31-أكتوبر-2019

قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

كشفت وكالة "أسوشيتد برس" عن حضور قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، اجتماعًا أمنيًا عراقيًا بالنيابة عن عادل عبد المهدي، وهو الأمر الذي شكل مفاجأة للمسؤولين الحاضرين، بالوقت الذي قال لهم: نحن في إيران نعرف كيفية التعامل مع الاحتجاجات وسيطرنا عليها، في إشارة إلى أن إيران مصرّة على إنهاء التظاهرات في العراق.

أسوشيتد برس:  نزل سليماني في طائرة هليكوبتر إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين، حيث فاجأ مجموعة من كبار مسؤولي الأمن برئاسة الاجتماع بدلًا من رئيس الوزراء

قالت الوكالة في تقريرها الذي تابعه "ألترا عراق"، إن "إيران تخسر نفوذها في العراق ولبنان بسبب فشل وكلائها في المحافظة على هذا النفوذ"، مضيفة أنه "بعد يوم من اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العراق، توجه قاسم سليماني إلى العاصمة بغداد في وقت متأخر من الليل، واستقل طائرة هليكوبتر إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين، حيث فاجأ مجموعة من كبار مسؤولي الأمن برئاسة الاجتماع بدلًا من رئيس الوزراء، قائلًا للمسؤولين العراقيين "نحن في إيران نعرف كيفية التعامل مع الاحتجاجات. لقد حدث هذا في إيران وسيطرنا عليها".

اقرأ/ي أيضًا: ‎رويترز: ميليشيات إيران وراء إجرام القناصين في العراق!

نقلت الوكالة عن مسؤولين كبار مطلعين على الاجتماع لم تكشف عن هوياتهم، قائلة "في اليوم التالي لزيارة سليماني، أصبحت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في العراق أكثر عنفًا بكثير، حيث ارتفع عدد القتلى إلى 100 بعد أن أطلق قناصون مجهولون النار على المحتجين في الرأس والصدر. وقُتل حوالي 150 متظاهرًا في أقل من أسبوع".

لفتت الوكالة إلى أنه "يشير وصول سليماني ومهندس جهاز الأمن الإقليمي التابع لطهران إلى قلق إيران الشديد بشأن الاحتجاجات التي اندلعت في جميع أنحاء بغداد وفي قلب العراق، حيث شملت الاحتجاجات دعوات لطهران لوقف التدخل في المنطقة".

ومضت بالقول إنه "بعد مرور شهر تقريبًا، استؤنفت الاحتجاجات في العراق واندلعت المظاهرات في لبنان أيضًا ضد الحكومات والفصائل المتحالفة مع طهران، حيث تهدد الاحتجاجات نفوذ إيران الإقليمي في الوقت الذي تكافح فيه تحت وطأة العقوبات الأمريكية المعطلة لاقتصادها، وخلال تجدد الاحتجاجات في العراق هذا الأسبوع، وقف رجال يرتدون ملابس مدنية وأقنعة سوداء أمام الجنود في مواجهة المتظاهرين، وقاموا بإطلاق الغاز المسيل للدموع. وأكد السكان أنهم لا يعرفون من هم، مع توقع البعض أنهم إيرانيون".

قال التقرير إن "الاحتجاجات في العراق ولبنان تغذيها المظالم المحلية، وتوجه أساسًا إلى النخب السياسية المتحالفة مع إيران، وهو تحدٍّ لطهران التي تدعم عن قرب الميليشيات المسلحة في البلدين، فيما أثارت حملة القمع العنيفة المتزايدة في العراق، وهجوم أنصار حزب الله على معسكر الاحتجاج الرئيسي في العاصمة اللبنانية بيروت، مخاوف من رد الفعل العنيف من جانب إيران وحلفائها ضد التظاهرات".

خبير أمني عراقي: إيران تخشى هذه التظاهرات، لأنها حققت أكبر المكاسب في الحكومة والبرلمان من خلال الأحزاب القريبة منها منذ الغزو الأمريكي

نقل التقرير عن المحلل الأمني العراقي، هشام الهاشمي، قوله إن "إيران تخشى هذه التظاهرات، لأنها حققت أكبر المكاسب في الحكومة والبرلمان من خلال الأحزاب القريبة منها منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003".

