04-يناير-2021

تشهد العاصمة هدوءًا حذرًا وسط أجواء من الترقب والقلق (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

استفاقت العاصمة بغداد على يوم هادئ بعد أنّ مرت الذكرى الأولى لعملية اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، وسط تحركات غير اعتيادية هدفها المعلن التحضير لاستعراض عسكري "غير مسبوق".

تشهد العاصمة هدوءًا حذرًا وسط ترقب وقلق وتحركات عسكرية غير اعتيادية

واكتفت حشود الفصائل المسلحة، الأحد 3 كانون الثاني/يناير، بإحياء ذكرى عملية المطار عبر تظاهرات ومسيرات تضمنت رفع صور المهندس وسليماني وأخرى للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، متوعدين بـ "الثأر"، دون محاولة اقتحام السفارة الأمريكية أو المنطقة الخضراء المحصنة أمنيًا، كما لم تسجل العاصمة خروقًا أو هجمات صاروخية، في ظل أجواء من الترقب والقلق.

 

لكن فعاليات الذكرى الأولى شهدت ظهورًا لزعيم كتائب حزب الله أحمد محسن فرج "أبو حسين الحميداوي"، والذي ألقى كلمة أكّد فيها أنّ "الوقت ما يزال يتسع لاقتحام السفارة الأمريكية وإسقاط الحكومة"، في إشارة إلى الالتزام بالتوجيهات الإيرانية الواضحة التي منعت التصعيد ضد الأمريكيين في المرحلة الراهنة، والتي شددت بعد مباحثات جرت بشكل مباشر بين بغداد وطهران بمعزل عن قادة الفصائل، كما ألمح في وقت سابق قيس الخزعلي زعيم حركة عصائب أهل الحق.

وركز الحميداوي، زعيم الحركة المتشددة الموالية لخامنئي، على رفض إلقاء السلاح بـ "وصفه سلاحًا منضبطًا ومنظمًا بشكل يفوق أقوى جيوش العالم"، على حد تعبيره، مشددًا بالقول "لن نسمح لأحد -كائنًا من كان- أنّ يعبث بهذا السلاح المقدس الذي حفظ الأرض والعرض وصان الدماء".

الظهور المفاجئ، والأول من نوعه، اعتبر إعلان "مرحلة جديدة" تتضمن سياسات مختلفة من الفصائل المسلحة في العراق، كما يقول المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة عصائب أهل الحق محمود الربيعي.

 

ويبدو أنّ المرحلة الجديدة التي يشير إليها الربيعي لن تشهد صدامًا مباشرًا بين المصالح الأمريكية والإيرانية على الأراضي العراقية، حيث تحولت مشاهد استعراض العضلات إلى مياه الخليج.

على المستوى الحكومي، تؤكد أطراف على اطلاع واسع، أنّ رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي "جاد هذه المرة في الرد عسكريًا على أي تحد أمني قد تفكر في ممارسته الفصائل المسلحة في البلاد"، وهو ما دفع زعيم حركة العصائب قيس الخزعلي إلى تهدئة أنصاره بعد اعتقال ما وصف بـ "قائد قوات الصواريخ".

ومع توجه الأنظار صوب شارع مطار بغداد وساحة التحرير، كانت القطعات العسكرية والطائرات المقاتلة تتحرك بشكل غير اعتيادي بين مدن البلاد وداخل العاصمة، والتي شهدت قطع شوارع وطرق رئيسة لتأمين حركة الأرتال.

توعد زعيم الكتائب بـ "الثأر" لكن ليس الآن فيما يؤكد رئيس الحكومة استعداده لـ "المواجهة"

ويقول ضابط في وزارة الدفاع لـ "الترا عراق"، إنّ "القوات المسلحة العراقية تستعد لاستعراض عسكري غير مسبوق بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الجيش العراق، يوم الأربعاء 6 كانون الثاني/يناير 2021"، مبينًا أنّ الاستعراض سيشمل جميع صنوف القوات المسلحة و"هو رسالة واضحة تؤكد قوة الدولة واستعدادها للدفاع عن البلاد بوجه أي طرف يحاول العبث بالأمن أو فرض سياسات معينة بالقوة".

كما شهدت العاصمة بغداد، مساء الإثنين 4 كانون الثاني/يناير، جولة لرئيس الحكومة برفقة قائد جهاز مكافحة الإرهاب وبعض الشخصيات شملت ساحة التحرير حيث احتشدت جماهير الفصائل المسلحة الأحد.

 

وتتبادل واشنطن وطهران الاتهامات حول نوايا لتصعيد عسكري عبر تحركات في العراق، حيث حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إدارة المرشد وأكّد أنه سيحملها المسؤولية في حال وقوع إصابات بين قواته، فيما يقول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنّ "إسرائيل تخطط لاستهداف القوات الأمريكية في العراق" لإسقاط ترامب في فخ حرب ضد إيران.

 

اقرأ/ي أيضًا:

دخان ودم واعتقالات.. ماذا حدث في ليلة مطاردة الفصائل المسلحة؟

الحشد ينفي مقاضاة قيادي في الكتائب هدد بـ "قطع أُذُنِي" الكاظمي