي عمليات الاغتيال والاختطاف أو الجهات التي ينتمون إليها، ما خلا إشارات ضمنية أو رمزية لفصائل في الحشد الشعبي، كان آخرها على لسان وزير الداخلية السابق قاسم الأعرجي الذي اتهم في لقاء تلفزيوني "مجموعة شيعية متشددة" بالوقوف وراء عمليات الاغتيال، لكنه لم يوضح "من هذه المجموعة".

يرى قيادي في الحشد الشعبي، انشق عن أحد فصائله منتصف العام 2018، في حوار مع "ألترا عراق" أن "كل فصيل في الحشد الشعبي يملك مجموعة خاصة لتنفيذ الاغتيالات" وأنشط هذه المجموعات لدى كتائب حزب الله والعصائب والنجباء وسرايا الخرساني"، مبينًا أن "العصائب هي أكثر الفصائل ضلوعًا بعمليات قتل "المخالفين". 

يعزو القيادي أسباب انشقاقه عن الحشد إلى "اختلافات منهجية" تسببت بتعرضه إلى "الظلم"، وفقًا لتعبيره، فيما يشير إلى أنه من أوائل الذين قاتلوا في سوريا "دفاعًا عن حرم السيدة زينب" في العام 2013، وعاد إلى العراق بعد سقوط مدينة الموصل في حزيران/يونيو 2014، ليشارك في معارك؛ بيجي "صلاح الدين" وآمرلي "كركوك" وجرف الصخر "بابل"، ومطبيجة "ديالى".

يقول القيادي الذي طلب تسميته بـ"أبو محمد" في حواره مع "ألترا عراق"، إنه "يؤمن بمشروع الحشد كقوة عقائدية تدافع عن المذهب، مستدركًا "لكني اختلف تمامًا مع قتل الأبرياء حتى وإن أساءوا ومهما حملوا من أفكار معادية للمذهب، أنا مع نصحهم وحوارهم، لكن أن يصل إلى حد قتلهم فهذا غير مقبول إطلاقًا، ويتعارض مع قيم الإسلام المنادية بالحرية والإنسانية"، بحسب تعبيره.

قيادي في الحشد الشعبي: استخبارات كتائب حزب الله من أقوى استخبارات الفصائل، لقد تدربوا في إيران ولبنان، وهي من تنسق عمليات الاغتيال بسرية تامة، وكذا الحال مع العصائب والنجباء

وحول الأسباب التي تدفع إلى قتل نشطاء ومدونين وأدباء، يرى "أبو محمد" أن "الأسباب عقائدية بحتة، فكتائب حزب الله والعصائب يرون أن من يشتم روح الله الخميني أو السيد علي الخامنئي وجب قتله، وقد فعلوا ذلك مرارًا، لافتًا إلى أنهم "قتلوا الروائي علاء مشذوب لأنه يشتم في صفحته ومجالسه الخاصة الإمام الخامنئي"، مضيفًا "لدى  هذه الفصائل رصد لمواقع التواصل الاجتماعي، ولطالما نبهوا وحذروا من يمس مقدساتهم عبر "فيسبوك" وهددوهم بالقتل إذا لم يكفوا".

اقرأ/ي أيضًا: علاء مشذوب.. الكاتب الذي وقّع روايته بعد اغتياله

تابع أبو محمد أن "استخبارات كتائب حزب الله من أقوى استخبارات الفصائل، لقد تدربوا في إيران ولبنان، وهي من تنسق عمليات الاغتيال بسرية تامة، وكذا الحال مع العصائب والنجباء".

لفت "أبو محمد" إلى أن "بعض عمليات الاغتيال ينفذها أشخاص يدعون أو يستغلون انتماءهم للحشد، ودون علم قيادة الفصائل، لأسباب تتعلق بالانتقام أو الخلافات الشخصية والابتزاز أو الحصول على المال أو القتل المأجور، وهذه العمليات لا علاقة لها بالعقيدة على الإطلاق لأن الأخيرة دائمًا بعلمهم وتخطيطهم وتنفيذهم".

ويختم القيادي حديثه بالقول إن "الأجهزة الأمنية عادة ما تتوصل إلى "القتلة"، مستدركًا  "لكن سرعان ما تصلهم التهديدات بالقتل والتصفية إذا ما تجرؤوا على إعلان هوية الأشخاص أو انتمائهم".

فيما كان رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي اتهم بمؤتمر صحفي في 17آيار/مايو 2018، فصائل في الحشد الشعبي بتنفيذ عمليات قتل اختطاف في بغداد، وقال  "كشفنا الكثير من خلايا الخطف، وبعض ممن نقبض عليه له علاقة بالفصيل الفلاني، والفصيل يتبرأ منه، مبينًا "نحتاج للكثير من البحث في هذا الإطار لأن هؤلاء مجرمون يقومون بعمليات خطف إجرامية".

قيادي في الحشد الشعبي: الأجهزة الأمنية عادة ما تتوصل إلى "القتلة"، لكن سرعان ما تصلهم التهديدات بالقتل والتصفية إذا ما تجرؤوا على إعلان هوية الأشخاص أو انتمائهم!

يشار الى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وجه اتهامًا "صريحًا" لفصائل في الحشد الشعبي بالوقوف وراء عمليات الاختطاف والقتل، وطالب في بيان لمكتبه بحماية النشطاء والمدنيين من إرهاب "المليشيات الوقحة"، في إشارة إلى فصائل مسلحة في الحشد الشعبي أو تدعي الانتماء إليه.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

رجال دين وعارضات وفنانون.. ضحايا "القاتل المجهول" في العراق

استمرار اغتيال الناشطين في البصرة.. خوف السلطة من تقصيرها