اقرأ/ي أيضًا: عداد الموت.. حصيلة انتهاكات السلطات العراقية لحقوق الإنسان خلال انتفاضة تشرين

وختم التقرير بإشارة الهاشمي إلى أن "إيران لا تريد أن تفقد هذه المكاسب. لقد حاولت العمل من خلال أحزابها لاحتواء الاحتجاجات بطريقة إيرانية للغاية".

وفي 30 تشرين الأول/أكتوبر قال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي في حديث تابعه "ألترا عراق"، إنه "أوصي الحريصين على العراق ولبنان أن يعالجوا أعمال الشّغب وانعدام الأمن الذي تسبّبه في بلادهم أمريكا والكيان الصهيوني وبعض الدول الغربيّة بأموال بعض الدول الرجعيّة".

كانت وكالة "رويترز" نشرت تقريرًا عن الاحتجاجات الأخيرة التي انطلقت في العراق بمطلع تشرين الأول/أكتوبر، والتي حدثت فيها أعمال عنف وقنص للمتظاهرين، فيما قالت الوكالة إن القنّاصين كانوا من الميليشيات التابعة لإيران، وهو الأمر الذي يؤكد على الطبيعة الفوضوية للسياسة العراقية، بالإضافة إلى دعم إيران غير المسبوق لحكومة عبد المهدي ومحاولة الحفاظ عليها بأي ثمن. 

‎قال مسؤولان أمنيان عراقيان إن "الميليشيات المدعومة من إيران نشرت قناصة على أسطح المنازل في بغداد خلال أكثر الاحتجاجات دموية في العراق منذ سنوات". 

فيما قالت مصادر أمنية عراقية، إن "زعماء الميليشيات المتحالفة مع إيران قرروا من تلقاء أنفسهم المساعدة في إخماد الاحتجاجات الجماهيرية ضد حكومة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، الذي تدعم إدارته التي تبلغ من العمر سنة واحدة بدعم قوي من إيران والجماعات المسلحة والفصائل السياسية التابعة لها".

مسؤولان أمنيان لـ"رويترز": الميليشيات المدعومة من إيران نشرت قناصة على أسطح المنازل في بغداد خلال أكثر الاحتجاجات دموية في العراق منذ سنوات

بينما قال أحد المصادر الأمنية العراقية: "لقد أكدنا أدلة على أن القناصة كانوا عناصر من الميليشيات التي تقدم تقاريرها مباشرة إلى قائدها بدلًا من قائد القوات المسلحة"، مبينًا "إنهم ينتمون إلى مجموعة قريبة جدًا من الإيرانيين".

اقرأ/ي أيضًا: تعليق جديد من طهران على تظاهرات العراق: أمريكا تستخدم أنصار صدام!

ونقلت "رويترز" عن دبلوماسي في المنطقة على دراية بعملية صنع القرار في إيران، قوله، إن "مجموعة من كبار القادة من الحرس الثوري الإيراني سافروا إلى العراق في اليوم الثاني من الاحتجاجات والتقوا بمسؤولي المخابرات والأمن العراقيين، مبينًا إنه "بعد الاجتماع، واصل كبار ضباط الحرس الثوري من ذوي الخبرة في كبح الاضطراب".

وقال الدبلوماسي إنه بعد الاجتماع، واصل كبار ضباط الحرس الثوري من ذوي الخبرة في كبح الاضطرابات المدنية تقديم المشورة للحكومة العراقية، رغم أنه لم يتم نشر أي جنود إيرانيين.

 لكن قائدًا بارزًا بإحدى الميليشيات التي تدعمها إيران- قال إن "جماعته غير متورطة في الجهود الرامية إلى وقف الاحتجاجات أو أعمال العنف الناتجة، مبينًا أن "طهران تشاورت عن كثب مع القوات التي تحاول قمع المظاهرات".

وفي 26 تشرين الأول/أكتوبر اتهم مستشار رئيس البرلمان الإيراني، حسين عبد اللهيان، أمريكا وإسرائيل والسعودية باستغلال مطالب المتظاهرين العراقيين، لافتًا إلى أن هذه الدول تستخدم أنصار رئيس النظام السابق صدام حسين لتهيئة الأجواء للتدخل في العراق والإطاحة بالحكومة.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

"تفتيت هادئ".. متظاهرو ساحة التحرير يطيحون بخطة الفصائل المسلحة!

مقرّات الفصائل: نار ورصاص.. ماذا حدث في محافظة ميسان؟