04-سبتمبر-2021

يعود الخلاف بين الأسرتين إلى جذور قديمة (Getty)

الترا عراق - فريق التحرير

على الرغم من قرب مسافة السكن حيث المدينة القديمة في النجف، لم يصدر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بيان نعي أو تعزية بوفاة المرجع الديني محمد سعيد الحكيم أحد أقطاب الحوزة الدينية الأربعة، على خلاف الشخصيات الدينية والسياسية.

أطلق الصدر دعوة لـ "حملة تنظيف" في النجف بالتزامن مع مراسم تشييع المرجع الحكيم

وتوفي الحكيم، عصر الجمعة 3 أيلول/سبتمبر، إثر نوبة قلبية عن عمر ناهز 87 عامًا.

وأعلن الحداد الرسمي ليوم واحد على مستوى البلاد و3 أيام في النجف التي تستعد لإقامة مراسم التشييع يوم الأحد المقبل.

بالمقابل، فضل الصدر إطلاق دعوة لـ "حملة تنظيف" في المدينة، ووجّه حركته المسلحة "سرايا السلام" بالمشاركة فيها بالتزامن مع مراسم تشييع المرجع الحكيم.

واعتبر موقف الصدر دليلاً على عدم "تجاوز الرجل حالة العداء" مع المرجع الراحل والتي تعود جذورها إلى صراع قديم على الزعامة الدينية والسياسية.

ويقول صحافي مراقب لأجواء النجف لـ "الترا عراق"، إنّ " سلوك الصدر يسلط الضوء على جانب من خوالج الرجل، ومدى استسلامه لمشاعر الكراهية، وعدم قدرته التغلب على أحقاد شخصية".

ويضيف الصحافي الذي قررنا حجب هويته حفاظًا على سلامته، أنّ "الزعماء في مثل هذه المواقف يتجاوزون عادةً حالة العداء، حينما يكونوا شخصًا آخر غير مقتدى الصدر".

وتوثق منصة يوتيوب مقطعًا مصورًا نشر في عام 2012، يعلن فيه المرجع محمد سعيد رفضه القاطع اعتبار الصدر أحد ركائز الحوزة الدينية في النجف، ويصفه بعبارات حادة.

ويقول رجل دين سابق درس في النجف لـ "الترا عراق"، إنّ "العداء بين الأسرتين يمتد إلى عقود خلت، وقد بلغ أوجه في تسعينيات القرن الماضي، ثم يتطور إلى شكل أشد حدة بسبب سلوكيات مقتدى الصدر".

وبعيدًا عن أزقة النجف القديمة وكواليس الحوزة الدينية فيها، لم يجد أتباع مقتدى الصدر حرجًا في إعلان احتفالاتهم بموت المرجع الحكيم.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى البلاد بتدوينات "الصدريين" المحتفلين، وتفاعلاتهم بسخرية مع الأنباء المتعلقة بوفاة الحكيم ومراسم تشييعه وبيانات النعي، حتى أنّ بعضهم أطلق دعوات لـ "توزيع الحلوى".

 

اقرأ/ي أيضًا:

تفاعل ساخر.. مقتدى الصدر "يناقض" موقفه ويتلقى لقاح "أعداء الله"

"العداء القديم".. فتنة الصفحات بين الصدر والخزعلي