05-ديسمبر-2019

انطلقت الصواريخ من مركبة جرى تعديلها محليًا في ظل سهولة تحرك الفصائل داخل الأنبار (الترا عراق)

الترا عراق - فريق التحرير

لم يأت قصف أكبر القواعد الأمريكية في العراق، في سياق غريب، فالصواريخ تنهمر بين حين وآخر على القواعد العسكرية التي تضم قوات أمريكية شمالي وغرب البلاد، كما في قاعدة القيارة قبل أيام.

استهدفت 5 صواريخ أكبر القواعد الأمريكية في العراق بعد أيام من استهداف أخرى في نينوى

حيث استهدفت عدة صواريخ أطلقت من منصة متحركة حملتها سيارة "حمل"، قاعدة "عين الأسد" غربي الأنبار، دون إصابات تذكر، وفق خلية الإعلام الأمني الرسمية.

اقرأ/ي أيضًا: قوات أمريكية جديدة في الأنبار.. ما حقيقة دولارات واشنطن في البرلمان؟

ويرى مراقبون أن "الطرف الثالث"، والذي ارتبط دون تعريفه صراحة، بعمليات قتل واعتقال المتظاهرين، يقف وراء الهجوم الجديد، فيما يرفض المسؤولون العسكريون الإدلاء بأي تصريح حول ما يخص القوات الأمريكية في البلاد، في وقت أشارت عدة تقارير صحافية إلى نشاط لتوسيع قواعد واشنطن العسكرية في العراق.

يقول أستاذ الرأي العام في جامعة جيهان في أربيل، سربست رسول، إن "ارتفاع وتيرة الاحتجاجات في جنوب العراق والعاصمة بغداد، والهتاف ضد التدخل الإيراني في الشأن العراقي، يوضح أمرًا هامًا، وهو أن البساط يسحب من تحت قدمي طهران في العراق، خاصة بعد استقالة حكومة عادل عبد المهدي".

ويضف رسول لـ "ألترا عراق"، أن "الأطراف المحلية الموالية لإيران ترى أن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن عملية سحب البساط، ليس في العراق فقط، بل في لبنان أيضًا"، مرجحًا أن "تكون تلك الأطراف، أو ما يعبر عنها بالطرف الثالث، هي من وجهت صواريخها إلى عين الأسد والقيارة، ومن قبلهما المنطقة الخضراء حيث السفارة الأمريكية في بغداد".

من قصف "عين الأسد"؟

قبل أيام قليلة، كان نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، قد هبط في قاعدة عين الأسد، لمشاركة جنود بلاده عشاء عيد الشكر، ثم غادر إلى أربيل للاجتماع بالقوى الكردية، دون أن يتضمن جدول أعمال زيارته أي لقاء مع أي طرف في الحكومة المركزية في بغداد، وهو ما أثار الكثير من الجدل والغضب، حيث اعتبرت الزيارة "انتهاكًا" لسيادة البلاد.

يرجح مراقبون وقوف "الطرف الثالث" الموالي لإيران خلف قصف "عين الأسد" بعد استشعار الخطر على نفوذ طهران

في محافظة الأنبار التي تضم القاعدة الأمريكية الأكبر، ما زال السكان المحليون "منهكين" بعد الخروج من حرب ضد تنظيم "داعش" قبل مدة ليست بالطويلة، فيما تنتشر عدة فصائل مسلحة "موالية لطهران"، تنضوي تحت اسم الحشد الشعبي، في أطراف المحافظة، خاصة على حدود البلاد مع سوريا والأردن، فضلًا عن أطراف مدن المحافظة الرئيسية.

يقول الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، سيف الكبيسي، إن "المعلومات التي حصلنا عليها، تشير إلى أن الطرف الثالث هو الذي استهدف القاعدة، وهو بالتأكيد أحد الفصائل المسلحة التي تتحرك في الأنبار بشكل طبيعي وسلس من دون أي إشكالات".

ويضيف الكبيسي لـ "ألترا عراق"، أن "المركبة التي أطلقت منها الصواريخ كانت معدلة محليًا، ويمكنها بسهولة تجاوز حواجز التفتيش الأمنية، خاصة إن كان قائدها يحمل بطاقات تعريف تابعة لهيئة الحشد الشعبي، لتصل إلى منطقة البغدادي حيث أقرب نقطة إلى قاعدة عين الأسد، واستهداف القاعدة بشكل مباشر".

ماذا يفعل الأمريكيون؟

في ذات السياق، فإن الأمريكيين يواصلون نشاطات يلاحظها السكان المحليون في المناطق الشمالية والغربية من العراق، تحضيرًا للمرحلة المقبلة، وفق مسؤول في محافظة نينوى.

اقرأ/ي أيضًا: العراق ساحة صراع مجددًا.. هل سنشهد مواجهة أمريكية -إيرانية؟

يقول المسؤول الذي تحدث لـ "الترا عراق" شريطة عدم ذكر اسمه، إن "مسؤولين عسكريين أمريكيين تواصلوا خلال الفترة الماضية مع شخصيات عشائرية في الأنبار، لإحياء مشروع تدريب مقاتلين من المحافظة"، مبينًا أن "واشنطن بدأت، بالتزامن، بتوسيع مدرج قاعدة القيارة في نينوى، حيث تتواجد قوات أمريكية هناك".

يقول مسؤول إن القوات الأمريكية تجري تحركات ونشاطات في الأنبار ونينوى ترجمه صعود نجم الجبوري 

ويربط المسؤول بين الحراك الأمريكي والتغيير المفاجئ لرأس السلطة في محافظة نينوى، حيث تولى نجم الجبوري الذي يحمل الجنسية الأمريكية منصب المحافظ.

وتنتشر القوات الأمريكية التي يقدر عددها بـ 6 آلاف مقاتل، في 12 قاعدة عسكرية جوية داخل العراق، 5 منها في إقليم كردستان، وقاعدتان في الأنبار (عين الأسد والحبانية)، فضلًا عن واحدة في صلاح الدين (قاعدة البكر الجوية) واثنتين في كل من نينوى وبغداد، فيما تطلق الفصائل الموالية لإيران تهديدات صريحة باستهداف مواقع التواجد العسكري والدبلوماسي وحتى الاقتصادي الأمريكي في البلاد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

السيستاني يرد على ترامب ويطلب من عبد المهدي نزع سلاح المليشيات

ترامب "يفتح النار" على قواته في العراق مجددًا