26-أكتوبر-2019

مقر حركة "عصائب أهل الحق" في ميسان (ميسان)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

منذ الساعات الأولى ليوم الجمعة، الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر، الموعد الذي حدده المتظاهرون الشباب للعودة إلى الشوارع بعد مجزرة الأسبوع الأول من هذا الشهر، كانت محافظة ميسان تتأهب لفورات غضب يرى مراقبون أنها تتناسب مع طبيعتها العشائرية وتقاليدها.

أحداث محافظة ميسان بدأت حين توجه متظاهرون إلى مقر حركة "عصائب أهل الحق" وحالما وصلوا، فتحت حماية المقر النار عليهم

بدأت الأحداث، حين توجه متظاهرون إلى مقر حركة عصائب أهل الحق مقابل قيادة شرطة المحافظة، وحالما وصلوا هناك، فتحت حماية المقر النار عليهم وسقط أحد المتظاهرين مصابًا، وانسحب الآخرون ركضًا.

اقرأ/ي أيضًا: قتل وعنف في ساعات الاحتجاج الأولى.. مخاوف عبد المهدي تتسرب إلى السيستاني!

انتشرت الأخبار عن تجمهر متظاهرين آخرين أمام مقرات فصائل مسلحة أخرى، كقوات بدر، وحركة أنصار الله الأوفياء، وردّت حمايات المقرين التابعين لهما بالنار. جرى ذلك دون تدخل من سرايا السلام الذين وجههم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالتدخل في حال الاعتداء على المتظاهرين.

تداول ناشطو ميسان، نقل أعداد من المُصابين المتظاهرين إلى المستشفيات برصاص حمايات بدر والعصائب الذين يحاولون منع المتظاهرين من اقتحام مبانيهم.

في الأثناء، قال الناشط علي سالم لـ"ألترا عراق" إن "الاعتقاد السائد هنا هو أن الجهة التي تتحرك لحرق مقار الأحزاب هي التيار الصدري، فيما يتجمهر (غير المنتمين) أمام مبنى محافظة ميسان". سقط في الأثناء قتيلين، والعديد من الجرحى.

رغم أن صوت الرصاص كان يُسمع بالقرب من مقر قيادة الشرطة، إلا أن تأكيدات الناشطين في ميسان تُشير إلى أن الشرطة المحلية لم تقم برمي المتظاهرين، كما أن الأجهزة الأمنية الحكومية لم تكن تحمل السلاح، بأوامر عُليا.

قرابة الرابعة عصرًا، وصلت الأخبار بأن متظاهرين أمسكوا بعضوٍ من حركة العصائب حاول الهرب من المقر بعد محاصرته، وقاموا بـ"سحله" في الشارع.

لم تصل الساعة للسادسة مساءً حتى اقتحم متظاهرون مكتب عصائب أهل الحق وقاموا بحرقه، بعد إطلاق نار كثيف ومباشر من قبل حمايات المكتب.

مصدر طبي لـ"ألترا عراق": بعد إحراق مقر "عصائب أهل الحق" وصل عدد القتلى إلى 6، بالإضافة إلى أكثر من 60 جريحًا

قال مصدر طبي من داخل مستشفى الصدر في محافظة ميسان لـ "ألترا عراق" إن "عدد القتلى وصل إلى 6، بالإضافة إلى أكثر من 60 جريحًا"، دون أن يكشف عن تفاصيل أخرى تتعلق بهوياتهم.

اقرأ/ي أيضًا: ‎رويترز: ميليشيات إيران وراء إجرام القناصين في العراق!

في الأثناء، انتشر خبر مقتل مدير مكتب عصائب أهل الحق وسام العلياوي وشقيقه عصام العلياوي بعد إصابتهما بهجوم تعرض له مقر مكتب العصائب في المحافظة.

تداول مدونون أخبارًا بأن سرايا السلام انتشرت في شوارع ميسان حاملة للسلاح، لكن الناشط علي سالم كان يُكذّب ذلك.

جرت دعوات من محتجين وناشطين، وأعضاء نقابة المحامين في ميسان، بأن لا يتم التعرض لأفراد حركة العصائب بالقتل، وإنما تسليمهم للقوات الأمنية بعد الإمساك بهم.

تحدث محتجو ميسان عن استخدام لسلاح (بي كي سي) و (كلاشنكوف) والرمانات الصوتية، بالإضافة إلى المسدس، في محاولات ردع المتظاهرين ومنعهم من دخول مكتب عصائب أهل الحق وحرقه؛ لكن المكتب احترق، وارتفع عدد القتلى إلى 7 بحسب مصادر "ألترا عراق"، لكن المفوضية العليا لحقوق الإنسان أعلنت ببيان إن عدد القتلى في محافظة ميسان 6 فقط.

