29-يونيو-2019

جدد عبد المهدي موقف العراق من الأزمة الخليجية بين إيران وأمريكا

التراعراق - فريق التحرير

في توقيت حساس، شهدت البلاد "زيارة تاريخية" لوفد من مجلس الأمن الدولي بطلب من الحكومة دون الكشف عن أسبابها، لكنها ترتبط بتصاعد الأزمة بين واشنطن وطهران على ما يبدو، حيث تطرق رئيس مجلس الوزراء عادل المهدي إليها خلال اجتماع مع الوفد، مذكّرًا بما خلفته الحروب في العراق.

أبلغ عبد المهدي وفد مجلس الأمن الدولي الذي يزور بغداد بدعوة من الحكومة بموقف العراق "المحايد" من الأزمة الأمريكية الإيرانية   

كانت وزارة الخارجية قالت، أمس الجمعة 29 حزيران/يونيو، إن الزيارة تستمر يومًا واحدًا وتأتي "اتساقاً مع توجُّه العراق إلى تعزيز انطلاقته على المُستوى الدوليِّ، وفاعليّة، ونشاط دبلوماسيّته الآخذة بالنمو في تحقيق الانفتاح على العالم مُسترشداً بالمبادئ الأساسيّة في ميثاق الأمم المتحدة التي يُعَدُّ أحد مُؤسِّسيها".

اقرأ/ي أيضًا: مأزق عبد المهدي و"الميليشيات".. قرارات على الورق ورد بالصواريخ!

ويتضمن جدول الزيارة لقاء رؤساء الجمهورية والوزراء والبرلمان وممثلين عن حكومة كردستان، حيث استقبل رئيس مجلس الوزراء عادل عبدالمهدي، اليوم السبت 29 حزيران/يونيو، أعضاء المجلس، معربًا عن شكره وتقديره لهذه الزيارة، وفق بيان صدر عن مكتبه الإعلامي. وقال عبد المهدي، إن "هذه الزيارة المهمة تدل على دعم المجلس واهتمامه بالعراق وبالتحولات التي يشهدها في جميع المجالات وتجاوزه بنجاح للتحديات السياسية والاقتصادية والأمنية الكبيرة  .

أضاف رئيس مجلس الوزراء، أن "العراق شهد حروبًا خارجية وداخلية وحملات اضطهاد وإبادة وموجات إرهاب وورثنا دمارًا للبنى التحتية وانقسامات مجتمعية وهدرًا لثرواتنا ومواردنا البشرية والمادية وديونا كبيرة، ورغم كل ذلك تمكن العراقيون من إقرار الدستور وإجراء عدة انتخابات تشريعية أدت لتغيير وتداول سلمي للسلطة وانتصروا على داعش وحرروا مدنهم"، مؤكدًا أن "الأزمات العميقة والتضحيات والتحديات الكبيرة التي واجهها العراق تستحق دعمًا دوليًا أكبر لإعمار المناطق المحررة والمتضررة".

كما تطرق عبد المهدي إلى ما وصفه البيان بـ "جهود الحكومة في مجالات اصلاح الإقتصاد والتنمية المستدامة واستثمار الثروات الطبيعية وزيادة الإنتاج الزراعي والعمل على بسط سلطة القانون وتحقيق العدالة بين مكونات الشعب العراقي، وتكافؤ الفرص والإهتمام بحقوق المرأة وزيادة مشاركتها في الحياة السياسية والمناصب الإدارية".

وفي أهم محاور اللقاء المعلنة، قال عبد المهدي إن "سياستنا الخارجية قائمة على عدم الدخول في سياسة المحاور والتركيز على المشتركات الكثيرة التي تجمعنا مع الدول المجاورة والإقليمية وبما يحفظ الأمن والاستقرار ويحقق مصالح وازدهار جميع شعوب المنطقة ويجنبها التوترات والأزمات والحروب"، مشددًا أن "هذه العلاقات المتوازنة تحقق مكاسب للعراق وشعبه"، فيما جدد موقف العراق المعلن من الأزمة الإقليمية الحالية.

شهد اللقاء أيضًا، "تأكيد جميع أعضاء مجلس الأمن على دعم مجلس الأمن للعراق وسيادته ووحدته واستقراره، وبحث استمرار التعاون والتنسيق وتعزيز عمل بعثة الأمم المتحدة في المجالات الإنسانية وشؤون النازحين وإعمار المناطق المحررة وقضايا المرأة والطفل"، وفقًا للبيان، مشيرًا إلى أن "رئيس واعضاء مجلس الأمن عن دعمهم لسيادة العراق ووحدته ولخطط الإعمار، مشيدين بسياسة الحكومة العراقية المتوازنة وعلاقاتها مع محيطها العربي والاقليمي والدولي".

اقرأ/ي أيضًا: العراق مجددًا في قلب الأزمة.. ماذا قال بومبيو لعبد المهدي عن "ميليشيات إيران"؟

وقال رئيس مجلس الأمن بدورته الحالية منصور العتيبي، وفق البيان، : "إننا سعداء بهذه الزيارة التاريخية ورسالتنا لكم إننا جئنا للتعبير عن دعمنا للعراق ووحدته وسيادته ولتقديم التهاني بتحقيق الانتصار على داعش الذي تم بفضل الله وبتضحيات الشعب العراقي، وللتأكيد على أن المجتمع الدولي يقف إلى جانبكم وندعم الشراكة وجهود البعثة الدولية في العراق التي تعمل بموافقة الحكومة العراقية وبالنجاحات التي تحققها في مختلف المجالات، ونرحب بمبادرة الحكومة العراقية لتحسين العلاقات مع الدول المجاورة ومحيطها العربي والإقليمي والدولي، ووصفها بالسياسة الحكيمة التي تخدم مصالح العراق وجميع دول المنطقة، إلى جانب دعمنا لجهود إعادة الإعمار والخطوات الإصلاحية للحكومة العراقية".

"رحب" وفد مجلس الأمن  بمبادرة العراق لتحسين العلاقات مع الدول المجاورة ومحيطه العربي والإقليمي والدولي، وفق بيان حكومي

ذكر البيان أيضًا، أن "بقية أعضاء المجلس الذين تحدثوا خلال اللقاء، قدموا التهاني بتحرير الشعب العراقي لمدنه وأراضيه وبإكمال التشكيلة الحكومية وجهودها في ترسيخ الاستقرار والتماسك المجتمعي، معبرين عن دعم سيادة العراق، ومشيدين بتوجه الحكومة لتعزيز مكانة العراق ودوره، واستمرار التعاون لمكافحة الإرهاب والتطرف"، مبينًا أن اللقاء جرى بحضور وكيل وزير الخارجية وممثل العراق الدائم لدى الأمم المتحدة ورئيس دائرة المنظمات ومدير قسم الأمم المتحدة مسؤول ملف وزارة الخارجية، وعدد من المستشارين.

تأتي الزيارة التي سعت إليها بغداد بالتزامن مع معلومات أمريكية أشارت إلى أن الهجوم الذي استهدف المنشآت النفطية السعودية في 14 أيار/مايو قد انطلق من الأراضي العراقية وليس من اليمن، وهو ما لم ينفه رئيس الحكومة لكنه قال إن الأجهزة الأمنية والجوية العراقية لم ترصد أي نشاط في ذلك اليوم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

صراع أمريكا وإيران.. هل يمكن مسك العصا من المنتصف؟

العراق ساحة صراع مجددًا.. هل سنشهد مواجهة أمريكية -إيرانية؟