15-سبتمبر-2019

سبق أن قدم وزير الصحة العراقي استقالته لعبد المهدي قبل أشهر ورفضت (Getty)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

قدم وزير الصحة والبيئة علاء الدين العلوان، استقالته إلى رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي لأسباب تعود للابتزاز وحملات التضليل، فيما أرجع نواب استقالته إلى عدم قدرته على مواجهة "المافيات" في النظام السياسي، بينما لفتت لجنة الصحة النيابية إلى أن العلوان تعرض إلى ضغوط من أعضاء برلمان بهدف الحصول على "صفقات شراء الأدوية والكومشنات". 

وزير الصحة: هناك محاولات ابتزاز وتضليل أوصلتني إلى قناعة راسخة بعدم إمكانية الاستمرار في العمل بوزارة الصحة، وأن اتقدم باستقالتي من مسؤوليتي

قالت الوزارة في بيان تلقى "ألترا عراق"، نسخة منه، إن "وزير الصحة والبيئة علاء الدين العلوان، قدم استقالته إلى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، اعتبارًا من الخميس الموافق 12 أيلول/سبتمبر الجاري".

اقرأ/ي أيضًا: الصحة العالمية: مستشفيات العراق لا توفر 50% من الأدوية الرئيسية

أضاف البيان أن "الوزير عبر عن شكره للرئاسات الثلاث والوزراء في الحكومة ومجلس النواب الذين قدموا له الدعم خلال فترة توليه الوزارة".

لكن وزير الصحة قال في الوثائق التي قدمها لرئيس الوزراء، واطلع عليها "ألترا عراق"، إنه "من المحزن أننا نتعرض لطيف واسع من العقبات ومحاولات مرفوضة للابتزاز وحملات التضليل الإعلامي هدفها الإساءة وتشويه الحقائق التي وصلت حدًا يعيق عمل الوزارة ويقوض فرص نجاح برنامج الإصلاح الذي تعمل الحكومة من أجل تحقيقه، لذلك يؤسفني أن أصل إلى قناعة راسخة بعدم إمكانية الاستمرار في العمل في ظل هذه الظروف، وأن اتقدم باستقالتي من مسؤوليتي بصفة وزير للصحة والبيئة اعتبارًا من الخميس الموافق 12/ 9/ 2019".

في الأثناء، اعتبر النائب أحمد الجبوري، أن استقالة وزير الصحة علاء العلوان رسالة واضحة بأن الحكومة الحالية "الأضعف والأفشل".

قال الجبوري في "تغريدة" له، رصدها "ألترا عراق"، إن "استقالة وزير الصحة علاء العلوان دليل حرصه ونزاهته، وعدم تمسكه بالمنصب"، مضيفًا أن "هذه رسالة واضحة بأن الحكومة الحالية هي الأضعف والأفشل مقارنةً بالحكومات السابقة"، مشيرًا إلى أن "الأجدر أن يقدم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي استقالته ويحفظ للعراق هيبته وسيادته".

أحمد الجبوري: استقالة وزير الصحة هي رسالة واضحة بأن الحكومة الحالية هي الأضعف والأفشل والأجدر أن يقدم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي استقالته 

في السياق، رجحت عضو لجنة الصحة في البرلمان سهام الموسوي، استقالة وزير الصحة علاء العلوان من منصبه لأسباب تعود إلى أن أفكار العلوان لا يمكن أن تطبق في عراق ما بعد 2003، بالإضافة إلى التدخلات السياسية والضغوط التي تمارس عليه.

اقرأ/ي أيضًا: الصحة.. تكتم على الموت البطيء وانتشار الأوبئة ودفع نحو الهند وإيران

وقالت الموسوي في تصريحات صحفية تابعها "ألترا عراق"، إن "وزير الصحة علاء العلوان شخصية مهنية لا يمكن التفريط بها، واستقالته جاءت لسببين: الأول إن افكاره لا يمكن أن تنفذ بعراق ما بعد 2003 بسبب تفشي الفساد في وزارة الصحة والمافيات الموجودة في الوزارة، والثاني يعود إلى التدخلات السياسية والضغوط التي مورست عليه".

أضافت أن "أفكار العلوان مهمة ويمكن تطبيقها بالدول المتقدمة، مستدركة "لكن واقعنا المر مع غياب القانون والإدارة الصحيحة أحبط مساعيه".

