09-يناير-2021

لا بد للحكومة أن تحسم موقفها من آلية معالجة هذه الفصائل (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

منذ إعلان مجموعة من الفصائل المسلحة، في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2020، اتفاقها على تعليق هجماتها الصاروخية على القوات الأمريكية، تضاعف ظهور فصائل مسلحة جديدة سرية، ولا تنشر سوى البيانات التي تحمل اسم الفصيل، فيما لم يتوقف استهداف السفارة الأمريكية بالرغم من إعلان الهدنة المشروطة. 

اعتبر مراقبون أن الفصائل الجديدة التي تهدد وتضرب السفارة الأمريكية وتتولى ترويع المؤسسات الإعلامية وشخصيات سياسية معروفة هي فصائل "ظل" للفصائل الرئيسية

وكان المتحدث باسم كتائب حزب الله، محمد محيي، قد أعلن في تصريح صحفي، اتفاق المجموعة التي تضم جميع فصائل ما وصفه بـ"المقاومة المناهضة للولايات المتحدة"، فيما بينها على وقف الهجمات التي تستهدف السفارات والمعسكرات والقوات الأمريكية، مشيرًا إلى أنها "ستستخدم كل الأسلحة المتاحة لها" إذا بقيت القوات الأمريكية لأجل غير مسمى، معتبرًا أن "هذه التهدئة جاءت لإتاحة الوقت أمام الحكومة العراقية لطرح جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية".

"ظل".. رئيسية

ولم يقتصر دور الفصائل الجديدة والتي أعتبرها مراقبون إنها "ظل" للفصائل الرئيسية، على استهداف السفارة الأمريكية، إذ خاضت أكثر من مواجهة، حيث استهدفت القنوات التلفزيونية، وهددت صحفيين وإعلاميين بالإضافة إلى شخصيات حكومية، آخرها التهديد باستهداف مستشار رئيس الوزراء هشام داوود، على خلفية تصريحات لشبكة (البي بي سي) أثارت غضب الجبهات الشعبية والسياسية المقربة والحاضنة للفصائل المسلحة، التي اعتبرت هذه التصريحات تحمل إساءة لقايد فيلق القدس قاسم سليماني، الأمر الذي دفع داوود لإصدار توضيحين خلال أقل من 24 ساعة، فضلًا عن اتخاذ الكاظمي قرارات تتعلق بالقضية.

اقرأ/ي أيضًا: شتائم وتهديدات تطال الكاظمي ومستشاره بسبب "سليماني".. نواب يشاركون في التصعيد

وبلغ تأثير الفصائل ذروته، عندما أطلقت صواريخ باتجاه المنطقة الخضراء في 20 كانون الأول/ديسمبر، من منطقة معسكر الرشيد، وقد سقطت داخل المجمع السكني في عمارات القادسية وقرب نقطة تفتيش، بحسب قيادة عمليات بغداد.

وأضافت القيادة أنّ "الهجوم أسفر عن إصابة جندي عراقي وحدوث أضرار مادية في هذه البنايات بعد أنّ دخلت هذه الصواريخ إلى بعض الشقق السكنية التي يقطنها المواطنون، فضلاً عن حدوث الأضرار في 14 عجلة مدنية ومولدة كهربائية وكرفان".

وبعد القصف بأيام، أعلن وزير الداخلية عثمان الغانمي اعتقال أحد مطلقي الصواريخ على المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، إلا أن الأمر لم يمر بهدوء، إذ بدت العاصمة بغداد وكأنها ساحة حرب، حيث انتشر مسلحون من حركة "عصائب أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي في شوارعها، بعد معرفة المتهم بأنه أحد قياداتها.

وبعد مرور الليل بسلام وتهدئة الوضع، أرسل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وفدًا إلى إيران، في محاولة على ما يبدو لخفض التوتر بينه وبين عدد من الفصائل، فضلًا عن تحييد العراق عن أي صراع محتمل بين إيران والولايات المتحدة كما قال سياسييون ومراقبون، في حين اعتبرت طهران المباحثات الثنائية تأتي في سياق التنسيق المتواصل بين الجانبين.

حل داخلي.. خارجي

إزاء ذلك، يطرح السؤال عن آلية معالجة هذه الفصائل، خاصة بعد تعاظم دورها، والذي أخذ مسار المواجهة المباشرة مع الحكومة، وأظهر عجزها بشكل واضح عن معالجات الأزمات التي تتسبب بها.

ويعتقد رئيس المجموعة المستقلة للبحوث منقذ داغر، بوجود خطين متوازيين لحل أزمة هذه الفصائل، الأول داخلي ويبدأ بـ"تعزيز قدرة الدولة ومكانتها، من خلال تطوير القوات المسلحة ودعمها بالأسلحة والإمكانيات المتطورة، بالإضافة إلى حزمة اتفاقات سياسية بين جميع الأطراف على حول العبء الذي باتت تشكله هذه الفصائل داخليًا وخارجيًا، ووضع آلية لضبطها سواء استيعابها داخل القوات المسلحة أو حلها، مبينًا أن "التسويات السياسية هي من تنتج الآلية".

أما بشأن الخط الثاني، والذي أسماه داغر الخط الخارجي، حيث قال لـ"ألترا عراق"، إنه "يبدأ من التنسيق مع إيران بوصفها صاحبة السيطرة على تلك الفصائل، ويتم من خلال الضغط الأمريكي، فالرئيس المقبل جو بايدن ليس مثل الرئيس الأسبق باراك أوباما، نظرًا للظروف المرحلية، فإيران برهنت على أنها قادرة على إيذاء المصالح الأمريكية وحلفاءها بالمنطقة، مشيرًا إلى "ضرورة أن يتضمن الاتفاق النووي معالجة لهذا الموضوع، خاصة وأن الوضع الداخلي الإيراني مؤثر لنتيجة صراع إيران الثورة والدولة، وإلا، فأن هذه الفصائل ستبقى وتتمدد".

لا فصل بينهما!

يرى الخبير الاستراتيجي أحمد الشريفي أن "الحكومة والتحالف الدولي يشخصان حقيقة هذه الفصائل ويعتبراها امتداد إلى الفصائل الحقيقة، حتى بات ينسب لكل فصيل "ظل" إلى الفصيل الرئيسي الذي يتبعه، ما يجعل إمكانية فصلها غير ممكنة، خاصة وإن تلك الفصائل تملك تأثيرًا عليها".

وحول موقف الحكومة، قال الشريفي خلال حديث لـ"ألترا عراق"، إن "لا بد للحكومة أن تحسم موقفها من آلية معالجة هذه الفصائل سواء بالمواجهة أو الاحتواء".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

زعيم كتائب حزب الله يظهر لأول مرة في العراق.. والكاظمي يرد بجولة

دخان ودم واعتقالات.. ماذا حدث في ليلة مطاردة الفصائل المسلحة؟