الترا عراق - فريق التحرير
لم يمض طويلاً على صدور تحذيرات رسمية حول مؤشرات تشي بموجة أخرى من الجائحة في العراق، في ظل عجز الحكومة حتى الآن عن تأمين الشحنة الأولى من اللقاحات، قبل أنّ يعلن عن تهديد أشد فتكًا ما يجعل احتمال اللجوء إلى الإغلاق التام خيارًا غير مستبعد.
لم يستبعد مختصون تسلل فيروس "نيباه" إلى العراق بعد تسجيله في خمس دول على الأقل
وحذر تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، في وقت سابق من فيروس قاتل يعرف باسم "نيباه"، محذرة من تحوله إلى جائحة قريبًا.
ما هو الفيروس الجديد؟
يقترن اسم الفيروس ببلدة في ماليزيا حيث ظهر لأول مرة، فيما تصفه سجلات منظمة الصحة العالمية بالفيروس المعدي والقاتل، إلى درجة أنّ سينمائيين نسجوا من خطره قصة حولوها في 2011 إلى فيلم رعب، واستوحوا الجزء المتعلق فيه بالخفافيش والخنازير من ظهوره في عام 1997 حين أصاب عامل من أبناء تلك البلدة في مزرعة لتربية الخنازير، ففتك بخلاياه العصبية والتنفسية وجعله القتيل الأول.
اقرأ/ي أيضًا: تحذير شديد من الصحة العراقية: 5 أسباب.. وموجة الوباء القادمة أقسى
الفيروس الذي قتل 105 أشخاص من 265 أصابهم بعد انتشاره الأولي في 1998 بماليزيا، يتبرعم في خلايا الإنسان والحيوان معًا، خاصة الخنازير وخفافيش الفاكهة، المعروفة بكبر أحجامها وانتشارها في اليمن والصومال والسودان وأفريقيا الوسطى وغيرها.
ويضرب الفيروس بعد انتقاله من إنسان لآخر أو من حيوان لإنسان عبر الاتصال المباشر، بأعراض شديدة منها السعال والصداع وضيق التنفس، قبل أنّ يودي بضحيته إلى غيبوبة نتيجة التهاب في الدماغ.
ولم ينجح الأطباء والعلماء، حتى الآن، في التوصل إلى لقاح للفيروس القاتل، فيما ينصح المختصون باتباع إجراءات وقائية عبر الابتعاد عن الخنازير المريضة وأماكن عيشها، وكذلك الخفافيش ومجالات تحركها، وبالذات عدم شرب عصارة نخيل التمور الخام، حيث تم تصوير خفافيش تشرب من "النسغ" أو إنزيم التمر أثناء جمعه في الجرار من أعالي الأشجار.
وحذر تقرير الصحيفة البريطانية، من تفشي الفيروس في الصين بمعدل وفيات يصل إلى 75% ومن إمكانية تسببه بجائحة عالمية مقبلة أخطر من كورونا.
فيما نفت سفارة الصين في العاصمة المصرية القاهرة أن يكون فيروس "نيباه" المميت وسريع الانتشار فيروسًا "صينيًا" مثلما تروج له عن قصد أو بدونه بعض وسائل الإعلام.
أين اللقاحات؟
وبالعودة إلى العراق فقد اكتفت وزارة الصحة، في آخر التصريحات الرسمية، بتعبير "قريبًا" حول ما يتعلق بموعد وصول الشحنة الأولى من لقاحات فيروس "كورونا" بعد أشهر من إعلان التعاقد مع شركة "فايزر" لشراء 1.5 مليون جرعة.
ورجح مسؤولون في الوزارة، سابقًا، وصول اللقاح مطلع شهر شباط/فبراير، لكن مدير عام الصحة العامة في الوزارة رياض الحلفي، قال في تصريح الجمعة 29 يناير/كانون الثاني، إنّ الموعد ليس نهائيًا.
فيما أقرّت الحكومة تخصيص 100 مليون دولار لشراء شحنة اللقاحات من محفظة البنك المركزي خلال آخر اجتماع للحكومة، الثلاثاء 26 كانون الثاني/يناير.
وتعاقد العراق، مؤخرًا، على استيراد مليوني شحنة من لقاح أكسفورد البريطاني "أسترازينيكا"، دون تحديد موعد وصول الشحنة أيضًا.
هل يتسلل القاتل الجديد؟
ولم يستبعد مختصون تسلل فيروس "نيباه" إلى العراق بعد تسجيله في خمس دول على الأقل، في حال تحول إلى وباء في تلك الدول.
ودعا المختص العراقي في علم الأوبئة والعقاقير زياد طارق في تدوينة، إلى الانتباه بشان الرحلات الجوية إلى الدول التي سجلت إصابات بالفيروس "الهند، كمبوديا، ماليزيا، سنغافورة وأندونيسيا".
ونصح المختص ذاته، في وقت سابق، السلطات العراقية بـ "عدم الاعتماد على تحالف اللقاحات، والشروع بمخاطبة كبريات الشركات التي حققت نجاحات واسعة في تجاربها السريرية، وإلّا فأنها لن تحصل على اللقاحات قبل عام 2024".
واعتبر عضو لجنة الصحة النيابية جواد الموسوي في تصريح، عدم توفير لقاح فيروس كورونا لغاية الآن "أكبر إخفاق للحكومة العراقي في مواجهة الأزمة"، مؤكدًا أنّ "أغلب دول المنطقة باشرت بحملات التلقيح ضد كورونا ومنذ أسابيع".
واستبعد الموسوي، أنّ تستطيع الحكومة توفير شحنة كافية من اللقاح خلال وقت قريب.
اقرأ/ي أيضًا:
العراق "يحذف" إيران من قائمة حظر السفر المتعلقة بتفشي السلالة الجديدة