ألترا عراق ـ فريق التحرير

يسعى العراق منذ عدة أسابيع لتهيئة "ثورة تطعيمية" في البلاد ضد فيروس كورونا، في تحدٍ للوصول إلى نسبة مستهدفة من الملقحين حتى نهاية العام الحالي، وسط تباطؤ البلاد وتحقيقه نسبة منخفضة من التطعيم بلغت حتى الآن 2.3% فقط بعد مرور 4 أشهر على بدء التطعيم في البلاد منذ شهر آذار/ مارس الماضي.

 ضاعف العراق تعاقده مع شركة فايزر من 6 مليون إلى 12 مليون جرعة تصل خلال العام الحالي

وتمثلت مساعي العراق للصعود بمستوى التطعيم في البلاد باتخاذ عدة إجراءات منها إطلاق "خطة وطنية للتطعيم" عبر زيارة فرق إشرافية ميدانية إلى المحافظات لمتابعة تنفيذ مفردات الخطة آلية عمل منافذ التلقيح، فضلًا عن فرض التطعيم الإجباري على عدد من الفئات مثل الموظفين والعاملين في القطاع الخاص، والذين سيجدون أنفسهم غير قادرين على التنقل والعمل عند حلول الأول من أيلول/سبتمبر المقبل فيما لو لم يحصلوا على لقاح كورونا، بحسب قرارات مجلس الوزراء في حزيران/يونيو الماضي.

اقرأ/ي أيضًا: الجائحة تحصد رقمًا قياسيًا جديدًا في العراق: أكثر من 8 آلاف إصابة

فضلًا عن ذلك، ضاعف العراق تعاقده مع شركة فايزر من 6 مليون إلى 12 مليون جرعة تصل خلال العام الحالي، فيما تمثل الجرعات السابقة خلال الأسابيع الماضية ضمن الـ12 مليون جرعة، حيث ستكفي هذه الجرعات لتطعيم 6 مليون مواطن، فضلًا عن النسب التي ستتحقق عبر التطعيم بملايين الجرعات من اللقاحات الأخرى المتمثلة بسينوفارم واسترازينيكا، حتى نهاية العام الحالي.

وبينما اشترطت وزارة الصحة في وقت سابق، تلقيح 60% من المواطنين للسيطرة على الفيروس والعودة للحياة الطبيعية، يبدو أن الحكومة العراقية تسابق الزمن لتطعيم 20% من السكان خلال العام الحالي أي نحو 8 مليون مواطن، وهي النسبة التي أكدتها بعثة الأمم المتحدة في وقت سابق فيما يخص العراق، فضلًا عن ما توحي إليه كميات اللقاح التي ستصل العراق حتى نهاية العام، والتي ستكفي لتطيعم 8 مليون مواطن، بالإضافة إلى ما أعلنته صحة إقليم كردستان بأنها تهدف لتطعيم 20% من سكان الإقليم.

ولم يتبق على نهاية العام الحالي سوى قرابة الـ180 يومًا، ولم يلقح العراق حتى الآن من الـ8 مليون مواطن المستهدفين سوى 941 ألفًا و652 مواطنًا، فيما تبقى أمامه 7 ملايين و58 ألفًا و348 مواطنًا يجب تلقيحهم خلال الـ180 يومًا المتبقية.

ووفق هذه الحسابات، فإن العراق يحتاج لأن يلقح 39 ألف و213 مواطنًا يوميًا دون انقطاع ليتمكن من تلقيح العدد المتبقي من الـ8 مليون مواطن وتحقيق النسبة المستهدفة، إلا أن عدد المواطنين الذين تقوم وزارة الصحة بتلقيحهم يوميًا كمعدل يبلغ نحو 23 ألف مواطن، فيما يأتي الموقف الوبائي ببعض الأيام خاليًا من الموقف التلقيحي اليومي، ويظهر الموقف التلقيحي الشامل والذي يحمل عادة آخر رقم تم تسجيله في اليوم الذي يسبقه، ما يعني غياب التلقيح تمامًا في ذلك اليوم.

وعلى هذا الأساس يظهر بشكل واضح أن نسبة العجز بين الأعداد التي يقوم العراق بتطعيمها يوميًا، وبين الرقم الذي يجب أن يحققه لتحقيق النسبة المستهدفة 20%، يبلغ نحو 58% وهي نسبة كبيرة جدًا، وفيما إذا استمر معدل التلقيح على هذا الأساس، فإن العراق قد لا ينجح حتى نهاية العام إلا بتلقيح نحو 4 مليون مواطن فقط، وهو ما يمثل 10%، أي نصف النسبة المستهدفة البالغة 20% من السكان.

ليس 20 بل 60%!

يرفض مدير الصحة العامة في وزارة الصحة رياض الحلفي الحديث عن نسبة 20% من السكان والبالغة نحو 8 مليون مواطن، مؤكدًا في حديث لـ"الترا عراق"، أن خطة الوزارة هو تطعيم 60% من الفئات العمرية المستهدفة فوق الـ18 عامًا.

وحول عدد الأشخاص في العراق من الفئات العمرية المذكورة، يجيب الحلفي أنهم "يبلغون 15 مليون شخص"، وعلى هذا الأساس فإن الـ60% من الـ15 مليون شخص، يمثلون 9 ملايين شخص، وهو رقم مقارب للـ8 مليون شخص الذين يمثلون 20% من السكان، ما يعني في النهاية أن الرقم المستهدف للصحة هو تطعيم قرابة الـ20% من السكان بالفعل.

وبينما تدل المؤشرات على عدم تمكن العراق من تحقيق هذه النسبة إلا بتلقيح قرابة الـ40 ألف شخص يوميًا منذ اليوم وحتى نهاية العام الحالي، إلا أن ترقبًا شديدًا يجري صوب الأشهر المقبلة حول إمكانية مضعافة أعداد التطعيم بعد وصول جرعات ضخمة من لقاح فايزر.

تقول الصحة إن خطة الوزارة هو تطعيم 60% من الفئات العمرية المستهدفة فوق الـ18 عامًا

حيث من المؤمل أن تصل خلال أشهر تموز/يوليو وآب/أغسطس وأيلول/سبتمبر، 5 ملايين جرعة من فايزر، فضلًا عن 6.5 مليون جرعة أخرى في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام، لتكمل 11.5 مليون جرعة والمتبقية من أصل 12 مليون جرعة متعاقد عليها مع فايزر، بعد أن وصلت 500 ألف جرعة فقط إلى للعراق حتى الآن.

اقرأ/ي أيضًا: 

شروط عودة الحياة إلى طبيعتها في العراق.. متى تحصل "المناعة المجتمعية"؟

العراق بحاجة لـ5 سنوات لإكمال حصته من فايزر.. و11 عامًا للقضاء على كورونا