20-يونيو-2019

استهداف المنشآت الأمريكية في العراق هو جزء من الصراع الأمريكي الإيراني (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير 

تعرّضت أربع منشآت وقواعد أمريكية في العراق إلى قصف بقذائف صاروخية خلال الأسبوع الحالي، وفي حين لم تتبن أي جهة مسؤوليتها عن القصف، وجهت قيادة العمليات المشتركة 19 حزيران/ يونيو 2019 جميع الأجهزة الأمنية باتخاذ "الإجراءات الرادعة" بحق مطلقي الصواريخ والقذائف في بغداد والمحافظات الأخرى.

يتفق ثلاثة خبراء أمنيون على أن عمليات القصف تحمل رسائل "ضمنية" للإدارة الامريكية وتعد بـ"مثابة" ورقة ضغط "إيرانية"

يوم الجمعة الماضي 14 حزيران/يونيو، أطلق مجهلون عدة قذائف هاون على قاعدة بلد الجوية بحافظة صلاح الدين، 64 كم شمال بغداد، تستضيف القاعدة مدربين أمريكيين، لم تتسبّب القذائف بأي ضرر، ولم يُبلغ عن إصابة أي من الأفراد العراقيين أو الأمريكيين العاملين في القاعدة.

اقرأ/ي أيضًا: مأزق عبد المهدي و"الميليشيات".. قرارات على الورق ورد بالصواريخ!

كما أطلقت ثلاثة صواريخ كاتيوشا يوم الاثنين 17حزيران/ يونيو، على معسكر التاجي شمالي بغداد. يستضيف المعسكر أيضًا أفرادًا أمريكيين. ولم ترد تقارير عن وقوع أضرار أو إصابات في الهجمات الصاروخية. وفي اليوم التالي أُطلق صاروخ كاتيوشا آخر "محلي الصنع"، على قاعدة أمريكية عراقية مشتركة في مجمع القصر الرئاسي في الموصل. لم يتم الإبلاغ عن أضرار أو إصابات.

في صبيحة الأربعاء 19 حزيران/ يونيو وقع صاروخ كاتيوشا على مقربة من موقع شركة الطاقة العملاقة الأمريكية إكسون موبيل، أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص محليين، إصابة أحدهم كانت خطيرة. وعلى إثر ذلك قالت الشركة أنها ستجلي 20 من موظفيها بعد استهداف مقرها هناك بالصواريخ.

وتأتي هذه الهجمات بالتزامن مع تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، إذ تتهم الأخيرة فصائل في الحشد الشعبي بالوقوف وراء عمليات الاستهداف للمنشآت والمصالح الأمريكية في العراق.

ويتفق ثلاثة خبراء أمنيون عراقيون على أن عمليات القصف تحمل رسائل "ضمنية" للإدارة الامريكية وتعد بـ"مثابة" ورقة ضغط، كما يرون أن تلك العمليات تقف وراؤها "جماعات مسلحة" تدين بالولاء لطهران.

يقول مدير مركز الدراسات الاستراتيجية واثق الهاشمي إن "القصف المتكرر للمصالح الأمريكية يحمل عدة رسائل، فالجهة التي نفذته تريد أن تقول إننا قادرون على تدمير المصالح الأمريكية ولدينا القوة الكافية لذلك".

خبير: الجهات التي قصفت تريد تحقيق غاياتها وولائها على حساب مصلحة العراق. ما يقومون به سيلحق ضررًا بليغًا على البلاد، خاصة وأنها تتحدى الحكومة والأجهزة الأمنية

ويشير الهاشمي في حديثه لـ"ألترا عراق"، إلى أن "هذه الجهات تريد تحقيق غاياتها وولائها على حساب مصلحة العراق. ما يقومون به سيلحق ضررًا بليغًا على العراق، خاصة وأنها تتحدى الحكومة والأجهزة الأمنية".

وحول هوية الجهات المنفذة للهجمات يرجح الهاشمي أن ""جماعاتٍ موالية لإيران تقف وراء ذلك"، مشيرًا إلى أن "هذه الجماعات لديها القدرة والإمكانية اللازمة لذلك، وهي تريد أن يصبح العراق جزءًا من حلبة الصراع وتحويله إلى ساحة معركة للأطراف المتناحرة".