وكشفت عن تعرض العلوان لـ"ضغوط سياسية وحزبية ومن أعضاء برلمان بهدف الحصول على صفقات شراء الأدوية والكومشنات"، مبينة أنه "اصطدم بمافيات الأحزاب داخل وزارته".

ورأت الموسوي وجوب أن "تكون هناك شخصية قوية ومهنية على رأس وزارة الصحة لديها خبرة بالواقع العراقي" مبينة أن " البرلمان لن يوافق على تسمية أي وزير صحة جديد يكون من المتنفذين في الوزارة".

الصحة النيابية: ضغوط سياسية وحزبية ومن أعضاء برلمان تعرض لها وزير الصحة بهدف الحصول على صفقات شراء الأدوية والكومشنات

بينما رأت النائبة السابقة، سروة عبد الواحد، أن "عصابات الفساد والتدمير لم يعطوا الفرصة للوزير المهني والنزيه بالعمل وتنظيف الصحة من التشويه"، بحسب قولها، مضيفةً "قلتها سابقًا وأكرر أن وزير الصحة لأنه مهني ونزيه لا مكان له في الدولة وأي شخص آخر يريد الإصلاح لن يكون له دور ولن يسمح له بالعمل، مشيرة إلى أن "‏استقالة وزير الصحة تقول لنا بأن الحكومة لا تدعم الكفوء".

اقرأ/ي أيضًا: ناهي مهدي يفتح النار على وزارة الصحة: قتلوا زوجتي والحكومة تتفرج!

من جانبه، طالب نائب رئيس مجلس الوزراء السابق بهاء الأعرجي، رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي بعدم قبول استقالة وزير الصحة والتحقق من "أساليب الابتزاز" التي وردت فيها، قائلًا إن "لاستقالة وزير الصحة مدلولات كثيرة، في مقدمتها أن النزاهة والمهنية لا يمكن أن تستمر في مؤسسات الدولة للاستفادة منها". 

وبيّن الأعرجي أنه "بسبب غلَبة الحزبية وقوة الفاسدين وسيطرتهم على مفاصل مهمة بالدولة العراقية، نتمنى على رئيس الوزراء عدم قبول استقالته ما لم يتحقق من حقيقة وجود الأسباب الواردة فيها". 

ومنذ أشهر، شكا وزير الصحة من إعاقة "الفاسدين" لعمله بالوزارة، الأمر الذي أدى إلى أن تؤكد النزاهة النيابية في 20 آذار/مارس 2019، وقوف اللجنة مع وزير الصحة علاء الدين العلوان، ضد تدخلات الفاسدين بعمله وعمل الوزارة، بالوقت الذي طالبت  "رئيس الوزراء بدعم وزير الصحة واتخاذ الخطوات اللازمة التنفيذية ضد أي محاولة لتدخل الفاسدين بالتعاون مع البرلمان ولجانه"، لكن شيئًا لم يحدث منذ ذلك الوقت كما يبدو.

كانت وزارة الصحة، أصدرت توضيحًا في 19 آذار/ مارس 2019، جاء فيه، أنه "سبق أن تقدم الوزير باستقالته إلى رئيس الوزراء منذ شهر مضت بسبب ضغوط غير منصفة وتجاوزات وتدخلات سافرة في عمله وعقبات مستمرة لا تزال توضع لتمنعه من المضي في تنفيذ الرؤية وخارطة الطريق والإدارة الرشيدة والشفافة التي تم اعتمادها والعمل بها خلال هذه الفترة القصيرة للنهوض بالواقع الصحي والبيئي".

قدم وزير الصحة علاء العلوان استقالته إلى عبد المهدي قبل أشهر، بسبب تدخلات الفاسدين والضغوط التي تمارس عليه لكن عبد المهدي رفضها

أضافت الوزارة في بيانها قبل أشهر "غير أن رئيس الوزراء وعدد من قادة القوى السياسية طالبوه بالبقاء والاستمرار في النهج الذي وضعه".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

شبح السكّري القاتل في العراق.. "سرطان نائم" في أسرّة الأطفال والكبار!

حقوق الإنسان: الحكومة عاجزة عن توفير الخدمات الصحية للمواطنين