كما تعرض معاون مدير مكتب المفوضية في ميسان إلى إطلاق ناري، نُقل على إثره إلى مستشفى الصدر، بحسب بيان المفوضية. فيما ناشد متظاهرون وناشطون في ميسان، أهالي المحافظة للتبرع بالدم في المستشفيات للحاجة القصوى بعد تزايد أعداد الجرحى والمصابين

عند حلول منتصف الليل، اندلعت مواجهات بين متظاهرين وعناصر "أنصار الله الأوفياء"، بعد محاولة المتظاهرين اقتحام مكتب "الأوفياء" في المحافظة

قبل أن تصل الساعة إلى الثامنة مساءً، أفادت الأنباء بأن متظاهرين تعرضوا لإطلاق نار من منظمة بدر قرب مبنى المحكمة في ميسان، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى.

اقرأ/ي أيضًا: عداد الموت.. حصيلة انتهاكات السلطات العراقية لحقوق الإنسان خلال انتفاضة تشرين

في الأثناء، أخبر أحد الناشطين، فضّل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، "ألترا عراق"، بأن بعض العشائر وسرايا السلام يعتزمون النزول في الساعات المقبلة إلى الشوارع بالسلاح.

نقل الناشط علي سالم، حديثًا لأحد مسؤولي سرايا السلام، بأن "الأوامر القادمة من النجف تقضي بعدم حمل السلاح، والابتعاد عن الاحتكاك والاشتباك مع الأحزاب"، مشيرًا إلى وجود "تصرفات فردية" من عناصر في سرايا السلام.

عند حلول منتصف الليل، اندلعت مواجهات بين متظاهرين وعناصر "أنصار الله الأوفياء"، بعد محاولة المتظاهرين اقتحام مكتب "الأوفياء" في المحافظة، وقدّر أحد الناشطين عدد عناصر الحركة المسلحين بمئة مسلح.

بحسب أحد مسؤولي منظمات المجتمع المدني (هكذا عرّف نفسه) فأن إطلاق النار يجري بكثافة شديدة بالقرب من مقر حركة "الأوفياء" في ساعات متأخرة من الليل لمنع وصول المتظاهرين إلى مقرهم. وقد أكد أنهم حاولوا إقناع المتجمهرين بعدم الذهاب إلى مكتب الأوفياء، لكنهم أصروا.

عند حلول صباح السبت احترق مبنى حركة أنصار الله الأوفياء، بعد اشتباكات استمرت طوال الليل

مرت أكثر من ساعة بعد منتصف الليل، حتى وردت الأخبار بأن الاشتباك أصبح مسلحًا بين طرفين، الطرف الأول هو حركة "الأوفياء"، والثاني اختفت حقيقة هويته وسط تضارب أحاديث الناشطين. منهم من يقول إن "العشائر وأهالي الشهداء" هم من اشتبكوا مع الحركة، فيما يُشير آخرون إلى سرايا السلام هي الطرف الذي يُقابل سلاح الحركة بالسلاح.

اقرأ/ي أيضًا: تحقيق| منفذ مع إيران تتقاسمه "العصائب" و"السواعد".. لا حصّة لميسان غير الفقر!

من الجدير بالذكر أن حركة أنصار الله الأوفياء تأسست في آب/أغسطس 2014 عشية احتلال تنظيم داعش لمحافظات عراقية، كجناح مسلح لكيان الصدق والعطاء.

وتُتهم الحركة بالسيطرة على منفذ الشيب الحدودي، وما يُعرف بـ"الميزان"، في المحافظة، والمقصود هو "جباية الميزان المثبت في مدخل طرق ميسان، والذي يستقطع من الشاحنات مبالغ مالية عند الدخول والخروج". وقد نظّم سواق الشاحنات عددًا من الوقفات والتظاهرات مطالبين بإيقاف هذا الإجراء، الذي وصفوه بـ"التسليب".

 عند حلول صباح السبت، السادس والعشرين من تشرين الأول/اكتوبر، احترق مبنى حركة أنصار الله الأوفياء، بعد اشتباكات استمرت طوال الليل، ولم تُعرف الجهة التي قامت بحرقه حتى الآن.

مكتب الأوفياء في محافظة ميسان (ألترا عراق)

ظهر السبت، وخلال مراسم تشييع القيادي في العصائب وسام العلياوي، تعهد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، بأخذ ثأر القيادي وسام العلياوي "مربع"، على حد تعبيره، والذي قتل أمس في محافظة ميسان.

وقال الخزعلي "سآخذ ثأر العلياوي (مربع)"، لافتًا إلى أن "دم الشهيد وسام العلياوي برقبة أمريكا وإسرائيل"، مؤكدًا "لن نسمح بذهاب بلدنا إلى الهاوية".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

شارع غاضب وسلطة مرتبكة.. ثلاثة سيناريوهات ميدانية محتملة لتظاهرات الجمعة

نتائجها تخفي الآمر و"القنّاص".. عبد المهدي ينفرد بمدح لجنته!