اقرأ/ي أيضًا: العراق مجددًا في قلب الأزمة.. ماذا قال بومبيو لعبد المهدي عن "ميليشيات إيران"؟

 وكان القيادي ومسؤول محور الشمالي في الحشد علي الحسيني استبعد في تصريح سابق لـ"ألترا عراق" إمكانية أن تقوم ما وصفها بـ"فصائل المقاومة الإسلامية"، بأي "عملية استهداف للمصالح الأمريكية في بغداد خلال الوقت الحالي"، وقال إن "فصائل الحشد تتبع أوامر القائد العام للقوات المسلحة، كان بإمكاننا استهدف القواعد وتدميرها ولدينا القدرة الكافية لذلك، لكننا نلتزم بأوامر الدولة العراقية".

ويربط الخبير الأمني سرمد البياتي، بين الهجمات التي استهدفت المواقع الأمريكية في العراق وبين الهجمات التي استهدفت الناقلات النفطية في الخليج، ويشير في حديثه لـ"ألترا عراق"، إلى أن "الجهة التي تقف وراء ذلك تريد تمرير رسائلها وكل ذلك ضمن الصراع الأمريكي الإيراني في المنطقة".

أضاف البياتي، "هناك من يريد تأجيل الحرب بين أمريكا وإيران"، متسائلًا "هل عجزت القوات الأمنية العراقية عن معرفة أماكن الصواريخ والجهة المنفذة؟، كيف يعقل لجهة أن تنفذ هجمات متتالية في الشمال والجنوب والوسط بهذه السهولة؟".

يحذّر الخبير من "خطورة تكرار الاستهدافات"، ويرجح أن تتصاعد وتيرة القصف، مالم تتنبه الحكومة والأجهزة الأمنية إلى خطورة ذلك، لافتًا إلى أن "هذه الجماعات لديها أيديولوجيات وأجندات يريدون تنفيذها لمصالح الدول والمحاور ويريدون إدخال العراق ضمن تلك المحاور".

خبير: هل عجزت القوات الأمنية العراقية عن معرفة أماكن الصواريخ والجهة المنفذة؟، كيف يعقل لجهة أن تنفذ هجمات متتالية في الشمال والجنوب والوسط بهذه السهولة؟

وحول الإمكانية العسكرية للجهة المنفذة للقصف، يلفت البياتي إلى أن "الصواريخ والمقذوفات التي أطلقت على المصالح الامريكية بدائية، فصواريخ كراد الروسية قديمة وقد استخدمت في الحرب العالمية الثانية"، وختم قائلًا "لا يهم ذلك المهم أوصلوا رسالتهم فحسب".

فيما يتفق الخبير في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي مع ما ذهب إليه الخبير حول هوية الجهة المنفذة، ويرى أنهم "مجموعة خاصة لديها فرط حماسة، وهم من الموالين لمحور المقاومة عقيدة ومنهاجًا، ويعتقدون أنهم بهذه الأفعال الفردية منهم، وغير المنسقة مع قيادات الفصائل الشيعية العراقية سوف يستطيعون أن يقدموا شيئًا لإيران في ميزان تصعيد الخصومة مع أمريكا".

يؤكد الهاشمي "هذا فعل الأحمق إذا أراد نفعك أضر بك، وهم أعطوا دليلًا آخر وورقة ضغط لأمريكا بالضد من إيران، وكسروا قرارات عادل عبد المهدي المتعاطف معهم، وأيضًا أوقعوا قيادت هيئة الحشد الشعبي والقيادة المشتركة العراقية بحرج شديد، وقدموا تبريرا لأمريكا باستهداف معسكرات وقيادات معادية تعتبر أهدافًا لها في العمق العراقي، وأفشلوا خطاب الحكومة حول الاستقرار النسبي ودعوة الشركات الكبيرة للاستثمار في العراق".

وكانت السفارة الامريكية في بغداد قد تعرضت إلى هجوم في 20 أيار/ مايو 2019، هدد على اثره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طهران، محذرًا إياها من استهداف التواجد الأمريكي وقال في تغريدة له "إذا أرادت إيران القتال فسيمثل ذلك نهايتها رسميًا. لا تهددوا الولايات المتحدة مرة أخرى!".

خبير: الجهات التي قصفت القواعد الأمريكية كسرت قرارات عادل عبد المهدي المتعاطف معها بالأصل

وتوعدت قيادة العمليات المشتركة للقوات، منفذو الهجمات بـ"إجراءات رادعة" بحسب بيان تلقاه "ألترا عراق"، وقالت إنها "كلفت جميع الأجهزة الاستخبارية بجمع المعلومات وتشخيص الجهات التي تقف خلف إطلاق الصواريخ والقذائف على عدد من المواقع العسكرية والمدنية في بغداد والمحافظات".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

العراق ساحة صراع مجددًا.. هل سنشهد مواجهة أمريكية -إيرانية؟

صراع أمريكا وإيران.. هل يمكن مسك العصا من المنتصف؟