ألترا عراق ـ فريق التحرير
هنأ عدد من المسؤولين العراقيين، بدءًا من رئيس الجمهورية، برهم صالح، الأسرة الصحفية العراقية بعيدها الـ152.
تشير التقارير والإحصائيات إلى مقتل أكثر من 500 صحفي منذ عام 2003 في العراق
وقالت رئاسة الجمهورية في بيان مقتضب تلقى "ألترا عراق" نسخة منه، إن "رئيس الجمهورية برهم صالح هنأ الأسرة الصحفية بالذكرى (152) لعيد الصحافة العراقية، وبعث باقة ورد بهذا المناسبة".
اقرأ/ي أيضًا: قانون فضفاض ومعتدون معصومون.. صحفيون قتلى وخائفون ببلد أنجب الصحافة قبل قرنين
من جهته، قال الكاظمي في بيان، "أطيب التهاني المفعمة بالأمل والثقة، أتقدم بها الى الأسرة الصحفية العراقية المعطاء وهي تحتفي بالذكرى (152) لعيد الصحافة العراقية".
وأضاف، "كانت الصحافة العراقية ولا تزال ركنًا أساسيًا من وسائل الدفاع عن مصالح الشعب، وداعمًا لتوجهاته الوطنية في محاربة الظلم والاستبداد، عبر حقب طويلة من الدكتاتورية التي حاولت خنق الأنفاس وكتم الأفواه، وبعد ولادة العراق الجديد، صارت مهمتها أكثر دقة وأهمية، فهي عين الناس وبوصلتهم للحقيقة ومنبرهم للرأي الحر الذي لن تعيش الديمقراطية بدونه".
وتابع، "نستذكر في هذا اليوم أيضًا شهداء الصحافة وأصحاب الوقفة المشرفة الذين حاربوا بالكلمة الحقّة والصورة الصادقة الى جانب إخوتهم أبناء القوات المسلحة في حربهم ضد الإرهاب، كما نستذكر من سقط منهم في سوح الدفاع عن كرامة العراق، أو غدرًا على يد غربان الظلام".
وأشار إلى أنه "كلنا ثقة أن تستمر الأسرة الصحفية العراقية بعطائها الذي هو بقدر التحديات والمسؤوليات التي على عاتقها، وبقدر الدور اللامع الذي تؤديه الصحافة في محاربة التطرف، وإعلاء شأن الدولة والقانون، ودعم وحدة العراق، وانتهاج المسؤولية والموضوعية والمهنية".
وهنأ عدد من المسؤولين، بينهم رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، ووزير الدفاع، جمعة عناد، في يوم الصحافة العراقية.
وتشير التقارير والإحصائيات إلى مقتل أكثر من 500 صحفي منذ عام 2003، الذي كان من المفترض أنه شاهد على انتهاء حقبة "الاستبداد" والدخول بحقبة جديدة تضمن الحقوق والحريات، إلا أنه وكما أسّس الديمقراطية التي تشوهت في العراق على يد المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، كانت حرية الصحافة في العراق لا تتلائم مع كونه بلدًا ديمقراطيًا، إلا أن هذا الأمر قد يكون طبيعيًا في بلد لا يمارس من الديمقراطية سوى الانتخابات، التي هي الأخرى مشوهة وتعاني من التزوير وضغوطات السلاح والمال السياسي، وفقًا لمراقبين.
وحلَّ العراق في المرتبة 163 من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة، حسب آخر تقرير لمنظمة مراسلون بلا حدود لعام 2021، متراجعًا عن المرتبة 162 خلال عام 2020، الذي تراجع بدوره عن المرتبة 156 في عام 2019، ولعل ليس غريبًا أن يشهد هذا التراجع القوي بنحو 6 درجات بين نيسان/أبريل 2019 ونيسان/أبريل 2020، لما لاقت الصحافة والصحفيون في البلاد من مآسي منذ احتجاجات تشرين الأول 2019.
وخلال شهرين فقط من آواخر عام 2019 ارتفعت حصيلة العنف (قتل وتهديد وخطف) حتى طالت 100 صحفي خلال أشهر تشرين الأول والثاني من عام 2019 وهي الأشهر التي شهدت انطلاق الاحتجاجات الكبرى في البلاد.
ارتفعت حصيلة العنف حتى طالت 100 صحفي خلال أشهر تشرين الأول والثاني من العام 2019
ولعلَّ أكثر جريمة هزّت المجتمعين العراقي عمومًا والصحفي بشكل خاص، جريمة اغتيال الصحفيين أحمد عبد الصمد ومصوره صفاء غالي في ليلة واحدة بعد تغطيّة أحداث الاحتجاجات في محافظة البصرة في مطلع العام الماضي وتحديدًا في 10 كانون الثاني/يناير 2020، من قبل مسلحين مجهولين بإطلاق الرصاص عليهما داخل عجلتهما، ما أسفر عن مقتل عبد الصمد على الفور وإصابة صفاء غالي الذي توفي متأثرًا بجراحه بعد ساعة من وقوع الحادث في إحدى مستشفيات المحافظة، وهو ضمن سلسلة استهدفت عددًا من الصحفيين والناشطين خلال اندلاع الاحتجاجات وما زالت مستمرة.
ويقول الصحفي طارق حسين لـ"ألترا عراق"، إن "المسؤولين يقدمون التهنئة فقط في يوم الصحافة العراقية، لكنهم لا يتحملون تقريرًا واحدًا يكتبه أي صحفي"، مضيفًا أن "التهنئات لا توقف آلية العنف والكواتم التي تهدد الصحفيين ولا تُرجع الصحفي الهارب من الميليشيات في إقليم كردستان وتركيا وبلدان أخرى"، لافتًا إلى أن "الصحافة بحاجة إلى تشريع قوانين جديدة تغيّر القوانين الموروثة من الأنظمة السابقة وكذلك تحمي الصحفي من السلاح المنفلت".
اقرأ/ي أيضًا:
صحفيو العراق.. ملاحقة مستمرة بين قوانين ديكتاتورية قديمة و"ميليشيات" جديدة
فتاوى تصفية الصحفيين في العراق.. من لا يعمل معنا "مشروع أمريكي"