ألترا عراق - فريق التحرير
فضت قوات الأمن اعتصام الطريق الدولي في محافظة ذي قار بالقوة، ما خلف عددًا كبيرًا من الضحايا بين قتيل وجريح، وأعاد إلى الأذهان "مجزرة الناصرية" التي أدت إلى استقالة رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي.
اقتحمت القوات الأمنية جسر "فهد" في الناصرية ما أدى إلى مقتل وإصابة 24 متظاهرًا
واقتحمت قوة كبيرة، عصر السبت 25 كانون الثاني/يناير، موقع الاعتصام قرب جسر "فهد" على الطريق العام المحاذي لمدينة الناصرية، مركز المحافظة، وفق شهود عيان ومقاطع مصورة، وأطلقت النار وقنابل الدخان على المعتصمين، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 20 آخرين على الأقل، بحسب تقرير طبي من دائرة صحة ذي قار.
الشرطة: دافعنا عن أنفسنا!
بعد ساعات قالت قيادة الشرطة في بيان لها، إن "ماجرى كان دفاعًا عن النفس بعد أن اعتدى متظاهرون على قوات الأمن بقناني المولوتوف والحجارة، وقطع الطريق بالإطارات المشتعلة والهجوم باتجاه مركز الشهيد نزار".
اقرأ/ي أيضًا: "يقتلون الشبان ويرقصون".. "أمنيستي" تصف عمليات قمع المتظاهرين على يد السلطة
أكد بيان قيادة الشرطة، أن "القوات الأمنية قامت بالدفاع عن نفسها و فض التجمهر والاعتصام باستخدام الهراوات والغاز المسيل للدموع وفتح الطريق بشكل كامل ملتزمة بأمر قائد شرطة المحافظة حول عدم إطلاق العيارات النارية"، متعهدًا بـ"حماية المتظاهرين السلميين في ساحة الحبوبي".
وكانت قيادة الشرطة قد نفت قبل ساعات من اقتحام اعتصام الطريق الدولي، نيتها مهاجمة المتظاهرين هناك، بعد أن أطلق الناشط علاء الركابي، أحد أبرز الفاعلين في احتجاجات ذي قار، استغاثة قال فيها إن قوات الأمن تنوي مهاجمة اعتصامات الناصرية، بعد فشل وساطة عشائرية لحل الأزمة.
خطة تصعيد
فجر الأحد، بث الركابي مقطعًا مصورًا شرح فيه تفاصيل الأحداث التي سبقت ورافقت هجوم قوات الأمن على المعتصمين على الطريق الدولي.
كما أعلن الركابي، خطة تصعيد جديدة تتمثل بمسيرة موحدة من أقصى نقطة من البلاد جنوبًا (البصرة) نحو المنطقة الخضراء في بغداد، موضحًا أن "المسيرة ستنطلق يوم الجمعة المقبل 31 كانون الثاني/يناير، وستكون مليونية بمشاركة جميع المحافظات".
وبين أن "المسيرة ستستمر لأيام، وستصل بغداد منتصف شهر شباط/فبراير القادم، لتحاصر المنطقة الخضراء دون اقتحامها"، داعيًا قائد أركان الجيش إلى تأمين الطريق للمتظاهرين.
ستقدم الناصرية على تصعيد جديد يتمثل بمسيرة موحدة من البصرة إلى المنطقة الخضراء في بغداد
يشار إلى أن خطة التصعيد الأولى انطلقت من الناصرية أيضًا، حيث أمهل المتظاهرون، القوى السياسية مدة أسبوع لحسم ملف قانون الانتخابات والحكومة المؤقتة، لكن ذلك لم يحصل.
اقرأ/ي أيضًا: بعد نفي الحكومة استخدام الرصاص.. إحصائية بأعداد ضحايا تظاهرات بغداد والمحافظات
ودخل اسم قائد شرطة ذي قار ناصر لطيف الأسدي، قائمة القيادات الأمنية التي يطالب المتظاهرون بمحاسبتهم وفق اتهامات بقتل المحتجين وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان واستخدام العنف المفرط.
وعلى رأس تلك القائمة الفريق جميل الشمري المتهم بمنح أوامر أدت إلى مقتل 32 متظاهرًا وإصابة 200 آخرين على الأقل، في ما عرف بمجزرة الناصرية نهاية شهر تشرين الأول/نوفمبر من العام الماضي.
ودعت الأحداث آنذاك المرجعية العليا في النجف والمتمثلة بعلي السيستاني، الى تصعيد خطابها ضد الحكومة، مما أجبر رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي على تقديم استقالته.
اقرأ/ي أيضًا:
تفاصيل وشهادات صادمة.. رايتس ووتش: الدولة العراقية متواطئة في مذبحة المتظاهرين