03-أكتوبر-2021

الملك فيصل الأول خلال الاحتفال بانضمام العراق إلى عصبة الأمم (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

يصادف الثالث من تشرين الأول/أكتوبر عام 1932 نيل العراق استقلاله من إقليم خاضع إلى الانتداب البريطاني إلى الدولة رقم 57 في العالم، باستقلال وصلاحيات كاملة وفقًا للقانون الدولي، فيما ظل العراق 12 عامًا خاضعًا للانتداب منذ 1920 حتى استقل في مثل هذا اليوم.

ووفقًا لباحثين، فإن أهمية هذا اليوم تكمن في أنه يؤرخ امتلاك العراق قانونيًا، ولأول مرة في تاريخه، قراره السيادي بكل ما يتعلق بشؤونه كدولة وشعب، وجاء اكتساب العراق هذه السلطات السيادية نتيجة لإصراره على إنهاء معاهدة 1922 الانتدابية (التي جددت بتغييرات طفيفة في عام 1926) وتوقيع معاهدة جديدة مختلفة تمامًا، هي معاهدة 1930.

ووافقت الجمعية العامة لعصبة الأمم يوم 3 تشرين الأول/أكتوبر 1932 على قبول العراق عضوًا في عصبة الأمم بناءً على طلب الانضمام المقدم من المملكة العراقية آنذاك بتوقيع رئيس الوزراء الأسبق، نوري باشا السعيد في 12 تموز/يوليو 1932، ليصبح العراق أول دولة عربية تنضم إلى هذه المنظمة الدولية في حينها.

وحصل "ألترا عراق"، على وثائق نادرة من أرشيف عصبة الأمم، حصلت عليها وزارة الخارجية بعد تنسيق مع ممثلية جمهورية العراق في جنيف.

وتشير وثائق الجمعية العامة لعصبة الأمم إلى أن قبول انضمام العراق إليها جاء بعد أن اكتسب العراق مقومات الدولة والتي تتمثل بالاعتراف الدولي ووجود حكومة مستقلة قادرة على أن تسير أمور الدولة وإدارتها بصورة منتظمة وحفظ وحدتها واستقلالها وحفظ الأمن في كل انحائها، وللدولة مصادر مالية كافية لسد نفقاتها الحكومية ولديها قوانين وتنظيم قضائي والحدود الثابتة وتعهد العراق باحترام التزاماته الدولية.

والوثائق النادرة من أرشيف عصبة الأمم التي تم عرضها هي:

  • 1- تقرير اللجنة السادسة إلى الجمعية العامة لعصبة الأمم والمؤرخة في 1 تشرين الأول/أكتوبر 1932، بشأن انضمام العراق إلى عصبة الأمم.
  • 2- رسالة وزير الخارجية العراقي الأسبق جعفر العسكري إلى الأمين العام العصبة الأمم في 17 تشرين الأول/أكتوبر 1932 والتي يشير فيها إلى إحاطة العراق علمًا بقرار الجمعية العامة لعصبة الأمم بشأن الانضمام.
  • 3- صورة جلسة الجمعية العامة لعصبة الأمم في جنيف بتاريخ 1932/10/3 التي تبنت فيها قبول انضمام العراق.

 

وتم الاحتفال برفع العلم العراقي فوق سارية مقر العصبة مع أعلام الدول الأخرى في اليوم الثالث من تشرين الأول/أكتوبر سنة 1932. وقد عيّن نوري السعيد نفسه ممثلًا للعراق في عصبة الأمم واعتبر أول مندوب عربي يدخل العصبة. ووقتها، قال الملك فيصل الأول "العراق أصبح حرًا طليقًا، لا سيد عليه غير إرادته... نحن أحرار، مستقلون لا شريك لنا في مصالحنا ولا رقيب علينا بعد دخولنا عصبة الأمم إلا الله".

وسلم الملك فيصل الأول تهنئة من الملك جورج الخامس ملك بريطانيا، وبرقيات مماثلة من ملوك ورؤساء الدول الجارة والصديقة ومن الشخصيات العالمية ومن قادة الأحزاب. وألقى الملك فيصل الأول في بهو أمانة العاصمة خطابًا في 6 تشرين الأول/أكتوبر 1932 أي بعد ثلاثة أيام من دخول العراق عصبة الأمم قال فيه: "أشكر الله وأهنئ نفسي وشعبي على هذا اليوم الذي نفضنا فيه غبار الذل، وفزنا بعد جدال سياسي دام ما ينوف عن 11 عامًا بالأماني الكبرى التي كنا نصبو إليها وهي إلغاء الانتداب واعتراف الأمم بنا وبأننا أمة حرة ذات سيادة تامة".

لكن حكومة الإنقلاب العسكري برئاسة عبد الكريم قاسم، وفي تموز/يوليو 1958، ألغت الاحتفال بمثل هذا اليوم، بوصفه يوم الاستقلال والعيد الوطني العراقي، وجعلت من يوم وصولها إلى الحكم عيدًا وطنيًا. 

وقرر العراق في مطلع أيلول/سبتمبر 2020 اختيار تاريخ استقلاله والخلاص من الانتداب البريطاني في 3 شرين الأول/أكتوبر عام 1932، يومًا وطنيًا للبلاد يحتفى به سنويًا.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

100 عام على تأسيس الدولة العراقية.. تاريخ جديد وحاضر مفصلي

أرشيف "صانعة الملوك".. فوتوغرافيا ذاكرة العراق المُهملَة

دلالات: