02-يونيو-2020

(فيسبوك)

يدافعُ المسؤولون في مختلف الحكومات السابقة في عراق ما بعد2003، عن فترة مسؤوليتهم وإنجازاتها، علمًا أن العراق يعيش أدنى مستويات الخدمات والعيش الكريم. آخر المسؤولين هم وزراء حكومة عادل عبدالمهدي، وتحديدًا وزير الكهرباء السابق السيد لؤي الخطيب، الذي كان دائم الشكوى، وكأنهُ كان سياسيًا معارضًا وليس مالكًا للسلطة ضمن منطقة الطاقة التي يشرف عليها.

يدور الجدل كالعادة حول مرشحي وزارة الثقافة بعد أن انحسر الترشيح بين الأديب والناشط الاحتجاجي فارس حرام والأكاديمي إياد العنبر

في ثلاثة أشهر فقط، صفق الكثير من العراقيين لأداء زميله وزير الصحة الاستثنائي الدكتور جعفر علاوي، كما صفقنا جميعًا للوزير المستقيل الدكتور علاء الدين العلوان بعدما أعلن عجّزهِ عن المعالجة وغادر السلطة بشرفٍ كبير.

نتمنى على أعضاء الكابينة الوزارية الحالية، أن يمارسوا أدوارهم بمسؤولية عالية وكاملة سواء في الإخفاق أو النجاح، وتحديدًا في الوزارات ذات الموار الضئيلة، حيث أعتبر كل من يتصدى لوزارة من هذا النوع "ضحية"، ضحية التأويلات التي ستنال شخصهُ في حال الفشل المتوقع، وهذا مايحصل دومًا مع وزراء الثقافة، وآخرهم السيد عبدالأمير الحمداني الذي غادر بخفي حنين، دون أي توضيح وبيان له تجاه الأسئلة المطروحة حول إنجازاته خلال فترة استيزاره القصيرة.

في حكومة مصطفى الكاظمي (غير المكتملة)، يدور الجدل كالعادة حول مرشحي وزارة الثقافة، ومن هو الأجدر بتمثيل المثقفين داخل السلطة التنفيذية والساعي لتحقيق آمالهم وأحلامهم.  ينحسر الترشيح اليوم كما هو معلوم، بين الأديب والناشط الاحتجاجي فارس حرام والأكاديمي إياد العنبر، وسط دعوات بضرورة اِستقلالية الوزير الجديد وفق وصفة "التكنوقراط"، وهي أكبر أكذوبة مشاعة منذ حكومة حيدر العبادي ولغاية الحكومة الراهنة.

تقف كتلة سائرون خلفَ المرشح الأول، في حين تقف كتلة صادقون خلف المرشح الثاني. وكلا الاثنين يصطرعان داخل الوسط الثقافي، بعدما ضمن كليهما مواقف سياسية داعمة لهما داخل البرلمان. فقد كسبَ فارس حرام الأدباء وخيمتهم المتمثلة بالاتحاد العام، بينما تقف مؤسسة المدى وصاحبها فخري كريم إلى جانب إياد العنبر، لاعتبارات تتعلق بأداء الأخير في الاحتجاجات ونقدهِ اللاذع لما يسمى بـ"حكومة القناصين" عبر شاشات التلفاز باعتباره محللاً سياسيًا وضيفًا دائمًا على نشرات الأخبار والبرامج السياسية.

دعم كتلة صادقون المنضوية في تحالف الفتح، ورئيس مؤسسة المدى المقرب جدًا من الكاظمي، تجعل حظوظ العنبر أكبر من حظوظ حرام في نيل الترشيح الرسمي الأخير لوزارة الثقافة والمرور عبر البرلمان. كما أن أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكوفة، سبق وأن تم ترشيحه لذات الموقع في الحكومة الماضية، لكن ترشيحه جوبه بالرفض من لدن عبدالمهدي وقتها.

في حال مرور العنبر إلى الوزارة المعنية بالمثقفين، أتقدم له بنصيحةٍ أخوية كمثقف وأكاديمي، وصديق له منذ سنين: يا صديقي أعلمُ أنكَ لستَ غريبًا على الوزارة، إذ عملتَ مستشارًا للوزير السابق الحمداني، ولكن عليك أن تدرك أن موارد وزارتك الجديدة، موارد فقيرة، وقد تكون تخصيصات الموازنة القادمة لها لا شيء في ظل انخفاض أسعار النفط، كما أن متطلبات المثقفين لا تعد ولا تحصى.. فعليك أن تنتبه للعواقب رجاءً، وأن تتحمل مسؤولية الفشل (لا سامح الله) كما النجاح (إن شاء الله).

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الجماعات وخصومها: العلاج بالتخوين!

لماذا لا نتغيّر؟