على وقع الترحيل القسري إلى مخيمات محافظة نينوى وصلاح الدين، بدأت عمليات تصفية حسابات ضد عائلات مقاتلين في تنظيم "داعش"، لتثير السؤال الخطير مجددًا: كيف ستتعامل الحكومة مع ملف تلك العوائل في ظل اعتبارهم "قنابل موقوتة" قد تنفجر على شكل "إرهاب جديد" وهل تستمر باحتجازهم، وكيف ستتصرف تجاه محاولات الانتقام المستمرة من قبل أسر ضحايا التنظيم ضدها؟
عادت أزمة عائلات "داعش" إلى الواجهة بعد أن بدأت السلطات نقل العشرات منها إلى صلاح الدين وسط غضب ورفض كبيرين من أبناء المحافظة
شهدت الأيام الماضية، نقل 127 عائلة لها صلات بالتنظيم المتطرف إلى مخيم خاص في الشرقاط، شمال تكريت مركز محافظة صلاح الدين، من قبل السلطات، قادمة من مخيم حمام العليل، جنوبي نينوى، قبل أن تلحق بهم 140 عائلة إلى مخيم آخر.
اقرأ/ي أيضًا: ملف عودة عناصر داعش وعائلاتهم يخلط أوراق أوروبا
يقول مسؤول في إحدى تلك المخيمات، إن من بين جميع تلك العائلات هناك 13 فقط ليس لها علاقة بـ "داعش"، مبينًا في حديث لـ "الترا عراق"، أن "مسؤولية تلك العائلات لا يمكن تحملها، خصوصًا أن الشارع في الشرقاط يغلي ويرفض وجودها هنا، كما هو الحال في الحويجة ضمن كركوك ومناطق أخرى نقل إليها النازحون، في حين لا تحتمل نينوى بقاءهم أيضًا".
وأضاف المسؤول، أن "إدارة الشرقاط المحلية فاتحت وزارة الهجرة الاتحادية لغرض نقل النازحين من عائلات داعش إلى مخيم الشهامة في تكريت، وهو المركز الحالي لاستقبال عائلات داعش، حيث تتواجد نحو 4 آلاف عائلة هناك، وهو محصن بشكل جيد"، مؤكدًا أن "النازحين الجدد سينقلون إلى ذلك المعسكر خلال الـ 72 ساعة القادمة".
من جانبه يقول علي دودح، قائممقام قضاء الشرقاط لـ "الترا عراق"، إن "عمليات الانتقام ضد عائلات داعش، بدأت منذ الساعة الأولى بعد نقلهم إلى القضاء، من قبل ذوي الضحايا الذين قتلهم التنظيم، حيث ألقيت عليهم قنبلة يدوية لم تسفر عن إصابات"، مشيرًا إلى أن "السكان المحليين في الشرقاط لا يرحبون بعوائل مقاتلي داعش على الإطلاق".
كان أبناء القضاء قد ذاقوا على يد التنظيم ألوان العذاب والقتل والأزمات، ما دفع مئات الأسر إلى الهروب منه، فيما لا يزال مواطنه يستذكرون تفاصيل إعدام الشاب الذي رفع العلم العراقي على برج للاتصالات في القضاء أثناء سيطرة التنظيم.
يظهر الدمار جليًا في الشرقاط وأغلب المناطق في شمال صلاح الدين امتدادًا إلى جنوب نينوى، جراء الحرب الطاحنة التي خاضتها القوات المسلحة بمختلف صنوفها ضد مقاتلي التنظيم، قبل عامين، وأسفرت عن استعادة تلك المناطق.
في مخيم ديبكة، ببلدة مخمور شرق أربيل، والمحاذية لنينوى وصلاح الدين أقدم أربعة أشخاص، بحسب بيان للأمن الكردي، على نحر نازح في المخيم. قال البيان، إن الحادثة وقعت بدفع من مقاتلي التنظيم على يد عناصر فيه، مؤكدًا اعتقال أحدهم وملاحقة الآخرين.
اقرأ/ي أيضًا: ثلاثينية "يائسة" و5 أطفال.. قصة يرويها عيد الموصل على لحن "المغيبين" والأزمات!
لكن مسؤولًا محليًا في مخمور أبلغ "ألترا عراق" رواية مختلفة، تشير إلى أن الحادثة جاءت في سياق عمليات الانتقام من عوائل التنظيم، مؤكدًا أن "رجال من أسر الضحايا الذين قتلوا على يد داعش، أقدموا على نحر الرجل لأن زوجته كانت عنصرًا في التنظيم وكانت مخططًا أن تقتل هي أيضًا، لكن لم يتم العثور عليها ساعة الحادثة، وقتل زوجها فقط".
نحر مجهولون رجلًا داخل مخيم للنازحين في أربيل في ظل تضارب حول هوية الرجل ومنفذي الحادث، فيما هاجم مجهولون حافلات عائلات "داعش" في الشرقاط
من جانبه يقول الصحفي علي بيدر، إن "هناك ارباكًا في المخيمات ومحيطها، وهناك جهات غير معروفة تحاول خلخلة الوضع العام، لأسباب مجهولة"، مضيفًا لـ "ألترا عراق"، أن "الأمور غير واضحة فيما يتعلق بعمليات الاغتيال واستهداف المخيمات وعمليات الترحيل من المخيمات".
كان المجلس النرويجي للاجئين والمسؤول على متابعة ملف المخيمات في نينوى، قد روج لفيديو قال إنه يوثق عملية ترحيل قسرية من مخيمات حمام العليل، لكن المجلس عاد ورفع جميع تلك المشاهد، ورفض الإدلاء بتصريح في الوقت الحالي.
اقرأ/ي أيضًا:
مع امتلاء السجون في العراق.. مخاوف من نشوء "أكاديميات جهادية" جديدة!
رايتس ووتش: حكومتا المركز والإقليم قامتا بتعذيب الأطفال بتهمة الانتماء لداعش