حربُ الاستنزافِ والمُناورات والقنصُ عن بعدٍ دون الإعلان الصريح عن وقوعِ حربٍ حقيقية، جعلَ من العراق محطةً للصراعات المريرة. في حين أضحى جليًا للمواطن، أن مركز القيادة خاوٍ، تنفخ فيهِ رياح الفراغ السياسي، يستخوذ عليه من شاء، ويختطفه من كان له "مستشارًا أو مُستشارين" خصوصًا وأنهُ كـ"الثور" لا يفقه شيئًا.
هذا الفراغ الذي تُركَ، لم يجد من يشغله بحقٍ، جاءَ نتيجة تراكُماتٍ وأزمات ربما لم تشهد البلاد مثله، صِراعُ العروش هذا على تولي شأن البلاد خلق الكثير التشويشات والمُناكفات، أراد وبكُل ما أوتي من قوةٍ أن يُحيّد القضية عن مسارها الوطني، فموازين القوى الحزبية واستثمارها للفرص نفخت ريح المنافسة، كذاك الذي ينفخ الجمر تحت الرماد، فيشتعل ليُفرق المجتمعين حول القضية (الأم).
يأتي حديثي هذا للانتقاص من شخصهم، وللاستهزاء به، ليعوا أن القيادةَ ليست وجاهةً ولا مثل المَكانة الفخرية التي تمنح لشخص كي يتنازع عليها، حتى تسقط البلاد إلى الدرك الأسفل من الضَيم، فكُلنا نعلم أن القائد الفذ يصنع نفسه بنفسه بإنجازاته، بما يُقدمه لهؤلاء المحرومين من العيش، لا ذلك القيادي الذي يُريد أن يُرجع الحكم إلى (حكم الوراثة) لتصنعه جهة ما، أو قبيلة سلخت القانون من الدولة.
البلاد حنونة، تُريد ذلك الرجل الشهم، ليصدق بعزمه، ويبتعد كما يبتعد العشيق عن المناكفات مع عشيقته، ليلتف ويتمسك بها في إشارة إلى القيادة، لذا لا سبيل لدينا سوى تجاوز مرحلة المنافسات غير الشريفة، وصولًا إلى مرحلة الالتفاف حتى يكون طريق القضية الأسمى مُعبد، لنبذل الغالي والنفيس لأجلها وبعد ذلك لكلّ حادثٍ حديث.
اقرأ/ي أيضًا: