26-أبريل-2021

حل مؤقت لن يجهز قبل الشتاء والدائمي بعد 3 سنوات (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

لم يمض وقت طويل على المؤشرات المتفائلة التي أطلقتها وزارة الكهرباء بشأن تحقيق صيف معتدل نسبيًا بفعل رفع إنتاج الطاقة الكهربائية إلى 22 ألف ميغا واط، قبل أن يلمس العراقيون مبكرًا ساعات تجهيز سيئة للطاقة حتى دفعت إلى خروج احتجاجات ببعض المناطق من بينها ناحية الوحدة في العاصمة بغداد التي شهدت مقتل متظاهر وإصابة آخرين خلال احتجاجات عنيفة.

ترجح وزارة الكهرباء بأن تصل الحاجة إلى الغاز الإيراني في الصيف المقبل نحو 70 مليون لتر مكعب

سوء التجهيز الذي بدأ مبكرًا يطرح تساؤلات عن شكل تجهيز الكهرباء خلال اشتداد الحر في الأشهر الصيفية التي تعد وقت الذروة بالطلب على الطاقة الكهربائية، في الوقت الذي كانت وزارة الكهرباء قد رجحت في آذار/مارس الماضي أن يصل إنتاج الطاقة إلى 22 ألف ميغا واط، في الوقت الذي بلغ إنتاج العراق العام الماضي 19 ألف ميغا واط.

اقرأ/ي أيضًا: في حال أطلقت إيران الغاز.. الكهرباء ترجح ارتفاع إنتاج الطاقة خلال الصيف المقبل

وبينما بررت وزارة الكهرباء على لسان المتحدث باسمها أحمد موسى، أن سوء التجهيز خلال هذه الأيام يعود إلى تعرض بعض خطوط النقل لأعمال إرهابية وأعطال فنية تتم معالجتها سريعًا، تبقى هناك مشاكل جوهرية تبدو حلولها بعيدة نسبيًا، ومع وجودها تظهر صعوبة الوصول إلى الإنتاج الذي تطمح له وزارة الكهرباء خلال فصل الصيف.

ومن بين هذه المشاكل الجوهرية هي التجاوزات على المحولات الكهربائية التي تؤكد الوزارة أنها واحدة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تعطل المحولات وتراجع التجهيز الكهربائي دون أن تبيّن خططها لحل هذه المشكلة، فيما تظهر مشكلة أخرى تهدد بنقصان 6 آلاف ميغا واط من الطاقة، والمتمثلة بنقص إمدادات الغاز من الجانب الإيراني.

وبينما ترجح وزارة الكهرباء بأن تصل الحاجة إلى الغاز الإيراني في الصيف المقبل نحو 70 مليون لتر مكعب، لم يعيد الجانب الإيراني إطلاقات الغاز نحو العراق سوى 22 مليون لتر مكعب، بعد أن خفضته في وقت سابق من 50 إلى 5 مليون متر مكعب فقط.

وتعمل وزارة النفط بطاقة كبيرة لتجهيز محطات الكهرباء بالغاز والوقود السائل إلا أنها غير كافية لتغطية النقص الذي تسبب به غياب الغاز الإيراني، في الوقت الذي يؤكد وزير النفط إحسان عبد الجبار أن العراق لن يستغني عن الغاز الإيراني حتى عام 2024، حيث تراهن وزارة النفط على مشاريع عراقية لاستثمار الغاز من بينها معمل غاز الحلفاية، ومشروع الناصرية لتجميع وتكرير الغاز، ومشروع حقل المنصورية، حيث ستقوم هذه المشاريع بـ"نقلة نوعية وتؤتي ثمارها في عام 2024"، بحسب تصريحات وزير النفط للصحيفة الرسمية.

ويشير عبد الجبار إلى "وجود مشكلة الغاز الايراني في عائدية عدم الاستقرار"، وبينما أكد البحث عن بدائل، ووجود مصدرين آخرين قد يكونا بديلًا عن الجانب الإيراني لتوفير الغاز، إلا أن هذين المصدرين لن يكونا جاهزين قبل شهر تشرين الأول/أكتوبر القادم، ما يشير بوضوح إلى أن فصل الصيف سيصطدم بشكل كبير بمعضلة نقص الإمدادات الغازية من الجانب الإيراني.

ويتضح بشكل كبير، أن وزارة الكهرباء تستند في ترجيحاتها المتفائلة برفع انتاجيتها من الطاقة الكهربائية خلال فصل الصيف إلى إدخال محطات توليد جديدة، في البصرة والسماوة وبغداد، حيث قال المتحدث باسم الوزارة أحمد موسى في تصريح للصحيفة الرسمية، إن "الوزارة ستُدخل عددًا من الوحدات التوليدية الجديدة تصل طاقاتها إلى 4 آلاف ميغاواط مطلع شهر حزيران/يونيو المقبل".  

إلا أن الوزارة لم تبين كيفية معالجة مسألة نقص الوقود الذي لا يكفي حتى للمحطات الحالية، ومن أين سيتم توفير الوقود للمحطات الجديدة.

وأجرى "ألترا عراق" محاولات اتصال عديدة بوزارة الكهرباء للحصول على تفسير حول "تضارب" تفاؤل الوزارة برفع الإنتاج خلال الصيف المقبل مع المؤشرات والمعطيات التي توحي بوجود مشاكل كبيرة في إنتاج وتجهيز الطاقة، فضلًا عن كيفية توفير الوقود للمحطات المؤمل إدخالها للخدمة خلال الأشهر المقبلة، إلا أن المتحدث باسم الوزارة أحمد موسى رفض التعليق والإجابة على اتصالات ورسائل "ألترا عراق".

مستقبل التجهيز الكهربائي المعتدل خلال فصل الصيف سيكون متوقفًا على نتائج زيارة وزير الكهرباء إلى إيران خلال الفترة المقبلة

ومن المؤمل أن يجري وزير الكهرباء العراقي ماجد حنتوش زيارة إلى إيران الأسبوع المقبل، وتطغي على هذه الزيارة الرغبة العراقية باستعادة إمدادات الغاز بحجم أكبر، للتمكن من تشغيل المحطات الكهربائية، التي في حال الذهاب نحو استخدام النفط العراقي لتشغيلها بدلًا من الغاز، فأنها تستهلك نحو مليون برميل يوميًا من إنتاج العراق البالغ نحو 4 مليون برميل، وهو محسوب ضمن حصة أوبك، مما يكلف العراق فقدان 30 مليون برميل من حصته التصديرية الشهرية الأمر الذي سيفقد العراق واردات مالية تقدر بنحو ملياري دولار شهريًا، ما يجعل مستقبل التجهيز الكهربائي المعتدل خلال فصل الصيف، متوقف على نتائج زيارة حنتوش إلى ايران.

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

نائب يتحدث عن عملية سرقة أكثر من مليار دولار في وزارة الكهرباء

وزارة الكهرباء تحدد موعد الربط مع الأردن: سترفد العراق بـ150 ميغاوات