30-يونيو-2019

أسفرت ثورة العشرين عن مقتل نحو 500 من الجنود الهنود والبريطانيين (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

في مثل هذه الأيام قبل 99 عامًا، بدأت شرارة ثورة ساهمت بشكل كبير في تغيير شكل العراق وكتابة تاريخه الحديث، حين خرج العراقيون بكل مكوناتهم فى مظاهرات سلمية ضد الاحتلال البريطاني مطالبين بالاستقلال، وسرعان ما تحولت المظاهرات السلمية إلى ثورة مسلحة عرفت بثورة العشرين.

تعد ثورة العشرين أبرز المتغيرات التي أدت إلى تشكيل الدولة العراقية الحديثة ومهدت لانتزاع الاستقلال عن بريطانيا

جاءت الثورة التي بدأت بوادرها في أيار/مايو 1920 وانطلقت في الأيام الأخيرة من شهر حزيران/يونيو، ردًا على سياسة التهنيد التي اتبعتها بريطتنيًا تمهيدًا لضم العراق إليها، ضمن سلسلة من الانتفاضات التي حدثت في الوطن العربي، جراء عدم إيفاء دول الحلفاء بالوعود المقطوعة للعرب بنيل الاستقلال كدولة عربية واحدة من دولة الخلافة العثمانية.

اقرأ/ي أيضًا: صور| الديوانية قبل أكثر من 100 عام.. هل شاهدت قادة ثورة العشرين من قبل؟

كما يعد التضخم النقدي والذي أدى إلى ارتفاع فى الأسعار فى العراق، وغياب العدالة و"رعونة" بعض الحكام السياسيين ومعاونيهم من الإنجليز والذين تولوا مناصب الحكم فى ألوية العراق وأقضيته، من بين أسباب اندلاع الثورة.

واتخذت الثورة في بادئ الأمر شكل مظاهرات من قبل أهالي بغداد انطلقت من تجمع الأعيان والأهالي في جامع الحيدرخانة الذي شهد بداية الثورة في بغداد، ثم تحولت إلى مواجهات مسلحة انتشرت في أغلب مناطق البلاد.

ومن أبرز قصص الثورة الرمزية قصة الشيخ شعلان أبو الجون رئيس عشيرة الظوالم والتي تعد شرارة انطلاق الثورة، حين استدعي إلى السراي الحكومي في بلدة الرميثة جنوب العراق وقد لبى طلب الاستدعاء، وأبدى كثيرًا من الشراسة في مقابلته مما البريطانيين إلى إلى حجزه وتوقيفه في السراي بقصد إرساله إلى مدينة الديوانية بواسطة القطار.

لكن عشيرة الشيخ سارعت حين علمت بالأمر إلى مهاجمة السراي الحكومي بواسطة عشرة رجال تمكنوا من تحرير الشيخ شعلان والعودة به إلى مضارب عشيرته سالمًا. بعد ذلك اجتمعت رؤساء عدة عشائر في المشخاب في مضيف الشيخ عبد الواحد الحاج سكر، في 11 تموز/يوليو وقرروا إعلان الثورة،و في اليوم التالي تم رفع رايتها وتقدمت جموع العشائر نحو أبو صخير لمحاصرتها.

 أسفرت ثورة العشرين عن مقتل نحو 500 الجنود البريطانيين والهنود و6-10 آلاف من العراقيين، وكلفت بريطانيا نحو 40 مليون باوند حينها، وهي ضعف الميزانية المالية التي خصصتها للعراق سنويًا وأكبر من كلفة مجمل الثورة العربية الكبرى (الممولة من المملكة المتحدة) ضد الدولة العثمانية في 1917-1918، ما دعا لندن إلى إعادة النظر باستراتيجيتها في العراق.

قدم العراقيون بين 6 - 10 قتيل في ثورة العشرين لكنهم كلفوا بريطانيا خسائر ضخمة أجبرتها على إعادة النظر في سياساتها في العراق

وعلى الرغم من فشل الثورة لأسباب من بينها: قلة موارد الثورة، ندرة العتاد الحربي لدى الثوار، جهل الثوار بأسلوب الحرب النظامية، حصر الثورة في الفرات الأوسط، فقدان القيادة، خيانة بعض البرجوازيين والإقطاعيين، وانقطاع الصلة بالعالم الخارجي. إلا أن الثورة ساهمت بشكل كبير في التمهيد لبناء الدولة العراقية الأولى في العصر الحديث.

اقرأ/ي أيضًا: من الدولة المبكرة إلى رعب الصهيونية.. العراقيون اليهود في صور نادرة

"الترا عراق" أعد لكم مجموعة من الصور النادرة التي التقطت في عقد العشرينات من القرن الماضي في العراق:

مجموعة من قادة ثورة العشرين
مجموعة من مقاتلي العشائر الذين شاركوا في ثورة العشرين
قادة ثورة العشرين في محافظة الديوانية
مجموعة من ثوار العشرين يجوزون نهر الفرات 
السير آرنولد ويلسون الحاكم البريطاني على العراق مابين عامي 1918 - 1920
رتل للجيش البريطاني في العراق خلال عشرينات القرن الماضي

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

صور| شارع الرشيد.. الشاهد الصامت على أحداث العراق منذ 100 عام

صور| العتبة الكاظمية قبل 100 عام.. من شيدها وأين مقبرة قريش؟